140 قتيلا مدنيا بقصف للتحالف وإنزال جوي بريف الرقة

140 قتيلا مدنيا بقصف للتحالف وإنزال جوي بريف الرقة


قالت مصادر محلية سورية إن 140 مدنيا قتلوا وأصيب العشرات بجروح جراء غارات لطائرات التحالف الدولي استهدفت مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في مدينتي الطبقة والمنصورة بريف الرقة الغربي وذلك خلال الـ72 ساعة الماضية، جاء ذلك بينما نفذت قوات أميركية وكردية إنزالا جويا لتأمين المنطقة المحيطة بمدينة الطبقة.

وبحسب المصادر المحلية فإن القصف استهدف أسواقا شعبية وأفرانا ومدارس تؤوي نازحين في تلك المناطق، وجاء متزامنا مع المعارك التي تشنها ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، بهدف السيطرة على الرقة وريفها وانتزاعها من تنظيم الدولة.

وقد أعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة أمس الأربعاء، أنه يعتزم التحقيق في تقارير تحدثت عن سقوط مدنيين في هجوم نفذته طائراته في محافظة الرقة السورية وأسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين.
في غضون ذلك نفذت قوات أميركية وكردية إنزالا جويا في منطقتي المحمية والكرين لتأمين المنطقة المحيطة بمدينة الطبقة وسد إستراتيجي على نهر الفرات في ريف الرقة الغربي (شمال سوريا)، ليفتح التحالف الدولي بذلك جبهة جديدة في الحملة لاستعادة مدينة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إن هذه العملية وفرت جسرا جويا ودعما ناريا للتحالف قرب مدينة الطبقة.

وقال العقيد في الوزارة جوزيف سكروكا في تصريح للصحفيين إن إنزال مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية قرب بلدة الطبقة كان العملية الأولى من نوعها للتحالف.

وأوضح سكروكا أن الهدف من العملية هو استعادة السيطرة على مدينة الطبقة وسد الطبقة وقاعدة جوية قريبة (غرب الرقة)، مشيرا إلى أن إنجاز هذه المهمة قد يستغرق أسابيع.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن القوات الأميركية شاركت معها في الإنزال الجوي، مشيرة إلى أن العملية استهدفت أيضا قطع الطريق أمام أي تقدم للقوات النظامية السورية من ناحية الغرب.

وقال قيادي في هذه القوات إن الإنزال الجوي تم في ثلاث قرى جنوب نهر الفرات، هي أبو هريرة ومشيرفة ومحمية الثورة بهدف التقدم باتجاه مدينة الطبقة.

وأشار المصدر إلى أن عناصر أخرى من قوات سوريا الديمقراطية عبرت بحيرة الأسد في زوارق لتصل إلى مكان الإنزال لدعم الهجوم.

أهمية إستراتيجية
وأكد المصدر أن “لمدينة الطبقة أهمية إستراتيجية؛ فهي تضم سجونا ومقرات ومخازن أسلحة لتنظيم الدولة، بالإضافة إلى أنها تقع قرب أكبر سد في سوريا هو سد الفرات”، الذي يقع على بعد خمسمئة متر من مدينة الطبقة.

وأعلنت “حملة غضب الفرات” قطع تلك القوات “الطريق الدولي حلب-الرقة-دير الزور”، الذي يعد طريق إمداد أساسي لتنظيم الدولة الإسلامية بين مناطق سيطرته في المحافظات الثلاث.

وتشكل مدينة الطبقة هدفاً لقوات سوريا الديمقراطية في إطار حملة “غضب الفرات” التي أطلقتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لطرد تنظيم الدولة من الرقة بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وتمكنت هذه القوات من التقدم غرب الرقة ضمن المرحلة الثانية من هجومها في يناير/كانون الثاني الماضي، وسيطرت على عشرات القرى والمزارع لتتقدم أكثر باتجاه مدينة الطبقة.

وتعد مدينة الطبقة معقلاً لتنظيم الدولة ومقرا لأبرز قياداته، وتبعد نحو خمسين كيلومترا عن مدينة الرقة.

وقبل نحو أسبوع، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية أن الهجوم على مدينة الرقة سيبدأ مطلع أبريل/نيسان القادم.

ونقلت وكالة رويترز عن سيمان حمو قائد الوحدات الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري والمكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية) قوله إن قواته ستشارك في الهجوم الذي ينتظر أن يتم بغطاء جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وفي حال تمكنت القوات الأميركية والكردية من تثبيت مواقعها، فإن معارك مدينة الطبقة ستكون قريبة، فهذه المنطقة لا تبعد سوى مسافة ثمانية كيلومترات عن الرقة، فضلا عن قطع طريق حلب-الرقة؛ وبالتالي فإن مناطق سيطرة تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي باتت شبه محاصرة بين قوات النظام السوري من جهة، والقوات الأميركية والكردية من جهة ثانية.

المصدر : الجزيرة + وكالات