ميناء الحديدة بوابة الأسلحة والأموال الإيرانية للحوثيين

ميناء الحديدة بوابة الأسلحة والأموال الإيرانية للحوثيين

صنعاء – مع اقتراب معركة الساحل الغربي من ميناء الحديدة، أكبر الموانئ اليمنية على البحر الأحمر تصاعد الحديث مجددا عن الدور الذي يلعبه هذا الميناء في دعم الانقلابيين وإطالة عمر التمرد في اليمن، وتمسك التحالف العربي بتحييد هذا الميناء عبر رقابة الأمم المتحدة عليه.

واعتبر الناطق باسم التحالف العربي اللواء أحمد عسيري ميناء الحديدة بأنه تحول إلى “قاعدة عسكرية” وأضحى منطلقا حوثيا للهجمات التي تستهدف خطوط الملاحة في البحر الأحمر، مضيفا أنه لا يمكن ترك الميناء تحت سيطرة الحوثيين، والاكتفاء بالتفتيش الدوري الذي يتم حاليا في جيبوتي، وهو ما يتسبب في تسريب حمولات ممنوعة للسفن نظرا إلى المسافات الطويلة التي يتم قطعها وصولا إلى ميناء الحديدة.

وجاءت تصريحات العسيري في ظل تقارير عن عزم التحالف العربي المضي قدما في خطة تحرير الساحل الغربي وصولا إلى ميناء الحديدة على الرغم من الاعتراضات السياسية ذات الطابع الإنساني التي تتبناها بعض الدول والمنظمات.

ورفضت الأمم المتحدة طلب التحالف العربي قيامها بالإشراف على ميناء الحديدة.

ووصفت مصادر سياسية طلب التحالف بأنه بمثابة إعطاء فرصة أخيرة للجانب المتشكك في المجتمع الدولي للعب دور حقيقي في إعادة الميناء لمساره الاقتصادي والإنساني وعدم الاكتفاء برفع اللاءات في وجه التحالف الذي يسعى لرفع المعاناة عن اليمنيين من خلال التسريع في إنهاء الحرب وتجفيف مصادر التسليح والتمويل المالي للانقلابيين والتي بات ميناء الحديدة من أبرزها.

وقال الناطق باسم التحالف العربي في تصريحات صحافية الثلاثاء “نسأل الأمم المتحدة كيف تتأكدون من أن المواد الغذائية والطبية التي تدخل من ميناء الحديدة تذهب إلى الشعب اليمني؟”.

وأضاف “لا يوجد في ميناء الحديدة من يمثل الجهات الإغاثية ولا الأمم المتحدة، فكيف نتباكى على الوضع الإنساني في اليمن دون أن نشرف على البرامج الإغاثية”.

وكان فرحان حق، المتحدث باسم الأمم المتحدة قد قال في تصريحات سابقة تعليقا على الجدل حول ميناء الحديدة، “إن على الطرفين المتحاربين في اليمن مسؤولية حماية المدنيين والمنشآت التحتية في هذا البلد، وإن هذه الواجبات لا يمكن نقلها إلى آخرين”.

ولفتت المصادر في تصريحات لـ”العرب” إلى أن موقف الأمم المتحدة بمثابة وضع العصا في دولاب استكمال التحرير الذي بات يقترب أكثر من أي وقت مضى من مصادر تمويل وتسليح الانقلابيين، وخصوصا بعد انطلاق عملية “الرمح الذهبي” مطلع يناير، وهي العملية التي تمكنت من تحرير أجزاء واسعة من الساحل الغربي على رأسها مناطق باب المندب وذوباب وصولا إلى مدينة وميناء المخا الاستراتيجي والاقتراب من ميناء الخوخة السمكي في محافظة الحديدة.

وذهب محللون سياسيون إلى أن التحالف العربي والحكومة اليمنية يركزان على إقناع المجتمع الدولي بأن الانقلاب هو سبب المعاناة الإنسانية التي وصل إليها الشعب اليمني، وأن إنهاء هذه المعاناة لا يتم إلا بإنهاء الانقلاب وليس مجاملته.

وأكد المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل في تصريح لـ”العرب”، أن لا مناص من استكمال معركة الساحل الغربي وتحرير ميناء الحديدة الذي يمثل الرئة الوحيدة للانقلابيين بعد تحرير ميناءي المخا وميدي على البحر الأحمر.

وأشار إسماعيل إلى أن ميناء الحديدة بات المنفذ الوحيد لتهريب الأسلحة والتمويل المالي الذي مازالت الميليشيات تحصل عليه بسيطرتها على حركة التجارة في الميناء.

واعتبر أن المعركة لو تأجلت فسيكون ذلك لأسباب إنسانية من قبيل تجهيز موانئ أخرى للعمل لتكون بديلا عن هذا الميناء المهم في انتظار تحريره.

العرب اللندنية