أكراد كركوك يقررون تنظيم استفتاء بشأن مستقبل المحافظة

أكراد كركوك يقررون تنظيم استفتاء بشأن مستقبل المحافظة


أقر مجلس محافظة كركوك إجراء استفتاء على انضمام المحافظة لإقليم كردستان العراق، وأعلن في نفس الوقت تمسكه برفع العلم الكردي فوق المؤسسات الحكومية في المحافظة، متحديا رفض البرلمان والقوى السياسية العراقية هذه الخطوة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن مجلس المحافظة صوت اليوم الثلاثاء على المضي باتجاه إجراء استفتاء في المحافظة لتحديد مصيرها بالانضمام إلى إقليم كردستان أو البقاء ضمن سلطة حكومة بغداد المركزية.

وجاء التصويت بالأغلبية بعد اجتماع عقد في مقر مجلس المحافظة، وقاطعته الكتلتان العربية والتركمانية، ويعتبر إجراء استفتاء في المحافظة إحدى ثلاث خطوات أقرها الدستور العراقي في المادة 140 لتحديد مصير المحافظة، وتبدأ بالتطبيع ثم الإحصاء وتنتهي بإجراء الاستفتاء.

وقال أعضاء بمجلس المحافظة إن إجراء الاستفتاء قانوني وعلى الجهات المعنية تنفيذه. وأضافوا أنه في حال لم تقم الحكومة العراقية بواجبها فإن مجلس محافظة كركوك سينفذه مع جهات أخرى لم يحددها.

ويأتي قرار تأييد خطة الاستفتاء بشأن مصير كركوك بينما يؤكد مسؤولون أكراد -بينهم رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني- اعتزامهم تنظيم استفتاء بشأن انفصال الإقليم عن العراق، كما يأتي في سياق أزمة فجرها قرار مجلس المحافظة رفع العلم الكردي فوق المباني الرسمية، وهو ما عارضه العرب والتركمان، كما عارضته الحكومة والبرلمان العراقيان والقوى السياسية الرئيسية.

وفي اجتماع عاجل عقد أول أمس الأحد في أربيل أقر الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني العمل على تشكيل لجنة موسعة لتحديد وقت وآلية إجراء الاستفتاء الشعبي بخصوص “تحديد مصير واستقلال” كردستان العراق.
تمسك بالعلم
وقد ناقش الاجتماع الذي عقده اليوم الثلاثاء مجلس محافظة كركوك بغياب العرب والتركمان قرار مجلس النواب العراقي الذي أقر السبت الماضي أحقية رفع العلم العراقي فقط دون غيره، ورفض رفع علم إقليم كردستان على مؤسسات محافظة كركوك وأبنيتها، بجانب اعتبار نفط المحافظة ثروة وطنية عراقية ويجب توزيعها بالتساوي بين محافظات العراق.

ورفض المجلس قرار مجلس النواب الرافض رفع العلم الكردي وعدم الاعتراف به، وقرر تشكيل لجنة لمتابعة ما وصفها بالمعركة القانونية لدى المحكمة الاتحادية في بغداد.

وكان نفس المجلس اتخذ الثلاثاء الماضي القرار الخاص برفع العلم، وقوبلت الخطوة بالرفض من قبل الممثلين العرب والتركمان الذين أكدوا على رفع العلم العراقي فقط، كما انتقدت تركيا وإيران هذه الخطوة.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إن البرلمان العراقي سيعمل بشكل ودي على حل المشاكل الناجمة عن قرار مجلس محافظة كركوك.

وأضاف الجبوري في تصريحات له أن المجلس سيسعى إلى تفويت الفرصة على من يعمل على شق الصف العراقي.

ووصفت الكتلة الوطنية في البرلمان العراقي -التي يرأسها إياد علاوي نائب رئيس الجمهورية- قرار مجلس محافظة كركوك رفع العلم الكردي في كركوك بأنه “خطوة غير حكيمة”، بينما قال التحالف الوطني الشيعي بعد اجتماع عقده أمس الاثنين بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي إن ما حدث في كركوك “ليس من مصلحة اللحمة الوطنية”. كما أن تركيا وإيران انتقدتا القرار الكردي.

ولا تقع محافظة كركوك الغنية بالنفط ضمن محافظات إقليم كردستان، لكن قوات البشمركة تسيطر عليها أمنيا، كما أن أغلبية قياداتها الإدارية باتت من القوى السياسية الكردية، ويسعى الأكراد منذ سنوات طويلة لضمها إلى إقليمهم، وهو ما يرفضه سكانها العرب والتركمان.

المصدر : الجزيرة + وكالات