سوفت بنك تكشف ملامح رهانها على تكنولوجيا المستقبل

سوفت بنك تكشف ملامح رهانها على تكنولوجيا المستقبل

برشلونة – قال الرئيس التنفيذي لمجموعة سوفت بنك اليابانية أمس، إن وحدة أشباه الموصلات أي.آر.أم التي استحوذت عليها المجموعة مؤخرا سوف تنتج تريليون رقاقة إلكترونية مصممة لما يعرف بإنترنت الأشياء خلال فترة العشرين عاما القادمة.

وجاءت تصريحات ماسايوشي سون، وهو مؤسس مجموعة الاتصالات ورئيس مجلس إدارتها خلال افتتاح معرض ومؤتمر للأجهزة الإلكترونية النقالة العالمي (موبايل وورلد كونغرس)، الذي بدأت فعالياته أمس في برشلونة.

وكشف خلال المؤتمر عن بعض ملامح ورهانات الصندوق الاستثماري الذي أسسه بشراكة مع صندوق الثروة السيادية السعودي بقيمة 100 مليار دولار، لكي يصبح لاعبا عالميا أساسيا في استثمارات قطاع التكنولوجيا المتقدمة.

وقال في حديث خلال مؤتمر الموبايل العالمي، أكبر معرض تجاري سنوي للقطاع، إن عدد “خلايا المخ” في الرقائق الإلكترونية سوف يتجاوز عدد الخلايا العصبية في مخ الإنسان في 2018، مما يفتح فرصا هائلة كبيرة أمام الأغراض الذكية المتصلة بالإنترنت.

وأضاف “لهذا السبب أنفقنا 32 مليار دولار للاستحواذ على شركة أي.آر.أم البريطانية لصناعة الرقائق الإلكترونية”. وتوقع أن تصبح الشركة من أهم شركات إنتاج الرقائق الإلكترونية في العالم.

وأوضح سون أن استحواذ سوفت بنك على أي.آر.أم البريطانية يأتي في إطار تأهب المجموعة لانتشار تقنيات الشبكات الإلكترونية في جميع المجالات.

45 مليار دولار حجم مساهمة السعودية في صندوق رؤية سوفت بنك للاستثمار في تكنولوجيا المستقبل

وذكر أن هناك نحو 500 من الرقائق التي تصنعها أي.آر.أم موجودة في أي سيارة تعمل بالتوجيه عبر الشبكات الإلكترونية. وقال إنها “هي ليست مؤمنة بالكامل… أستطيع أن أقول لكم ذلك، نحن نبيعها” في إشارة إلى ضرورة تعزيز الأمن من الاختراقات الإلكترونية.

وإنترنت الأشياء مصطلح يستخدم لوصف شبكة أجهزة غير الكمبيوتر والهواتف الذكية تتصل بالإنترنت ويمكنها جمع البيانات وتبادلها مثل تلك اللازمة للتحكم في مستوى تدفئة المنزل والطباخ والثلاجات وغيرها من الأجهزة المنزلية.

وتوقع رجل الأعمال أيضا أن يكون هناك جيش من عشرة مليارات جهاز روبوت ذكي بحلول عام 2040، الأمر الذي يجعل حياة الإنسان أيسر وأكثر راحة، لكنه قال إن ذلك التقدم لن يتحقق من دون مخاطر وإن معالجة القضايا ذات الصلة بالأمن الإلكتروني يجب أن تكون جزءا من المعادلة.

ورجح سون أن تصل درجة الذكاء الاصطناعي إلى عشرات أضعاف ذكاء البشر في المستقبل. وأكد أن على البشر أن يتأقلموا مع حقيقة أن أجهزة الكومبيوتر ستصبح مستقبلا أكثر ذكاء منهم.

وتنبأ بأن يحقق الكمبيوتر درجة ذكاء خارقة تصل إلى 10 آلاف نقطة في مقياس معامل ذكاء (آي.كيو) خلال ثلاثين عاما، أي ما يعادل 100 ضعف لمتوسط ذكاء البشر الذي يبلغ نحو 100 نقطة.

وقال إن الإنسان الذي يحقق 200 نقطة في مقياس آي.كيو يسمى عبقريا. وعلق مازحا بالقول “في المستقبل ستكون إحدى الرقائق الإلكترونية في أحذيتنا أكثر ذكاء منا”.
ماسايوشي سون: على البشر أن يتأقلموا مع حقيقة أن الكمبيوتر سيصبح أكثر ذكاء منهم

وأكد أن على الإنسان أن يطرح من الآن أسئلة فلسفية لهذا المستقبل منها على سبيل المثال “ماذا سيكون عملُنا عندئذ؟ كيف ستسير حياتنا؟”، وقال إنه يعتقد بأن هذا الذكاء الخارق سيكون شريكنا، ولكن “إذا أسأنا استخدامه فسوف يكون خطيرا”.

وأضاف أن ترجيح تفوق الآلات في ذكائها على البشر هو السبب وراء تخصيص مجموعة سوفت بنك صندوقا استثماريا في التكنولوجيا المستقبلية “فأنا في عجلة من أمري وأبحث عن شركاء”.

وكانت سوفت بنك قد أعلنت في منصتف أكتوبر 2016 التوقيع على اتفاقية لتأسيس صندوق “رؤية سوفت”، بالتعاون مع صندوق الاستثمارات السعودي بحجم استثمارات يصل إلى 100 مليار دولار.

وأعلنت الحكومة السعودية حينها أن الصندوق يهدف إلى تعزيز الاستثمارات في القطاع التقني على مستوى العالم، كما يهدف إلى أن يكون من بين أكبر الصناديق الاستثمارية في قطاع التكنولوجيا المستقبلية.

وذكرت أن مساهمة صندوق الاستثمارات العامة السعودي في الصندوق المشترك تصل إلى 45 مليار دولار، وأن المجموعة اليابانية تخطط لاستثمار 25 مليار دولار في الصندوق على مدى السنوات الخمس القادمة.

وكانت مجموعة سوفت بنك قد أعلنت عن توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة. وقالت إن الصندوق يدرس بموجبها إمكانية الاستثمار في “صندوق رؤية سوفت بنك” بحيث يكون أكبر المشاركين فيها مع استثمارات قد تصل إلى 45 مليار دولار، بحسب الوكالة السعودية.

وجاء الإعلان عن تأسيس الصندوق بعد استقبال ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للرئيس التنفيذي لمجموعة سوفت بنك في الرياض في أكتوبر الماضي. وسيتخذ الصندوق من لندن مقرا وسوف تديره شركة تابعة لمجموعة سوفت بنك.

وقال الأمير محمد، حينها إن صندوق رؤية سوفت سيسعى لدعم “رؤية السعودية 2030” في جهود تنويع الاقتصاد، وأنه سيركز على الاستثمارات ذات العوائد المالية الهامة.

العرب اللندنية