معركة الموصل البدايات والنتائج 12

معركة الموصل البدايات والنتائج 12


استمرت المواجهات العسكرية بين القوات الامنية والعسكرية العراقية بكل صنوفها وتشكيلاتها مع مقاتلي داعش وقياداته داخل مركز مدينة الموصل، ودخلت شهرها الثالث في صور ميدانية اتبع بها العديد من المسالك والخطوط الدفاعية والأساليب الهجومية، واستخدمت جميع الأسلحة الثقيلة والصواريخ الموجهة والراجمات والهاونات بشكل متواصل عبر معارك ومواجهات شرسة، أوقعت العديد من الضحايا في السكان المحليين والمدنيين الساكنين المدينة وضواحيها، وأخذت أبعادا جسيمة تمثلت بكوارث انسانية وبيئية واجتماعية، انعكست سلبيا على طبيعة الحياة واستمرارها في جميع مرافق المدينة بما أثر سلبيا على حركة استمرار حياة المواطن الذي يعاني أزمات وشحة في المواد الغذائية والطبية ومستلزمات العيش الكريم، ويمكن لنا أن نحدد هذه المعالم وفق الأحداث الميدانية التي حدثت، ووقعت على الأرض كما يأتي :
1.أمعنت قيادة التحالف الدولي في استخدام الأسلحة ذات المديات البعيدة المتمثلة بالصواريخ الموجهة، والقاذفات الصاروخية والطيران الجوي المتواصل على مواقع وأماكن وجود مقاتلي داعش خاصة داخل الأحياء السكنية للمدينة القديمة، وتحديدا ما أصاب منطقة الموصل الجديدة من مجزرة وحشية وكارثة انسانية تمثلت باستشهاد (531) شخصا جميعهم من السكان المدنيين القانطين هذه المنطقة وما زال تداول الكثير من الوقائع عن كيفية اصابة هذه الدور السكنية بالصواريخ التي أطلقها التحالف الدولي ولكنها لم تكن مقنعة وجادة في تصويب الخطأ الجسيم الذي ارتكبته طائرات التحالف الدولي، وما نتج عنه من خسائر بشرية كبيرة، وجميع الحجج والاعذار الواهية التي تقدم بها المسؤولون والقيادات الامريكية الميدانية لم تجد نفعا في تغيير معالم الجريمة، أو ابعاد الشبهات عن التحالف .
2.الاستخدام المفرط من قبل القيادات الميدانية الأسلحة الهاونات والراجمات والمدافع الثقيلة داخل المدينة وبقصف عشوائي من قبل الجانبين(قيادات داعش الموجودة حول الاحياء السكنية والقوات الأمنية المنتشرة في ارجاء المناطق التي تمت السيطرة عليها في الساحل الأيمن ) ونتيجة هذا التصرف العشوائي وعدم الانضباط في السيطرة على استخدام السلاح بشكل فعال سقط الكثير من الشهداء المدنيين وهدمت دورهم وحرقت ممتلكاتهم واصيب العديد من البنايات والشوارع الداخلية مما يضعف من عملية التقدم تجاه تحقيق الكثير من الأهداف العسكرية على الآرض .
3.مازالت عناصر الشرطة الاتحادية وقوات الردع السريع تتحرك بشكل بطيء، ولم تتمكن من الوصول الى منطقة الجامع النوري الكبير الذي أصبح له رمزية لدى الجميع وكما هو معروف فان أهميته تأتي كونه المكان الذي ألقى فيه أبو بكر البغدادي خطبته المشهورة بتاريخ 29 حزيران 2014 وأعلن فيها عن قيام دولة الخلافة الإسلامية، ورغم جميع المحاولات للتقدم من منطقة سوق الاربعاء باتجاه باب السراي والمناطق المحيطة به ولكن القوات الميدانية لم تتمكن من احباط المحاولات والاجراءات الدفاعية لعناصر داعش، ومواجهة المتاريس والكتل الكونكريتية والقناصين الموجودين على أسطح البنايات والدور السكنية، والمقاتلين المنتشرين داخل الأفرع الرئيسة للشوارع والآزفة .
4.تحاول قوات مكافحة الإرهاب تحقيق التماس مع الضفة الغربية لنهر دجلة باستمرار تقدمها تجاه أحياء (نابلس-اليرموك-الثورة ) وصولا الى بدايات الجسر الخامس؛ لتحقيق انجاز ميداني تتمكن فيه من حرية الحركة، والسيطرة على الشوارع الرئيسة المؤدية لأحياء أخرى وهي: (الرفاعي-النجار-الزراعي )، وتحقيق اختراق أمني تستطيع من خلاله تطويق حركة مقاتلي داعش في هذه الأحياء .
5.تمكنت كتائب ومقاتلو الحشد الشعبي وفرقة العباس والفرقة المدرعة التاسعة في المحور الغربي وتحديدا في منطقة بادوش التابعة لناحية حميدات من تحقيق وانجاز جميع مهامها القتالية وقطع الطريق الموصل بين الناحية وقضاء تلعفر باتجاه مركز مدينة الموصل والسيطرة على العديد من المواقع المهمة منها: (سد بادوش-بناية سجن بادوش-منشأة جابر بن حيان -معمل سمنت بادوش )، وهي مرافق وبنايات كانت تستخدم من قبل عناصر داعش في الاستمكان ومواجهة القطعات العسكرية المتقدمة .
6.شرعت قيادة القوة الجوية العراقية وطيران الجيش بتكثيف الطلعات الدورية على مراكز أقضية ونواحي (تلعفر-الحضر-البعاج)، والقيام بضربات استباقية على مقرات ومواقع قيادات داعش والتهيؤ للبدء بوضع الخطط الميدانية التي تهيئ القوات الأمنية المتقدمة لتحقيق أهدافها وغايتها دحر مقاتلي داعش في هذه الأماكن المهمة .

وحدة الدراسات العراقية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية