الدفاع عن الأسعار يستدرج أوبك لفقدان حصص السوق

الدفاع عن الأسعار يستدرج أوبك لفقدان حصص السوق

لندن – كشفت الحكومة السعودية أمس أن صادراتها من النفط الخام إلى الولايات المتحدة ستهبط بنحو 300 ألف برميل يوميا في مارس الجاري مقارنة مع فبراير بما يتماشى مع اتفاق منظمة أوبك لتخفيض الإمدادات.

ويقدم ذلك دليلا على أن قرار خفض الإنتاج الذي اتخذته منظمة أوبك بقيادة السعودية بالتفاهم مع عدد من المنتجين المستقلين استدرجها لفقدان الكثير من الحصص التي دافعت عنها منذ منصف عام 2014.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية استوردت الولايات المتحدة في فبراير الماضي نحو 1.3 مليون برميل يوميا من السعودية أكبر مصدر للخام داخل منظمة أوبك.

ونسبت وكالة رويترز إلى مسؤول في وزارة الطاقة السعودية قوله في رد على بيانات إدارة معلومات الطاقة إن “الصادرات قد تتأرجح من أسبوع إلى الآخر لكن في المتوسط ستنخفض صادرات مارس”. ورجح أن تظل صادرات السعودية عند مستوى مارس في الأشهر القادمة.

وأشار المسؤول إلى أن بيانات الصادرات تظهر ارتفاع صادرات السعودية في يناير وفبراير لكن ذلك الارتفاع كان نتيجة لكميات جرى تحميلها في نوفمبر وديسمبر. ونفذت السعودية أكبر تخفيض في الإنتاج بعد التوصل العام الماضي إلى اتفاق بين أوبك والمنتجين المستقلين لتقليص الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا.

300 ألف برميل يوميا انخفاض صادرات النفط السعودية إلى الولايات المتحدة في مارس مقارنة بفبراير

وظلت أسعار النفط تمضي في اتجاه نزولي لأسبوعين بفعل المخاوف من أن تخفيضات الإنتاج التي تقودها أوبك لم تنجح حتى الآن في تقليص مخزونات الخام الأميركية المرتفعة عند مستويات قياسية.

وهبطت أسعـار النفط العالمية في الأسبوعين الماضيين بأكثر من 10 بالمئة لينحدر سعر مزيج برنـت من نحو 56 دولارا للبرميل إلى أقل من 51 دولارا بسبب تعويض ارتفاع إنتاج النفط الصخري للخفض الذي أجرته أوبك والمنتجون المستقلون. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم سجلت الأسبوع الماضي مستوى قياسيا بلغ 533 مليون برميل.

وفي الأسبوع المنتهي في 17 مارس ارتفعت الواردات الأميركية من السعودية على غير المتوقع بأكثر من 200 ألف برميل يوميا إلى 1.28 مليون برميل يوميا بعد تسجيل هبوط حاد في الأسبوع السابق.

وقال المسؤول السعودي إن انخفاض الصادرات السعودية للولايات المتحدة من المرجح أن يؤثر على المخزونات الأميركية.

وأضاف أن ذلك “يرجع بشكل أساسي إلى أن هناك إصلاحا للمصافي في الولايات المتحدة. سيساعد انخفاض الصادرات على تقليص مخزونات الخام في الولايات المتحدة”. ورجح أن تنخفض صادرات دول الخليج الأخرى أيضا في مارس وأن تواصل الانخفاض في وقت سجلت فيه صادرات العراق والكويت انخفاضا حادا في الأسبوع المنتهي في العاشر من مارس لكنها تعافت بعد ذلك في بيانات أحدث الأسابيع.

وارتفعت أسعار النفط أمـس بشكـل طفيـف بدعـم مـن انخفـاض الصــادرات السعـودية إلى الـولايـات المتحـدة لكـن الأسواق عمـوما تظـل تحت ضغـط وفـرة المعـروض بسبـب زيـادة الإنتاج والمخزونات في الولايات المتحدة.

العرب اللندنية