شكوك حول التزام ترامب بشعار ‘أميركا أولا’ بعد الضربة الصاروخية في سوريا

شكوك حول التزام ترامب بشعار ‘أميركا أولا’ بعد الضربة الصاروخية في سوريا


نيويورك – أثار الهجوم الصاروخي الذي نفذته الولايات المتحدة فجر الجمعة على مطار عسكري سوري الشكوك بشأن التزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشعار “أميركا أولا” الذي يوحي بالانكفاء على الذات وعدم المغامرة بالتورط في النزاعات.

وزاد من هذه الشكوك التسريبات التي تحدثت عن أن ترامب كان يمتلك ثلاث خطط للقصاص من القصف بالكيماوي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد على منطقة خان شيخون شمال غرب سوريا. ومن بين هذه الخطط الهجوم على قصر الأسد وحملت الخطة شعار “قطع الرأس”.

واعتبر مراقبون أن الرئيس الأميركي جرفته الأحداث بعيدا عن شعارات حملته الانتخابية. وبدل أن يستمر في إرسال قوات خاصة إلى مواطن النزاع لدعم حلفاء محليين اختار التورط في الحرب ولو بشكل محدود.

وقال بول جوزيف واتسون، وهو رئيس تحرير موقع إنفو ورز الإعلامي الأميركي ومقره لندن على تويتر، إنه “نزل من قطار ترامب”.

ووصف ريتشارد سبنسر، الذي يصف نفسه بالزعيم القومي الأبيض، قرار ترامب “بالخيانة” و”نهاية شعار أميركا أولا”.

ويشير المراقبون إلى أن ترامب واقع تحت تأثير مجموعة من المستشارين يفضلون أن تعود الولايات المتحدة إلى الواجهة عبر الانخراط المباشر في الأزمات بدل المراقبة عن بعد وفسح المجال لروسيا لتسيطر على الشرق الأوسط.

وقال ثلاثة مسؤولين شاركوا في المناقشات إن ترامب اعتمد في مواجهة أول أزمة له في مجال السياسة الخارجية إلى حدّ بعيد على ضباط عسكريين متمرسين من بينهم ماتيس الجنرال السابق بمشاة البحرية الأميركية، وماكماستر وهو لفتنانت جنرال بالجيش الأميركي، وليس على المسؤولين السياسيين الذين هيمنوا على قراراته السياسية في الأسابيع الأولى لرئاسته.

وقال مسؤولان كبيران شاركا في هذه الاجتماعات لرويترز إنه فور ورود أنباء عن الهجوم بالغاز يوم الثلاثاء طلب ترامب قائمة خيارات لمعاقبة الأسد. وتحدث المسؤولون جميعا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

وقال كبار مسؤولي الإدارة إنهم التقوا بترامب مساء الثلاثاء وقدموا خيارات منها عقوبات وضغوط دبلوماسية وخطط لمجموعة متنوعة من الضربات العسكرية على سوريا، وجميعها كانت معدة قبل أن يتولى السلطة.

وقال أحد المسؤولين إن أكثر الخيارات قوة يسمّى بضربة “قطع الرأس” على قصر الأسد الرئاسي الذي يقبع منفردا على قمة تلّ إلى الغرب من وسط دمشق.

وذكر مسؤول “كان لديه (ترامب) الكثير من الأسئلة وقال إنه أراد أن يفكر بشأنها لكنه كان لديه أيضا بعض الملاحظات.. أراد تنقية الخيارات”.

ولا أحد يضمن بعد هذه التسريبات أن الرئيس الأميركي ومستشاريه المؤثرين سيكتفون بضربة واحدة ضد نظام الأسد، وأن الأولويات قد تنقلب رأسا على عقب ليصبح الهدف تطويق دور روسيا وإفشال خططها للتحكم بملفات الشرق الأوسط بدءا من سوريا وصولا إلى ليبيا.

ويعتقد المراقبون أنه ليس من الوارد اللجوء إلى الصدام مع موسكو، ولكن إدارة ترامب يمكن أن تربك الروس بقضايا أخرى مثل اتهامهم باختراق القوانين الدولية.

وقال مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون إن الجيش الأميركي يبحث عن أيّ أدلة تُشير إلى تورط روسيا في الهجوم الكيماوي الذي استهدف خان شيخون وأدى إلى سقوط العشرات من المدنيين.

وأضاف المسؤول أن الجيش يحقق على وجه التحديد فيما إذا كانت طائرة روسية قد أسقطت قنبلة على مستشفى بعد 5 ساعات من الهجوم بهدف تدمير الدليل.

وربما يساعد نجاح الضربة الأولى وإرباكها للدور الروسي على ضربات أخرى في أماكن مثل العراق وضدّ خصوم آخرين مثل الحشد الشعبي الذي يعمل لملء الفراغ الذي سيتركه انسحاب داعش من الموصل.

العرب اللندنية