سياسات ترامب تدفع إلى تقارب صيني أوروبي أسرع

سياسات ترامب تدفع إلى تقارب صيني أوروبي أسرع


بكين – بدأت الصين تنفيذ حملة تودد للاتحاد الأوروبي منذ تولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه فغيرت موقفها من المفاوضات التجارية وألمحت إلى توثيق التعاون في عدد من القضايا الأخرى.

ويشعر دبلوماسيون أوروبيون في بروكسل بإلحاح أكبر من جانب الصين لإيجاد حلفاء مستعدين للدفاع عن العولمة وسط مخاوف من أن يعمل ترامب على تقويضها بسياسات الحماية التي يتبعها.

وقال دبلوماسي “ترامب يدفع الصين وأوروبا معا”، مستندا في ذلك للدعم الصيني للتجارة ومكافحة التغير المناخي والأمم المتحدة وغيرها من المجالات التي يسعى ترامب لتحويل الاتجاه فيها.

وقال أربعة دبلوماسيين ومسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي على صلة وثيقة بالجانب الصيني إنهم يرون أيضا فرصة لحدوث انفراجة في قضايا الأعمال التي تسير ببطء منذ سنوات بما فيها إبرام معاهدة خاصة لزيادة التدفقات الاستثمارية.

وتشعر اتحادات الأعمال في الاتحاد الأوروبي بقدر كبير من الارتياب فتبدي استياء متزايدا، مثل المؤسسات الأميركية، من محدودية المساحة المتاحة لها للنفاذ إلى أسواق الصين وتطالب برد أكثر حزما.

ويقول الدبلوماسيون إن واحدا من أوضح المظاهر الخارجية لتغير النبرة في اللقاءات الدبلوماسية غير الرسمية يتمثل في قرار الصين التخلي عن الحملة العلنية التي شنتها لكي يعترف بها الاتحاد الأوروبي كقوة اقتصادية توجهها السوق لا الدولة.

ويجري تناول هذا الموضوع الآن بعيدا عن الأضواء في منظمة التجارة العالمية، فيما قال دبلوماسيون إنه اعتراف من جانب بكين أن الضغط الزائد عن الحد قد يؤدي إلى رد فعل ينطوي على الحماية في أوروبا. ومن شأن الاعتراف بوضع الصين كاقتصاد يقوم على قوى السوق أن يجعل من الصعب على الاتحاد الأوروبي فرض رسوم عقابية على الواردات الصينية التي ترى بروكسل أنها رخيصة بدرجة غير عادلة.

وقالت متحدثة باسم الخارجية الصينية إن القضية مازالت تمثل أولوية لبكين وأشارت أيضا إلى اهتمام الصين بأن يكون الاتحاد الأوروبي شريكا قويا.

وأبلغت الصين في فبراير المسؤولين الأوروبيين برغبتها في تقديم القمة السنوية التي تعقدها مع الاتحاد الأوروبي عن موعدها المعتاد في يوليو. وقال الدبلوماسيون إن الجهود جارية لإيجاد موعد أقرب مناسب.

وقالوا إن القمة تعد وسيلة لكي تؤكد من خلالها الصين على رسالة الرئيس شي جين بينغ في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في شهر يناير الماضي والتي تمثلت في دفاع شديد عن التجارة الحرة والعلاقات العالمية.

وتقول الشركات الأوروبية التي لها نشاط في الصين إنها لم تلمس حتى الآن ترجمة هذا التغير في الأسلوب إلى تقليل سياسات الحماية من جانب بكين.

لكن هذا يختلف اختلافا جذريا عما شهده عام 2016 من توتر في القمة الأوروبية الصينية في ظل حكم لمحكمة دولية بأن ما تردده الصين عن حقوقها في السيادة على بحر الصين الجنوبي ليس لها أساس من القانون.

وخلال الحملة الانتخابية اتهم ترامب الصين مرارا بالعمل على إبقاء عملتها منخفضة أمام الدولار بشكل مصطنع حتى تظل الصادرات الصينية أرخص واتهمها بسرقة “الوظائف” في قطاع الصناعات التحويلية من الولايات المتحدة.

العرب اللندنية