خان شيخون.. مدينة قصفها الأسد بغاز السارين

خان شيخون.. مدينة قصفها الأسد بغاز السارين

مدينة تعاقبت عليها حضارات عديدة، وهي مأهولة منذ العصر البيزنطي دون انقطاع، تتميز بتلها الأثري الذي يعد الأكبر والأشهر في ريف إدلب الجنوبي، ويعتمد سكانها في معيشتهم على الزراعة والتجارة.

الموقع
تتبع خان شيخون محافظة إدلب شمال غربي سوريا وتبلغ مساحتها 28 هكتارا، وتبعد مسافة 35 كلم عن مدينة حماة و100 كلم عن مدينة حلب و70 كلم عن مدينة إدلب، وهي تابعة إدارياً لمحافظة إدلب.

وبحسب مصادر سورية، يعود سبب التسمية إلى خانٍ كان في المنطقة يستخدم للاستراحة أثناء الأسفار عندما كانت سوريا جزءا من الإمبراطورية العثمانية، وكان صاحب الخان اسمه شيخون، ومع الوقت سميت المدينة إلى خان شيخون.

وتكتسي المدينة أهمية عسكرية فهي نقطة وصل بين ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، كما أنها تقع على الطريق الدولي بين حلب ودمشق.

السكان
بلغ عدد سكان المدينة إلى غاية العام 2011 -قبيل اندلاع الثورة السورية– ما يقارب 53 ألفا.

المناخ
مناخ مدينة خان شيخون دافئ ومعتدل، ويهطل المطر في معظم فصل الشتاء، مع مطر قليل نسبيا في الصيف، ويبلغ متوسط الحرارة السنوية في المدينة 17.6 درجة مئوية، ومتوسط هطول المطر سنويا 379 ملم.

الاقتصاد
يعتمد سكان خان شيخون على التجارة والزراعة في معيشتهم، وتوجد في المدينة تجارة للسيارات والحبوب وزراعة الزيتون والفستق الحلبي والقمح والبطاطا.

المعالم
تشتهر خان شيخون بتلها الأثري الذي يعتبر الأكبر والأشهر في المنطقة، وقد قامت بعثة آثار فرنسية بالتنقيب في هذا التل في خمسينيات القرن الماضي لتؤكد أن التل يعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، حيث يوجد على أرض مرصوفة، ويحتوي على العديد من الأبنية والأنفاق التي يصل طولها أحيانا إلى أكثر من ألف متر.

كما تضم المدينة الخان الأثري الموجود وسطها والذي يعود إلى مئات السنين، وعلى مقربة منه جامع التكية والقصر اللذين بناهما أبو الهدى الصيادي وزير السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ويعود أصل الصيادي إلى مدينة خان شيخون.

وغير بعيد عن خان شيخون، تقع قرية كفر طاب غربا بثلاثة كيلومترات، وكانت مملكة قبل آلاف السنين.

التاريخ
تتميز خان شيخون بنظام العائلات مثل عائلة آل النجم، وآل ديوب، وآل حلاوة، وعابد، وبسيريني، والقطيني، والمواس، واليوسف، والسرماني، والخطاب، وهي مدينة الشاعر والأديب أبو الهدى الصيادي.

وقد لمع من خان شيخون عدد من السياسيين والمثقفين، وقدمت المدينة على مر الأيام شخصيات مهمة على الساحات العلمية والإدارية والعسكرية، والمدينة هي من أغنى المناطق في سوريا.

وعقب اندلاع الثورة السورية عام 2011، نشر الجيش السوري النظامي قواته على مداخل خان شيخون في إطار الحملة العسكرية والأمنية التي بدأها في محافظة إدلب لقمع الاحتجاجات، ثم سيطرت عليها المعارضة عندما تحولت الثورة السلمية إلى صراع مسلح بين النظام وفصائل المعارضة.

وتعرضت المدينة في مرات عديدة للقصف المدفعي والجوي من لدن قوات النظام والطائرات الروسية، وهو ما أدى إلى مقتل وجرح الكثير من المدنيين وتدمير المنازل والممتلكات.

وقصف طيران النظام خان شيخون في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بالقنابل العنقودية والفسفورية، وفي صباح يوم 4 أبريل/نيسان 2017 تعرضت المدينة لمجزرة كيميائية، إذ قصفها النظام بغاز السارين فقتل ما لا يقل عن مئة شخص، بينهم 25 طفلا، وجرح أكثر من أربعمئة.

وغاز السارين السام هو أحد غازات الأعصاب الصناعية، وقد استعمل منذ العام 1938 في ألمانيا لقتل الحشرات، وهو مشابه لمجموعة من مضادات الحشرات المعروفة بالعضوية الفوسفاتية.

وسبق لقوات النظام السوري أن استخدمت غاز السارين أو غاز الأعصاب في حق سكان الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في الغوطة الغربية يوم 21 أغسطس/آب 2013، مما تسبب في مقتل أكثر من ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال.

واعترف نظام بشار الأسد لأول مرة بامتلاكه أسلحة كيميائية وبيولوجية في يوليو/تموز 2012، عندما قال إنه يمكن أن يلجأ إلى استخدامها عندما يواجه هجوما خارجيا، لكنه تراجع في وقت لاحق من نفس العام ليؤكد أنه لن يستخدم هذه الأسلحة ضد شعبه ولا حتى ضد إسرائيل.

الجزيرة