تحالف أوروبي صيني ياباني لمواجهة حمائية ترامب

تحالف أوروبي صيني ياباني لمواجهة حمائية ترامب

لندن – استأنفت القوى الاقتصادية العالمية الكبرى جهودها للدفاع عن مبادئ حرية التجارة بعد فشلها في ترويض إصرار الولايات المتحدة على عدم الدعوة لتعزيز حرية التجارة في البيان الختامي لاجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين.

وبعد مرور ساعات على اختتام الاجتماعات طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بتعزيز التجارة الحرة والأسواق المفتوحة، في مواجهة صريحة لموقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانعزالية والحمائية في مجال التجارة.

ويقود الاتحاد الأوروبي والصين واليابان الجهود العالمية لحماية حرية التجارة. وقد أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقية للتجارة الحرة مع كندا وفتح بداية العام مفاوضات لإبرام اتفاق مماثل مع المكسيك، في وقت يهاجم فيه ترامب اتفاقية نافتا للتجارة الحرة التي تربط بلاده بكندا والمكسيك.

وقالت ميركل في هانوفر وسط ألمانيا بعد ساعات على اختتام اجتماعات قمة العشرين، عشية افتتاح “سيبيت” أكبر معرض للتكنولوجيا في العالم والذي تشارك فيه اليابان بحضور كبير “نريد أسواقاً حرة ومفتوحة، نريد بالطبع تجارة عادلة، لكننا لا نريد بناء أي حواجز”.
أنجيلا ميركل:نريد أن نربط مجتمعاتنا ببعضها وأن نتعاون مع بعض على نحو عادل

ومن دون أن تسمي ترامب الذي يتبنى مواقف مناهضة للتجارة الحرة، أوضحت ميركل قائلة “نريد أن نربط مجتمعاتنا ببعضها وأن نتعاون مع بعض على نحو عادل. هذا هو التبادل الحر”.

وأكدت على ضرورة أن تمضي مفاوضات إبرام اتفاقية للتجارة الحرة بين اليابان والاتحاد الأوروبي بعزم كبير، في وقت يسعى فيه الجانبان لإكمال الاتفاق خلال العام الحالي.

وقالت “في زمن علينا الدخول فيه بنزاع مع الكثيرين حول التجارة الحرة والحدود المفتوحة والقيم الديمقراطية، فإن عدم دخول اليابان وألمانيا في نزاع حول هذه المواضيع هو علامة جيدة”.

وأكد رئيس الوزراء الياباني، الذي شكلت هانوفر إحدى محطات جولته الأوروبية أن “الاقتصادات تنمو من خلال الترابط… اليابان تريد أن تصبح إلى جانب ألمانيا، النجم الذي يدعم الأنظمة المفتوحة… يجب ألا نخلق الظروف التي تجعل الثروات تتركّز في أيدي قلة قليلة” في إشارة واضحة إلى ترامب.

وأضاف قائلا “سنحافظ على عالم مفتوح يحترم القواعد ويكون حرا وعادلا وسنجعله متينا” ودعا إلى “سرعة إبرام” الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي واليابان.

وتأتي هذه التصريحات في وقت نجحت الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب، في الهيمنة على اجتماع مجموعة العشرين في ألمانيا بحيث لم يتطرق في بيانه الختامي إلى موضوع الحمائية.

في هذه الأثناء تواصل الصين لعب دور كبير في مواجهة السياسات التجارية الحمائية والتأكيد على استعدادها لقيادة الجهود العالمية لتعزيز التجارة الحرة.

وقال تشانغ غاولي نائب رئيس الوزراء الصيني يوم الأحد إن الصين تعارض الأشكال المختلفة للحماية التجارية وتؤيد التجارة الحرة مؤكدا موقف بكين وسط مخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي.

وأضاف خلال منتدى تنمية الصين الذي يقام في بكين إن العولمة يجب أن تستمر رغم مواجهتها صعوبات مؤقتة.

وأكد أن “الصين مستعدة للعمل مع الدول الأخرى لمجابهة الأشكال المختلفة للحماية في التجارة والاستثمار… يجب علينا أن ندفع العولمة الاقتصادية بشكل ثابت إلى الأمام. لا يمكن أن نوقف خطواتنا بسبب صعوبات مؤقتة”.
شينزو آبي:سنحافظ على عالم مفتوح يحترم القواعد ويكون حرا وعادلا ومتينا

وتواجه الصين صعوبة في التكيف مع الطلب العالمي الضعيف وتواجه مخاطر من تزايد الحماية التجارية الأميركية في الوقت الذي تُظهر فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفورا من العولمة.

وفي يناير الماضي عرض الرئيس الصيني شي جينبينغ دفاعا قويا عن العولمة وأشار إلى رغبة بكين في لعب دور أكبر على الصعيد العالمي.

وتعمل الصين في هدوء على بلورة طموحاتها في قيادة العالم من التجارة إلى التغيرات المناخية. ويبرز ذلك الاختلافات بينها وبين سياسات الإدارة الأميركية الجديدة التي تميل إلى الانعزالية.

وتقود الصين عددا من المشاريع الكبرى لتعزيز التجارة في معظم أنحاء العالم من الدول العربية التي بدأت بعزيز تحالفاتها الإستراتيجية معها وتمتد إلى أفريقيا وأميركا اللاتينية.

وتسارعت خطوات الصين لفرض نفوذها بقوة على خارطة الاستثمارات والتعاملات المالية العالمية منذ اعتمد صندوق النقد الدولي عملتها ضمن سلة العملات الرئيسية، وهي تحاول اليوم زيادة دور عملتها في التعاملات الدولية على حساب الدولار الأميركي.

ويبدو أن صدمة اجتماعات قمة العشرين دفعت الصين والاتحاد الأوروبي واليابان إلى تعزيز جهودها في الدفاع عن حرية التجارة.

ومثل البيان الختامي للاجتماعات تراجعا عن تقليد دام عقدا بتأييد حرية التجارة حين اكتفى بإشارة رمزية إلى التجارة. واعتبر محللون ذلك هزيمة واضحة لألمانيا البلد المضيف للقمة والتي قاومت محاولات الحكومة الأميركية الجديدة للتخفيف من تعهدات سابقة.

العرب اللندنية