تفجير كنيستين يكشف العجز الأمني المكرر في مصر

تفجير كنيستين يكشف العجز الأمني المكرر في مصر


القاهرة – عكس تفجيران متلاحقان استهدفا كنيستين في شمال القاهرة وأوقعا أكثر من 40 قتيلا والعشرات من الجرحى استمرار عجز أمني مصري عن اختراق جماعات متشددة تقاتل الجيش والشرطة المصريين خصوصا في شبه جزيرة سيناء، منذ ما يقرب من أربع سنوات.

ويمتد الفشل الاستخباراتي إلى وحدات تحليل المعلومات التي لم تتمكن من توقع حدوث هجمات على أهداف رخوة ككنيسة مار جرجس في طنطا عاصمة محافظة الغربية، حيث قتل حوالي 30 شخصا، والكنيسة البطرسية في الإسكندرية التي شهدت مقتل 11 شخصا آخرين.

وأقيل مدير أمن محافظة الغربية، وهو أعلى مسؤول أمني في المحافظة.

واستهدف انتحاريان تابعان لتنظيم “ولاية سيناء” (داعش)، الذي أعلن مسؤوليته عن الحادثين، الكنيستين خلال احتفال الأقباط بعيد “أحد السعف”.

ووقع التفجيران قبل نحو أسبوعين من زيارة من المقرر أن يقوم بها لمصر البابا فرانسيس بابا الفاتيكان.

وقالت مصادر كنسية في القاهرة لـ”العرب” إن تأجيل الزيارة أو إلغاءها يعني “انتصار الإرهاب على التسامح ويجعل مؤيديه عرضة للمزيد من الابتزاز”.
نجيب ساويرس: ما حدث لن يكون آخر العلميات الإرهابية، لأن الدولة تحارب الإرهابيين ولا تحارب الفكر السلفي، وهو أساس المشكلة

والتضحية بمسؤول أمني متوسط المستوى في وزارة الداخلية بعد اجتماع مجلس الدفاع الوطني الذي دعا إليه على الفور الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو انعكاس لاستمرار عقلية أمنية في تولي ملف مواجهة الإرهاب، دون اتخاذ خطوات واضحة لمحاصرة المتشددين فكريا.

ويجد السلفيون في مصر ملاذا سياسيا آمنا، إذ تخشى حكومة السيسي من الدخول في مواجهات مع الإسلاميين كافة، في وقت تعاني فيه الأجهزة الأمنية الرئيسية من ضعف في الكفاءة وتتمسك بأساليب أمنية تقليدية في مواجهة جماعات تكفيرية غير تقليدية.

وقال رجل الأعمال والملياردير القبطي نجيب ساويرس “ما حدث لن يكون آخر العلميات الإرهابية، لأن الدولة تحارب الإرهابيين ولا تحارب الفكر السلفي، وهو أساس المشكلة”.

ووصف ساويرس الداعية المتشدد والمرجع الفقهي للإخوان المسلمين يوسف القرضاوي بـ”شيخ الإرهاب” في تعليقه على تصريحات القرضاوي التي قال فيها إن “التفجيرات في مصر لم تحدث إلا في عهود الاستبداد”.

ويملك داعش عقلية تنتهج التكرار، إذ نجح تفجير مماثل استهدف الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة في ديسمبر الماضي وأوقع 25 قتيلا، في تحقيق هدفه “إظهار عجز النظام السياسي عن حماية الأقباط” في بلد 90 بالمئة من سكانه من المسلمين السنة.

كما نفذ التنظيم عمليات قتل استهدفت عائلات قبطية في شمال سيناء في فبراير الماضي، فرت على إثرها العشرات من العائلات القبطية إلى محافظات مجاورة.

وتمكن التنظيم من التسلل إلى المدن المزدحمة في عمق منطقتي وادي النيل والدلتا المصريتين. وضاعف اندساس عناصره بين المدنيين من صعوبة رصدهم وتتبع خطاهم وإحباط سلسلة من العمليات التي باتت تركز مؤخرا على الأقباط خصوصا.

وقال خبراء سياسيون في القاهرة لـ”العرب” إن “استهداف الأقباط يرمي إلى إحراج السيسي داخليا وتفكيك تحالفه معهم عقب سقوط نظام حكم الإخوان في مصر، لافتين إلى وجود تصميم على هز العلاقة الوثيقة التي تربط نظامه بالكنيسة القبطية”.

العرب اللندنية