المعارضة تدعو لاستقالة نتنياهو بعد تقرير حرب غزة

المعارضة تدعو لاستقالة نتنياهو بعد تقرير حرب غزة


وجهت أوساط سياسية إسرائيلية انتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بلغت حد الدعوة إلى استقالته، إثر صدور تقرير رسمي اتهم نتنياهو وقادة جيشه بالإخفاق في الاستعداد الكافي للحرب على غزة عام 2014.

ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هيرتسوغ رئيس الوزراء للاستقالة، إثر تقرير مراقب الدولة يوسف شابيرا، الذي نُشر الثلاثاء ووجه انتقادات إلى قيادات سياسية وعسكرية تولت زمام الأمور في فترة الحرب شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2014.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) عن هيرتسوغ قوله تعليقا على ما نشر إن “التقرير كشف عن أوجه تقصير نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر في أداء مهامهم، حيث أخفقوا في إدراك التهديدات وتحديد الإستراتيجية وتجهيز جنود جيش الدفاع والمواطنين ولا سيما سكان الجنوب”.

ورأى هرتسوغ أن “مضمون التقرير يجب أن يثير الهلع والقلق لدى الإسرائيليين”، داعيا نتنياهو إلى الاستقالة.

من جهتها وجهت منظمة المراقبة الرئيسية التابعة للحكومة الإسرائيلية انتقادات لنتنياهو بشأن ما قالت إنه افتقار للإعداد والتشاور مع الحكومة فيما يخص شبكة أنفاق تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أربكت الجيش الإسرائيلي في حرب غزة عام 2014.

بدوره صرح رئيس الأركان الإسرائيلي غادي إيزنكوت تعقيبا على التقرير بأن جيشه “قد استخلص العبر وبلور خطة لتحسين قدراته القتالية في غزة، وتحقيق الانتصار”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق عمير بيرتس إن تقرير مراقب الدولة عرض صورة قاتمة تكشف محاولات لتنصل نتنياهو من مسؤولياته.

فشل
في المقابل، اعتبرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي بمثابة إقرار بفشل العدوان والحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014.

وعارض نتنياهو ما جاء في التقرير، وقال إن حماس تلقت خلال الحرب ضربات لم تتلق مثلها في تاريخها. واعتبر أن الاختبار الحقيقي لنتائج الحرب هو في الهدوء غير المسبوق الذي يسود البلدات الحدودية مع غزة.
نتنياهو عارض ما جاء في التقرير واعتبر أن حماس تلقت ضربات غير مسبوقة خلال الحرب على غزة (رويترز)

واتهم تقرير مراقب الدولة نتنياهو وقادة جيشه بأنهم أخفقوا في الاستعداد الكافي للحرب على غزة في صيف العام 2014، خاصة في ما يتعلق بخطر الأنفاق التي استخدمتها حركة حماس خلال المعركة.

وجاء في التقرير “كانت المؤسسة السياسية والعسكرية والهيئات الاستخباراتية على علم بتهديد الأنفاق وحتى عرّفته بأنه إستراتيجي، لكن الأفعال التي اتخذت لم تكن على مستوى التهديد”.

كما جاء فيه أن نتنياهو ووزير الدفاع وقتها موشيه يعالون أخفيا معلومات أساسية عن أعضاء المجلس الوزاري الأمني المصغر.

وقال مراقب الدولة في تقريره الذي شرع في إعداده أوائل سبتمبر/أيلول 2014 بعد انتهاء الحرب مباشرة، إن الجيش الإسرائيلي تأخر في التعامل مع الأنفاق، في حين أن نصف هذه الأنفاق اخترق الحدود.

تقصير
وذهب التقرير إلى اتهام الجيش بعدم إعداد خطط عسكرية لمواجهة الأنفاق، وبالتقصير في إعداد وتدريب قواته على مواجهة هذا الخطر، كما أكد أن الجيش الإسرائيلي لم ينجح في تدمير حتى نصف ما كان بحوزة المقاومة الفلسطينية من أنفاق.

وبناء على تقرير مراقب الدولة، قررت لجنة مراقبة الدولة في الكنيست استجواب نتنياهو في الأسابيع المقبلة بشأن هذا التقرير.

وشنت إسرائيل يوم 7 تموز/يوليو 2014 حربا على غزة أطلقت عليها اسم “الجرف الصامد” استمرت 51 يوما، وأدت إلى مقتل 2322 فلسطينيا وإصابة نحو 11 ألفا آخرين.

وفي المقابل، أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بأن 68 عسكريا إسرائيليا قتلوا خلال الحرب، بالإضافة إلى أربعة مدنيين، كما أصيب 2522 شخصا، بينهم 740 عسكريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات