أبوظبي تضم الصين إلى شراكاتها الإستراتيجية النفطية

أبوظبي تضم الصين إلى شراكاتها الإستراتيجية النفطية


أبوظبي – كشفت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أمس أنها وقعت عقدا يمنح مؤسسة النفط الوطنية الصينية (سي.أن.بي.سي) حصة قدرها 8 بالمئة في امتياز شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة (أدكو).

واقتربت أدنوك بذلك من إكمال عقد شراكاتها الإستراتيجية بعد أن سبق أن أبرمت تحالفات منحت بموجبها كلا من بريتش بتروليم البريطانية وتوتال الفرنسية حصة تبلغ 10 بالمئة وإنبكس اليابانية 5 بالمئة وجي.أس الكورية الجنوبية 3 بالمئة.

وبذلك أنجزت إبرام عقود حصص تبلغ 36 بالمئة، ولا تزال تتفاوض مع شركاء آخرين لمنح 4 بالمئة لإكمال حصة الشركاء الأجانب البالغة 40 بالمئة، في حين تحتفظ أدنوك بنسبة 60 بالمئة من الحقول.

وقالت أدنوك في بيان إن سي.أن.بي.سي، وهي أكبر شركة طاقة في الصين، دفعت علاوة توقيع قدرها 1.8 مليار دولار للدخول في الامتياز البري البالغة مدته 40 عاما الذي تديره أدكو.

ويضم امتياز أدكو حقول باب وبوحصا وشاه وعصب وتبلغ موارده الإجمالية ما بين 20 و30 مليار برميل من المكافئ النفطية.

وتنتج الحقول حاليا نحو 1.6 مليون برميل يوميا ومن المتوقع أن تصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي.

وقال سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك بعد توقيع الاتفاق أمس، إنه يتماشى مع “توجيهات القيادة بتأسيس علاقات إستراتيجية طويلة الأمد تعزز النمو الاقتصادي وتسهم في تبادل الخبرات وبناء اقتصاد المعرفة”.

وأضاف أن الاتفاقية الجديدة مع شركة النفط الوطنية الصينية تهدف لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات والصين بما يسهم في الاستثمار الأمثل لمواردنا من الطاقة من خلال تعزيز القيمة الاقتصادية وتبادل الخبرات وضمان المشاركة في الأسواق الرئيسية في إطار أهداف النمو بعيد المدى لأدنوك.وأوضح أن الاتفاقية ستعود بالنفع المشترك على الطرفين وستسهم في دعم مستويات الإنتاج القوية وتعزيز العائدات من خلال الفرص النوعية المستدامة وبعيدة المدى في حقولنا النفطية البرية.

وقال وانغ يي لين رئيس مجلس إدارة سي.أن.بي.سي إن “الشركة ستضطلع بدور نشط في تحديد وتطوير التطبيقات التكنولوجية في حقول النفط القديمة عبر التخطيط لإقامة مركز خاص للتكنولوجيا في أدكو”.

وتوتال أول شركة نفط كبرى تجدد الامتياز وحصلت على عشرة بالمئة في يناير 2015 مما ضغط على منافسيها لتحسين شروط العروض بعد أن قالت أدنوك إن الشركة الفرنسية قدمت أفضل عرض.

وحصلت شركتا طاقة أصغر في آسيا على حصتين حين استحوذت إنبكس اليابانية على 5 بالمئة وجي.أس إنرجي الكورية الجنوبية على 3 بالمئة، ثم حصلت بي.بي على 10 بالمئة في ديسمبر الماضي.

وتعد الشركة الوطنية الصينية للبترول أكبر منتج وموزع للنفط والغاز في الصين وأحد أكبر مزودي خدمات الحقول النفطية الأساسية في العالم، وهي تنتج 52 بالمئة من النفط الخام في الصين ونحو 71 بالمئة من الغاز الطبيعي.

كما تمتلك الشركة أصولا وامتيازات في قطاع النفط والغاز في 37 دولة في أفريقيا وآسيا الوسطى وروسيا والأميركيتين والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادي.

سلطان الجابر: الاتفاق يهدف لتأسيس علاقات استراتيجية تعزز النمو الاقتصادي وتسهم في تبادل الخبرات وبناء اقتصاد المعرفة

وعبر وانغ عن سعادته باختيار “أبوظبي وأدنوك لنا للمشاركة في هذا الامتياز المهم ضمن حقول النفط البرية، حيث تمثل هذه الاتفاقية النوعية خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الإستراتيجية بين الشركة الوطنية الصينية للبترول وأدنوك. ونأمل أن تؤدي لمزيد من الفرص للتعاون والشراكة والاستثمار في قطاع الطاقة الإماراتي”.

وأشار إلى أنه في إطار هذه الاتفاقية ستقوم شركتنا بدور محوري في تطوير الامتياز على نحو يتسم بالكفاءة والفعالية والاستدامة، كما سنقوم بتحديد وتطوير التطبيقات التكنولوجية المطلوبة لحقول النفط المتقادمة عبر التخطيط لإنشاء مركز تكنولوجي متخصص لدى شركة أدكو.

وتعد الصين ثاني أكبر مستهلك للطاقة عالميا وقد أصبحت في العام الماضي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، حين فاقت وارداتها ما تستورده الولايات المتحدة.

وتشير البيانات الصينية إلى أن واردات الصين من النفط الخام ارتفعت خلال العام الماضي بنحو 860 ألف برميل يوميا أي بنسبة 13 بالمئة، لتصل إلى نحو 8 ملايين برميل يوميا.

وتعد دولة الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط، وتؤكد البيانات الأولية أن حجم التجارة بين البلدين ارتفع في العام الماضي إلى 60 مليار، مقارنة بنحو 54.8 مليار دولار في عام 2015.

وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 60 بالمئة من تجارة الصين الإجمالية تمر عبر دولة الإمارات حيث تجري إعادة تصديرها إلى أفريقيا وأوروبا.

العرب اللندنية