الملك محمد السادس يوسع نفوذ الاقتصاد المغربي في أفريقيا

الملك محمد السادس يوسع نفوذ الاقتصاد المغربي في أفريقيا


الرباط – دخلت العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية بين المغرب وغينيا الجمعة، مرحلة جديدة بتوقيع حزمة من الاتفاقيات خلال زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى كوناكري.

ووقعت حكومتا البلدين 8 اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون الثنائي أهمها تزويد غينيا بالأسمدة والتعاون في مجال الزراعة والإسكان.

ويقول محللون إن تدشين الملك محمد السادس لعلاقات إستراتيجية جديدة مع دول في غرب أفريقيا من بوابة الاقتصاد يدخل في إطار تنويع الشركاء وتعزيز مكانة المغرب في القارة.

وترأس الملك محمد السادس، والرئيس الغيني ألفا كوندي، بالعاصمة كوناكري، حفل توقيع هذه الاتفاقيات، التي أبرمها وزراء ومسؤولون حكوميون من الجانبين، وفي القطاع الخاص رجال أعمال مغاربة وغينيون، وفق ما أوردته الخارجية المغربية.

وشملت هذه الاتفاقيات بروتوكول اتفاق لتزويد غينيا بنحو ألف طن من الأسمدة الفوسفاتية، بحسب بيان للمجمع الشريف للفوسفات.
محمد نبيل بنعبدالله: المغرب طور خبراته في مجال التعمير وسيضعها رهن إشارة غينيا

وقال مصطفى التراب الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفات إن بلاده “قررت إنتاج 100 ألف طـن من الأسمدة لفائدة غينيا لتلبية حاجيات الموسم الزراعي في هذا البلد”.

وأضاف أن “20 ألف طن من هذه الكمية هبة من المغرب لغينيا، في حين أن الـ80 ألف طن المتبقية سيتم توفيرها بأسعار ستتيح تقليص أو بالأحرى إلغاء المساعدات الحكومية المخصصة للأسمدة بغينيا”.

وكان المجمع الشريف للفوسفات وقع بالفعل اتفاقات مع حكومات وشركات أفريقية أخرى خلال جولة العاهل المغربي في الأشهر القليلة الماضية.

وتضخ شركات مغربية كبرى -من بينها بنوك وشركات تأمين- استثمارات كبيرة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

ومن بين أهم الاتفاقيات التي وقعها البلدان مشاريع زراعية لإنتاج وتجميع الذرة في غينيا، وإنجاز مشروع للتهيئة الزراعية لمساحة تتراوح ما بين 200 و300 هكتار.

واعتبر عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، أن هذا الاتفاق يندرج ضمن مخطط المغرب الأخضر.

وقال إن “الشراكة الثنائية المربحة للطرفين في هذا المجال تأتي انطلاقا من رؤية البلدين نحو تعزيز التعاون وتوطيد العلاقات الاقتصادية أكثر”.

كما تضمنت هذه الاتفاقيات تأهيل العاصمة الغينية والتطهير الصحي للمدينة، إضافة إلى المساعدة التقنية في هذا المجال واتفاقيات مع القطاع الخاص أيضا.

وقال محمد نبيل بنعبدالله وزير السكنى وسياسة المدينة المغربي، إن “المغرب طور خبرة ومهارة في مجال التعمير وسيضعهما رهن إشارة غينيا من أجل التأهيل الحضري لمدينة كوناكري”.

وتتحرك الرباط ضمن إستراتيجية تهدف إلى التكامل الفعال مع شرق أفريقيا، ضمن إطار تنافسي يجعل من التنمية هدفا تشاركيا يشترط تأهيل العنصر البشري وتقوية البنية التحتية التجارية وتيسير الترسانة القانونية لتسهيل الاستثمار وتطوير خطوط العلاقات التجارية.

ويؤكد اقتصاديون أن قطاعات السياحة والزراعة والطاقة والنفط والغاز والبنية التحتية والمناجم، بإمكانها أن تكون فرصة استثمارية سانحة أمام القطاع الخاص المغربي، للدخول في اتفاقيات متبادلة في هذه المجالات الإستراتيجية.
عزيز أخنوش: اتفاقية التعاون المبرمة مع غينيا تندرج ضمن مخطط المغرب الأخضر

ويعمل المغرب على تقاسم خبراته مع الدول الأفريقية، ما يؤهله للقيام بدور فعال يخدم القارة، لذلك اتخذت الحكومة المغربية إجراءات تحفيزية لدعم المستثمر المغربي وتشجيعه على ضخ رؤوس الأموال في عدة مشاريع داخل البلدان الأفريقية.

وتعد غينيا الدولة الأفريقية الرابعة التي يزورها العاهل المغربي خلال الشهر الحالي بعد زيارة كل من غانا وزامبيا وجنوب السودان.

وكان المغرب قد وقع مع غانا على 25 اتفاقية للتعاون الثنائي، ومع زامبيا 19 اتفاقية، ومع جنوب السودان 9 اتفاقيات ثنائية في مجالات مختلفة للتعاون مع تلك البلدان.

وترجع الزيارات المتعددة للملك محمد السـادس إلى البلـدان الواقعـة في شـرق القـارة الأفـريقية وغـربها إلى أن الربـاط جعلـت من أفريقيا أولوية قصوى في دبلوماسيتها الاقتصادية من أجل البحث عن أسواق جديدة للاستثمار بالنسبة إلى الشركات المغربية.

وتأتي هذه الجولة المغربية الجديدة بعد أسبوعين فقط من عودة المغرب رسميا إلى الاتحاد الأفريقي في نهاية يناير الماضي، خلال قمة أديس أبابا، وذلك بعد 33 عاما من خروجه منه.

ومن المقرر أن ينتقل الملك محمد السادس إلى العاصمة المالية باماكو لتكون المحطة الأخيرة في الجولة الأفريقية عاصمة ساحل العاج ياموسوكرو، حيث تعتبر دولة ساحل العاج من أهم دول غرب أفريقيا الصاعدة اقتصاديا، والتي تعد أحد أبرز حلفاء المغرب داخل القارة.

وتبرهن هذه الجولة على أن المغرب يمتلك نموذجا يقدمه لحلفائه الأفارقة، ويتعلق الأمر بنموذج قوة اقتصادية صاعدة قادرة على تجاوز العوامل المعيقة وإيجاد نسيج صناعي ومالي جذاب.

ويبلغ عدد الاتفاقيات الموقعة بين المغرب والعديد من دول القارة قرابة 600 اتفاقية للتعاون، اقتصاديا وتجاريا وتنمويا.

العرب اللندنية