ترويج حوثي لتحالف ‘وهمي’ مع القبائل رفعا للمعنويات قبل معركة الحديدة

ترويج حوثي لتحالف ‘وهمي’ مع القبائل رفعا للمعنويات قبل معركة الحديدة


صنعاء – تروج وسائل الإعلام التابعة للحوثيين أخبارا تفيد بإعلان قبائل محافظة ذمار، وسط اليمن، “النفير العام” لمواجهة ما أسمته “مخططات” التحالف العربي في السواحل الغربية في إشارة إلى معركة الحديدة المرتقبة.

جاء ذلك في خبر بثته وكالة “سبأ” التابعة للحوثيين على موقعها الإلكتروني السبت، دون أن تنسبه لمصدر بعينه.

وأضافت الوكالة أن قبائل “ثوبان” بمديرية الحداء التابعة لمحافظة ذمار (خاضعة للحوثيين) عقدت لقاءات قبلية موسعه أكدت خلالها تعزيزها لجبهات السواحل الغربية “بالرجال والمال حتى تحرير كامل تراب الوطن”.

وخلال الأسبوع الماضي نظم الحوثيون عدة فعاليات في محافظات منها الحديدة (غرب)، جمعوا فيها عددا من أبناء القبائل تحت لافتة “النفير العام” للدفاع عن ميناء الحديدة (غرب).

وآنذاك قالت وكالة الأنباء التابعة للحوثيين إنه صدرت بيانات عن تلك الفعاليات أعلنت “النفير العام والاستعداد لتقديم مزيد من التضحيات من أجل الإنسان اليمني”.

واعتبر مراقبون تلك الفعاليات والأخبار التي ينشرها الحوثيون عن تأييد قبليين لهم في هذا التوقيت محاولة لحشد أبناء القبائل الموالين لهم لمساندتهم في حال تدشين التحالف العربي معركة لاستعادة ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر والذي يسيطر عليه الحوثيون.

وتتحدّث مصادر يمنية مطّلعة عن بذل الحوثيين لجهود حثيثة لكسب تأييد تلك القبائل غير أنهم يواجهون صعوبات كبرى في إقناع شيوخ القبائل بالانضمام إليهم في معركة الحديدة، خاصة مع تناقص حاد في السلاح والأموال التي كانت تعد إلى وقت قريب ورقة قوة لدى الانقلابيين.

ومما يعقّد مهمة الحوثيين في الحشد للمعركة المرتقبة وجود خلافات عاصفة داخل تحالف صالح والحوثي على خلفية تزايد خسائره المادية و البشرية.

وتؤكد تقارير إخبارية وجود خلافات كبيرة تعصف بمعسكر التمرّد المشكّل من جماعة الحوثي وأتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ظلّ الضغوط السياسية والعسكرية المتزايدة عليه، وظهور علامات على قرب إطلاق التحالف العربي لمعركة تحرير محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي ما سيمثّل خسارة كبيرة للمتمرّدين تجعل مصيرهم على المحكّ، وقد تكون المخاوف من نتائجها دفعت بكل طرف في التمرّد إلى البحث عن خلاصه الذاتي.

شيوخ القبائل يدركون أن التحالف العربي بقيادة السعودية في طريقه إلى حسم المعركة عسكريا، لذا فمن المتوقع على نطاق واسع ألا تنخرط القبائل في معركة تبدو خاسرة من البداية

ويدرك شيوخ القبائل أن التحالف العربي بقيادة السعودية في طريقه إلى حسم المعركة عسكريا، لذا فمن المتوقع على نطاق واسع ألا ينخرط القبائل في معركة تبدو خاسرة من البداية.

ويبدو أن تبدّل المزاج الدولي تجاه الصراع في اليمن مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض وما رافقه من تضييق للخناق على طهران الداعم الرسمي للحوثيين يعمق مخاوف رجال القبائل من الزج بهم في أتون حسابات إقليمية خاسرة.

وتتطلع القبائل اليمينية المحيطة بالحديدة إلى فتح قنوات اتصال مباشر مع الحكومة الشرعية ومن ورائها الدول الخليجية تكون سندا لها في قادم السنوات لإعادة إعمار وتدوير عجلة الاقتصاد في المنطقة.

ويلجأ الحوثيون عادة لمسلحي القبائل لدعم الجبهات بالمقاتلين والأموال ويعقدون مؤتمرات ولقاءات قبلية بشكل دوري في كل منطقة وقبيلة موالية لهم للمطالبة بدعم وتعزيز جبهات القتال.

وكان التحالف العربي ألمح في وقت سابق من الأسبوع الماضي إلى قرب انطلاق معركة استعادة ميناء الحديدة عندما قال في بيان إنه تم تجهيز موانئ أخرى لاستقبال المساعدات الإنسانية، واتهم الحوثيين باستخدام الميناء في تهريب البشر والسلاح.

وتزايدت الرغبة في تحرير ميناء الحديدة في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له فرقاطة سعودية في يناير قبالة ذلك الميناء من قبل الحوثيين ما أسفر عن مقتل 2 من طاقهما.

وتعد الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي لهجوم على ميناء الحديدة. وقال مسؤولون إنّه جرى نشر لواءين تم تدريبهما حديثا من أجل الهجوم المحتمل.

ويتمركز أحد اللواءين على بعد 230 كيلومترا شمالي الحديدة بينما يتمركز الآخر على مسافة 130 كيلومترا إلى الجنوب وبالتالي سيضطر اللواءان إلى عبور مساحات واسعة من الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين إذا ما بدأت حملة السيطرة على الميناء.

ومنذ أسابيع تطالب الأمم المتحدة بتجنيب ميناء الحديدة المعارك وتقول إن 70 بالمئة من واردات البلاد والمساعدات الإنسانية تدخل عبر الميناء.

وتتعرّض مثل هذه الدعوات الأممية لنقد حادّ باعتبارها منفصلة عن الواقع وتغض الطرف عن الأسباب الموضوعية التي تدفع نحو عملية عسكرية حتمية في الحديدة وتسوّي بين حكومة شرعية معترف بها أمميا ودوليا ومتمرّدين خارجين عن القانون.

ويذهب البعض حدّ إثارة الشكوك في بعض المواقف الأممية ممّا يجري باليمن من خلال النظر إلى توقيتها مشيرين إلى أن رفع ورقة الوضع الإنساني يتمّ دائما في منعرجات الحسم.

العرب اللندنية