الحرس الثوري الإيراني… ذراع النظام الإيراني التوسعي في المنطقة

الحرس الثوري الإيراني… ذراع النظام الإيراني التوسعي في المنطقة

 

أثار إعلان الحرس الثوري الإيراني عن اختبار العديد من الصواريخ الباليستية تساؤلات حول مستقبل تطور الأسلحة الإيرانية بعد الاتفاق النووي الذي أبرمه النظام الإيراني مع الدول الكبرى في تموز/يوليو الماضي؟ وإزاء هذا الرد صرح مسؤولون أميركيون -قبل عدة أيام- بأن إدارتهم تبحث اقتراحا قد يؤدي إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعةً إرهابية. وهذا يعني في حال تنفيذذ  ذلك المقترح فإن العلاقات الأمريكية- الإيرانية ستشهد تحولًا نوعيًّا في طبيعة التوتر القائم بينهما، لأن هذه المرة ليس مجردد فرض عقوبات اقتصادية على مؤسسات أو أشخاص في النظام الإيراني وإنما توصيف الإرهاب لمؤسسة عسكرية إيرانية رسمية كالحرس الثوري الإيراني الذي يعد أحد أركان النظام الإيراني داخليًا وخارجيًا ويرتبط مباشرة بعلي خامئني مرشد الثورة الإيرانية. وهذا المقترح أن طُبق فهذا يعني أيضًا أن دونالد ترمب يكون قد أعلن عن توجهاته المستقبلية حيال النظام الإيراني، فهو بذلك يتجه نحو مواجهة النفوذ الإيراني وتطويقه في المشرق العربي وخاصة بالعراق وسوريا. وفي هذا السياق نتساءل ما هو الحرس الثوري الإيراني؟

الحرس الثوري -بالفارسية (باسدران)- الجيش العقائدي والحرس الوفي للمرشد الأعلى في الجمهورية الإيرانية رغم أنه لا يعد من الناحية التنظيمية جزءا من القوات المسلحة الإيرانية بل يتمتع بقيادةة مستقلة تتلقى أوامرها من خامنئي مباشرة. ظهر الحرس الثوري في 5أيار/مايو 1979 بعد انتصار الثورة الإيرانية والإطاحة بنظام الشاه، عبر مرسوم من قائد الثورة الإمام آية الله الخميني، ووضع تحت إمرة المرشد مباشرة. وكان الهدف الرئيس من إنشاء هذه القوة جمع القوات العسكرية المختلفة التي نشأت بعد الثورة في بنية واحدة موالية للنظام لحمايته وإقامة توازن مع الجيش التقليدي الذي لم يشارك في الثورة وظل بعض ضباطه أوفياء لحكم الشاه. وكانت مرحلة الحرب العراقية الايرانية ابان ثمانينات القرن الماضي، فرصة سانحة، لتعزيز مكانة الحرس وتقوية ادواره في المعادلات السياسية والعسكرية، واضحى يوصف بانه دولة داخل الدولة. ومنذ ذلك الحين، أصبح الحرس الثوري قوة عسكرية، وسياسية، واقتصادية كبيرة في البلاد، للثورة الإسلامية، ويتمتع بصلة وثيقة مع العديد من الشخصيات المؤثرة، أبرزها الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي كان نفسه عضوا في الحرس الثوري.

يتألف الحرس الثوري الإيراني -حسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن- من 3500 ألف عنصر، في حين يرى معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن أن عدد أفراده لا يتجاوز 12000 ألفا. وتسليح الحرس الثوري وفقاً للفيالق الرئيسية:

1. فيلق القوات البرية: يتسلّح الحرس الثوري بمنظومة واسعة من الأسلحة الفردية التي تصنعها الصناعات العسكرية الإيرانية، وهي نسخ عن السلاح الروسي والصيني وبعضها من تطوير إيراني خاص، وخصوصاً القناصات الخفيفة والثقيلة، كما يتزوّد الحرس الثوري الإيراني بمنظومات مختلفة من الأسلحة المضادة للدروع؛ وبعضها من الجيل المتطور الذي يوازي مثيلاته من السلاح الروسي، إضافةً إلى المدفعية المقطورة والمحمولة من عيارات مختلفة، وكذلك راجمات الصواريخ من عيارات خفيفة ومتوسطة وثقيلة؛ ومن ضمنها راجمات ثنائية ورباعية لصواريخ فجر التي تصنّف ضمن راجمات الصواريخ الثقيلة متوسطة المدى، وكذلك بخصوص سلاح المدرعات الذي يضم آلاف الدبابات وناقلات الجند وأهمها الدبابة ذو الفقار التي تجمع خصائص الدبابات الأمريكية والروسية بما يتلاءم مع الحاجات الإيرانية.

2. فيلق القوات الجوية: ويضّم تشكيلة واسعة من الطائرات الحربية؛ ومن ضمنها طائرات تمّت صناعتها بالكامل في مؤسسات الصناعة العسكرية الإيرانية؛ وأهمها طائرة الصاعقة وهي تطوير إيراني، وكذلك الحوامات بنوعيها المخصصة للنقل وتلك التي تحمل سلاحاً قادراً على التعامل مع الأهداف البشرية أو المتحركة، كالسيارات والناقلات المدرعة والدبابات وحتى الأهداف البحرية الصغيرة، وكذلك الطائرات دون طيّار التي يمتلك الحرس الثوري الإيراني أعداداً كبيرة منها بما فيها تلك القادرة على إصابة الأهداف ليلاً ونهاراً، وأما عن الدفاع الجوي، فيعتمد على منظومات متقدمة ومتكاملة تبدأ بالصواريخ المحمولة على الكتف إلى منظومات الـ”أس200″ الروسية وتلك التي تشابهها من حيث القدرة وهي صناعة إيرانية، وكذلك آلاف المدافع المضادة للطائرات والتي تمّ تزويدها بمنظومات متابعة رادارية ذاتية، كما يمتلك سلاح الدفاع الجوي منظومة متطورة من الرادارات التي تغطي مساحات كبيرة من الأجواء الإيرانية وحتى أجواء الدول المحيطة بإيران.

3. فيلق القوات البحرية: ويمتلك أعداداً كبيرة من القطع البحرية كالمدمرات التي تستطيع القيام بمهمات في المحيطات، وكذلك الغواصات القادرة على العمل في أعماق البحار لمدة طويلة، كمّا طوّر سلاح البحرية العديد من أنواع الزوارق الكبيرة والصغيرة لتقوم بمختلف مهمات الحراسة والقتال، وبعضها مزود بأحدث صواريخ بحر بحر القادرة على استهداف وتدمير حتى القطع البحرية الكبيرة كحاملات الطائرات، ومن ضمن تسليح القوات البحرية زوارق الطوربيد التي تعتبر الأسرع في العالم وهو أمرٌ تميّزت به البحرية الإيرانية، وكذلك الغواصات الصغيرة التي تتسع لرجلٍ أو رجلين والقادرة على القيام بعمليات الاستطلاع والتخريب في المنشآت البحرية، وكذلك حمل المتفجرات والألغام البحرية لزرعها في أماكن حساسة، كما يمكن استخدام هذه الغواصات كمنصات انتحارية.

4. الصواريخ الباليستية: وتضّم تشكيلة واسعة من الصواريخ التي يصل مداها بطرازاتها العاملة حالياً الى 3000كم، وقادرة على حمل رؤوس متعددة الطرازات وبقدرات تدميرية هائلة، وهذه الصواريخ من طرازات متوسطة وبعيدة المدى تتراوح بين 1000 و3000كم.

ويرى المراقبون أن أكبر دليل على نفوذ الحرس الثوري في جسم الدولة وصول أحد أعضائه إلى رئاسة الجمهورية الإسلامية، وهو الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. حيث عين أحمدي نجاد لدى انتخابه خمسة وزراء في حكومته من الحرس الثوري، فضلا عن كون عشرات النواب في البرلمان أعضاء سابقين في الحرس. ودخل العديد من كوادر الحرس إلى مفاصل الدولة الحساسة، ومن أبرزهم سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجانيورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف (قائد الشرطة السابق)، كما أصبح عدد منهم ناشطين في قطاعات البناء والنفط.

اقتصاديّا يسيطر الحرس الثوري أيضا على حوالي ثلث الاقتصاد الإيراني، وذلك من خلال بسط نفوذه على عدد من المؤسسات والصناديق الخيرية والشركات الفرعية. حيث ينخرط في كثير من المشاريع الاقتصادية، التي تقدر بمليارات الدولارات في مجالات النفط والغاز والبنى التحتية، وتتبعه مؤسسات مالية واستثمارية ضخمة داخل إيران تشمل قطاعات إنتاجية وخدماتية عدة، منها الإنشاءات والطرق والنفط والاتصالات.

تمتلك مؤسسة الحرس الثوري أذرعاً فرعية متعددة الأشكال والوظائف والأغطية؛ منها الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والعسكرية والدبلوماسية والاجتماعية، كل هذه المنظومات جعلت هذه المؤسسة منظومة مستقلة بقرارها ولا سيما الاقتصادي منه، متمتعة بقدر عال من الأرصدة والأصول المالية والبشرية والعضوية تتبع الولي الفقيه وحده، ولا تعتمد على المؤسسات المالية للدولة، وتعتبر مستقلة تماماً عن الجهاز الرقابي والمحاسبي للدولة.

وتمكن الحرس الثوري من تطوير حقيبة اقتصادية ضخمة في الداخل الإيراني عبر ضباطه المتقاعدين، فكثير من قادة هذه القوات يتقاعدون في سن مبكّرة نسبياً، نحو 50 عاماً، ثم ينضمّون إلى نخبة إيران السياسية والاقتصادية.

واليوم يسيطر القادة السابقون لقوات الحرس الثوري الإيراني على الصناعات الثقيلة، بما فيها صناعة البناء؛ ويخضع المدنيون الذين يُديرون هذه الصناعات لسلطة عناصر خدمت سابقاً في قوات الحرس الثوري الإيراني وتدين بالولاء له وللولي الفقيه.

وكان النشاط الاقتصادي للحرس الثوري في البداية محدوداً ومحصوراً في بعض مشروعات إعادة الإعمار بعد الحرب، ولكن شيئاً فشيئاً تحول الحرس الثوري إلى لاعب رئيسي في الاقتصاد الإيراني، ومع مرور الوقت، ودخول ملايين الدولارات إلى خزينة الحرس، أصبح الحرس الثوري بموجب صلاحياته الأمنية يتدخل في غالبية المناقصات الحكومية الرئيسة، بل إن مؤسسة بونياد المستضعفين الخيرية مثلاً تعمل على منح الذين يرغب النظام في مكافأتهم مشروعات كبيرة ومربحة، ويشمل ذلك المتقاعدين من كبار رجالات الحرس الثوري، وبحسب ما أورده كل من بهروز عارف وبهروز فرحاني في مقالهما بجريدة اللوموند دبلوماتيك (9 آذار /مارس عام 2016م، فإن قائمة الشركات والمؤسسات المرتبطة بالحرس الثوري لا يمكن إحصاؤها، وهي تدير اقتصاداً داخل اقتصاد الدولة، وأبرز الأمثلة على ذلك هو أن عناصر الحرس تسيطر على جميع منافذ البلد الجوية والبحرية، ومؤسساتها معفية من الضرائب؛ ممّا يجعل كثيراً من الاستثمارات الأجنبية والداخلية مضطرة إلى المرور عبر مؤسسات مرتبطة بالحرس الثوري.

أما عن دوره الخارجي فعلى الرغم  أن عدد عناصر الحرس الثوري يقل عن عدد قوات الجيش النظامي، إلا أن الحرس يُعتبر القوة العسكرية المهيمنة في إيران، وهو يقف وراء العديد من العمليات العسكرية الرئيسية في البلاد وخارجها. ويقوم القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، بدور كبير في تنفيذ سياسات آية الله على خامنئي في الخارج. ويتبع الحرس الثوري “فيلق القدس”، وهو الجناح العسكري الذي يقوم بعمليات خاصة خارج الحدود، وتقدر قواته بنحو 50 ألف عنصر، يعملون تحت قيادة قاسم سليماني. الذي رقي لرتبة اللواء في العام 2011 وهي أعلى رتبة في الحرس الثوري، ويعتبر سليماني المخطط لمبادرتين رئيسيتين في السياسة الخارجية الإيرانية وهما: ممارسة وتوسيع نفوذ طهران في الشؤون السياسية الداخلية بالعراق، وتقديم دعم عسكري لنظام الرئيس بشار الأسد.

وفي العام الماضي كشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري عن وجود نحو 2000 ألف مقاتل يرتبطون بالحرس الثوري موجودين في عدد من دول المنطقة، ملقيًا المزيد من الضوء على التورط الإيراني في الحروب الدائرة فيها، في حين كشفت مصادر متابعة للشأن الإيراني أن خسائر إيران البشرية تزايدت في سوريا. وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، جاهزية نحو 200 ألف مقاتل في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان، معتبرًا أن التحولات في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة «إيجابية»، حسبما ما أوردته وكالة مهر الحكومية. وقال جعفري إنه يتطلع إلى «تشجيع» الجيل الثالث من «الثورة» لدعم «ولي الفقيه» والجمهورية الإسلامية في إيران، لافتًا إلى أهمية حضور الشباب الإيراني في معارك سوريا والعراق واليمن. وكان جعفري يتحدث في مراسم تأبين القيادي في الحرس الثوري «حميد رضا أسداللهي» الذي قتل في نهاية كانون الأول/ديسمبر في حلب.

 في 14شباط/فبراير الحالي عقد علي رضا جعفر زاده، معاون ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في الولايات المتحدة مؤتمرا ، كشف عن مراكز التدريب الميليشيات الخارجية التابعة لقوات الحرس الإيراني التي يديرها فيلق قدس وتنتشر في أنحاء مختلفة من إيران ويتم فيها تدريب عناصر الميليشيات الطائفية من سوريا واليمن ولبنان والعراق وأفغانستان.

وبحسب المؤتمر الصحافي، فقد حصلت “منظمة مجاهدي خلق” وهي المنظمة المؤسسة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، من مصادرها في داخل إيران معلومات عن تفاصيل معسكرات وقواعد التدريب وعلى رأسها مديرية التدريب في فيلق القدس في ثكنة (إمام علي) الواقع في الكيلو 20 في اتوستراد طهران – كرج – بولفار (اردستاني) نهاية شارع (سروان) ويوجد في الموقع عدة ثكنات للحرس الثوري. وتقع هذه الثكنة داخل مجموعة كبيرة في القسم الجنوب الشرقي، ومساحتها حوالي 100 ألف متر مربع (350 في 330متر).وهناك قسم آخر لهذه المجموعة يدعى ثكنة “مصطفى خميني” وهي خاصة لقسم اللوجستي لثكنة (إمام علي) ولها بوابة منفصلة للدخول والخروج. ورصدت المقاومة الإيرانية لحد الآن 14 مركزا للتدريب في هذه المديرية، بحسب ما جاء في المؤتمر الصحافي.

وأشار المؤتمر الصحفي إلى وحدات من فيلق القدس يتلقون التدريبات في وحدات منفصلة وسرية على أعمال إرهابية ثم يتم توزيعهم حسب الدول في شمال الخليج أو أسيا أو افريقيا أو أمريكا اللاتينية. العناصر الذين يتلقون التدريبات الارهابية يتم عزلهم بشكل انفرادي وفي مواقع منعزلة. انهم في وحدة سكنية خاصة داخل ثكنة (امام علي) تتسع لأعداد تتراوح بين 10 و 100 فرد.

وخلال السنوات القليلة الماضية أدخل فيلق القدس عددا من مرتزقته من أمريكا اللاتينية منها من فنزويلا وأوروغواي وبارغواي وبوليفيا لتلقي هذه الدورات التدريبية في ثكنة (إمام علي). وبخصوص هؤلاء الأفراد كانت تطبق السرية التامة في أقصى حدها وكان هؤلاء الأفراد معزولين عن الآخرين وكان حضورهم بسرية تامة. آمر التدريب لهؤلاء العناصر هو العقيد طهماسبي.

ويُعتقد أن الحرس الثوري يحتفظ بعناصر له في السفارات الإيرانية عبر العالم، إذ يُقال إن هذه العناصر هي التي تقوم بتنفيذ العمليات الاستخباراتية، وتقيم معسكرات التدريب، وتساهم في تقديم الدعم لحلفاء إيران في الخارج، مثل حكومة بشار الأسد في سوريا، وحزب الله اللبناني.ويتمتع الحرس بوجود قوي وفاعل في المؤسسات والهيئات المدنية، إذ يسيطر على الباسيج، والذين يدينون بالولاء للثورة، إذ يستدعيهم الحرس للنزول إلى الشوارع في أوقات الأزمات، وذلك لاستخدامهم كقوة لتفريق المنشقين أو المتظاهرين. تلك القوة الشعبية الهائلة التي يتمتع بها الحرس، يُضاف إليها الدعم القوي الذي يمنحه له المرشد الأعلى، هي التي جعلت منه لاعبا أساسيا في السياسة الإيرانية.

وخلاصة القول يعتبر الحرس الثوري الذراعَ العسكرية والاقتصادية والاستخباراتية للمرشد علي خامنئي، ومن خلاله يسيطر على الدولة سيطرة كاملة، ورغم الانتخابات الخاصة بالرئاسة ومجلس الشورى ومجلس الخبراء التي تعطي صورة بأن الدولة ديمقراطية؛ إلا أن هذه الصورة ظاهرية فقط؛ فنظام الحكم في إيران ديكتاتوري بشكل فجّ، والمرشد من خلال مؤسسة الحرس الثوري يحكم قبضته على البلاد، ولن يتمكن الشعب الإيراني من تحقيق التقدم والازدهار ما دامت هذه المؤسسة موجودة وجاثمة على صدره، هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي فإن السياسة الخارجية الإيرانية لن تتجه إلى العقلانية والالتزام بالمبادئ الدبلوماسية وتحسين العلاقات مع دول الجوار ودول المنطقة ما دام للحرس الثوري أنشطة وتحركات خارجية، فإيران أمام خيارين: إما وضع القيود على الحرس الثوري وتحديد مهامه الداخلية والخارجية للحد من السخط الشعبي والتوتر الخارجي مع دول الجوار، أو انتظار نتائج عكسية لن تكون في مصلحة النظام الإيراني في المستقبل.

 في 16 شباط/ فبراير الحالي وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب النظام الإيراني بأنه “الراعي الأول للإرهاب في العالم”، والواضح أن أداة إرهابه وخاصة في المشرق العربي حرسه الثوري وما يتبعه من تشكيلات عسكرية، فالسؤال الذي يطرح في هذا السياق: هل حقّا سبعمل في القضاء على ذلك الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار دول المشرق العربي؟ أم أن الواقعية السياسية ولغة المصالح الحيوية ستجعل من ذلك الإرهاب ذات يومًا حدائق ورد؟!

وحدة الدراسات الإيرانية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية