تنظيم الدولة والهجرة يستحوذان على خطاب ترمب

تنظيم الدولة والهجرة يستحوذان على خطاب ترمب


حدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ملامح سياسته خلال خطاب له أمام الكونغرس ألقاه فجر اليوم الأربعاء (مساء الثلاثاء بالتوقيت الأميركي)، متعهدا بمواجهة ما وصفه بالإرهاب الإسلامي المتشدد، وإصلاح قانون الهجرة.

ووعد ترمب بالعمل مع حلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها في العالم الاسلامي على إلحاق هزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية، قائلا إنه وجه وزارة الدفاع بإعداد خطة لدحر وهزيمة تنظيم الدولة، ومحوه من على وجه الأرض.

وفي خطابه الذي استمر ساعة أكد الرئيس الأميركي الـ45 “تجديد الروح الأميركية” التي لا يمكن فصلها برأيه عن تدابير صارمة بشأن الهجرة، معلنا بدء ما سماه فصلا جديدا من الفخر الأميركي.

وقال ترمب إنه لن يسمح بتحويل الولايات المتحدة إلى ملجأ للمتطرفين، مشيرا إلى ضرورة تشديد إجراءات التدقيق ومنع الدخول إلا لمن يحبون الولايات المتحدة ويؤيدونها. وأكد على أن إدارته تعمل على تطوير هذه الإجراءات.

وذكر ترمب بهجمات فرنسا وبلجيكا وألمانيا وغيرها، معتبرا أنه من الاستهتار عدم التحكم في دخول الأشخاص من المناطق التي لا يمكن تطبيق إجراءات التدقيق فيها بدقة.

وأضاف أن “الذين سيحصلون على شرف الدخول للولايات المتحدة ينبغي أن يدعموا هذه البلاد ويحبوا شعبها وقيمها، لا يمكننا السماح للإرهاب بالتكون في أميركا ولا لبلادنا أن تكون ملجأ للمتطرفين”.
كان الجمهوريون يصفقون دون توقف ويقفون تحية عند ذكر المشاريع الكبرى للرئيس (رويترز)

قانون الهجرة
وفي هذا السياق، تحدث الرئيس الأميركي عن اعتزامه إصلاح قوانين الهجرة، وتابع “عندما نطبق أخيرا قوانيننا بشأن الهجرة سنزيد الرواتب وسنساعد العاطلين عن العمل وسنوفر مليارات الدولارات وسنعزز أمن مجمعتنا”.

وتحدث ترمب عن إصلاح تشريعي دون أن يأتي على ذكر تطبيع أوضاع المقيمين بشكل غير قانوني، واقترح إحلال نظام يقوم على “الجدارة” مكان النظام الحالي.

كما أبدى الرئيس بقوة عزمه على محاربة الهجرة غير النظامية التي ربطها بالجريمة في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه أمر بإنشاء مكتب خاص لضحايا جرائم الهجرة.

يأتي ذلك بينما من المتوقع أن يوقع ترمب في الأيام المقبلة على مرسوم جديد بشأن الهجرة بدل المرسوم الذي عرقله القضاء.

وبخصوص الحل الأمثل لمآسي النازحين جراء الحروب والنزاعات رأى الرئيس الأميركي أنه من الضروري “خلق الظروف التي تسمح للنازحين بالعودة الآمنة إلى ديارهم، وأن يشرعوا في عملية طويلة اسمها إعادة البناء”.

وبين أن “الولايات المتحدة ستكون أفضل حالا عندما تكون هناك صراعات أقل لا أكثر.. نرغب في انسجام واستقرار وليس حربا وصراعا”.
ترمب اعتبر أن الولايات المتحدة ستكون أفضل حالا عندما تكون هناك صراعات أقل لا أكثر (رويترز)

إصلاحات داخلية
وفي الشأن الداخلي، وعد الرئيس الأميركي بتخفيف الضرائب عن الطبقة الوسطى والشركات، وبتخصيص تريليون دولار من الاستثمارات العامة والخاصة من أجل تطوير البنية التحتية في الولايات المتحدة.

وفي المجال التجاري، قال ترمب إن بلاده تعاني من الديون الخارجية وتبعات انضمامها إلى مجموعة أميركا الشمالية، وأضاف “أؤمن بقوة بنظام التجارة الحرة، لكن يجب أن يكون عادلا”.

وأكد أنه سيصدر قانونا يوفر التعليم للملايين من الأطفال السود واللاتينيين، مشددا على ضرورة بناء جسور الثقة ووقف الانقسام بين فئات المجتمع.

كما دعا الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون إلى إلغاء ووضع بديل لقانون الرعاية الصحية الذي صدر في عهد باراك أوباما مع إصلاحات توسع الخيارات المتاحة وتزيد الاستفادة من الرعاية الصحية وتقلص التكاليف.

ولا يزال الجمهوريون منقسمين بشأن كيفية تحقيق هذا الهدف، بينما يعارض الديمقراطيون بشدة أي تدخل في النظام الذي يوفر الرعاية الصحية لملايين الأميركيين ذوي الدخل المنخفض.
يأتي ذلك بينما تظاهر مئات من المحتجين أمام البيت الأبيض تحت شعار الدفاع عن القيم الأميركية.

وقد تجمع المتظاهرون قبيل خطاب ترمب رافعين شعارات منددة بسياساته، وشاركت في المظاهرة مقدمة البرامج والممثلة الكوميدية الأميركية روزي أدونيل، وهي أحد أبرز المناهضين لترمب وسياساته.

المصدر : الجزيرة + وكالات