بغداد.. 14 عاما على الغزو

بغداد.. 14 عاما على الغزو

بغداد، عاصمة الرشيد ومدينة السلام، بناها العباسيون عاصمة لملكهم، وهي اليوم عاصمة العراق وكبرى مدنه، وهي ثانية أكبر المدن العربية، ورابعة أكثر العواصم الإسلامية سكانا، غزاها المغول والصفويون والإنجليز والأميركيون.

الموقع
تقع مدينة بغداد وسط العراق على نهر دجلة، عند خط العرض 33 وخط الطول 44، وتتوسط مدن العراق الرئيسية شمالا وجنوبا.

وتبلغ مساحتها نحو 660 كيلومترا مربعا، ويقسمها نهر دجلة إلى جزأين، “الكرخ” في الجزء الغربي و”الرصافة” في الجزء الشرقي.

وتكمن أهمية موقع بغداد في توفر المياه وقلة أخطار الفيضانات، مما أدى تاريخيا إلى اتساع رقعتها وزيادة نفوذها، إلى جانب سهولة اتصال قسمي النهر فيها بالجسور التي تربط الكرخ بالرصافة، كما تعد حلقة وصل بين تركيا وسوريا والهند وجنوب شرق آسيا.

السكان
يبلغ عدد سكان بغداد نحو سبعة ملايين و216 ألف نسمة -وفق إحصاء 2011- معظمهم من العرب المسلمين والأكراد، وفيها أقليات من المسيحيين والصابئة واليزيديين.

وكان اليهود قبل عام 1948 يشكلون نسبة كبيرة من السكان، إذ كانوا أكبر طائفة غير مسلمة في المدينة، لكن عددهم تناقص بشكل حاد بعد إعلان قيام إسرائيل وهجرتهم الجماعية إليها نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات.

التاريخ
تُعدُّ بغداد واحدة من أكبر وأعرق مدن المنطقة، ويعود تاريخ إنشائها إلى عهد أبي جعفر المنصور -ثاني الخلفاء العباسيين- عام 145 للهجرة، وقد اتخذها عاصمةً للدولة العباسية، واختار تشييدها على موقع قرية كانت تعرف باسم بغداد منذ أيام حمورابي في القرن الـ18 قبل الميلاد، وسماها “مدينة السلام” غير أن الناس كانوا يسمونها في الغالب “مدينة المنصور”.

ولبغداد القديمة أسماء عدة منها “الزوراء” و”المدينة المدورة”، وسبب تسميتها بـ”المدورة” هو حرص المنصور على بنائها على شكل دائري، وهو اتجاه جديد في بناء المدن الإسلامية، لأن معظم المدن الإسلامية في ذلك الوقت، كانت إما مستطيلة كالفسطاط، أو مربعة كالقاهرة، أو بيضاوية كصنعاء.

وفي ظل العباسيين أصبح لبغداد مكانة مرموقة، وكانت من أهم مراكز العلم والثقافة في العالم وملتقى للعلماء والدارسين لعدة قرون من الزمن.

وقد تعرضت لكثير من الغزوات الخارجية والتقلبات الداخلية طيلة القرون الماضية، فقد كانت مطمعا كبيرا لمختلف القوى الحاكمة لتمتعها بالعديد من المزايا التي تمنح من يسيطر عليها تحكما كبيرا في شؤون وسياسة المناطق المجاورة.

فقد غزاها المغول والصفويون والعثمانيون والإنجليز، وعانت الأمرين خلال فترات احتلالها التي كان آخرها الغزو الأميركي عام 2003.

فسقطت وهي عاصمة العباسيين يوم الأحد 4 صفر 656 للهجرة (الموافق 10 فبراير/شباط 1258 للميلاد) في يد هولاكو، وقُتل الخليفة المستعصم.

كما سقطت في أيدي الصفويين في عهد إسماعيل الصفوي عام 1508. وسقطت عام 1831 في يد الجيش العثماني بعد ما يقارب 82 عاما من سيطرة المماليك عليها. وفي 11 مارس/آذار 1917 سقطت في يد الجيش البريطاني خلال القتال مع الأتراك العثمانيين في الحرب العالمية الأولى.

وشهد يوم الأربعاء 9 أبريل/نيسان 2003 أحدث سقوط لبغداد، بعد أن تمكنت القوات الأميركية من غزو العراق والتقدم وسط العاصمة.

المعالم
تزخر مدينة بغداد بالكثير من المعالم التاريخية والحضارية، من أهمها: المدرسة المستنصرية، والمساجد الإسلامية القديمة، والقصور الأثرية، والمتحف الوطني الذي يضم أهم الآثار العربية والبابلية والفارسية.

وفيها عدد من المقامات الدينية التي يقصدها الزوار، من أهمها: مقاما الإمامين موسى الكاظم، ومحمد الجواد في الكاظمية من بغداد، ومقام أبي حنيفة النعمان وتلميذه أبي يوسف، ومقام ومرقد عبد القادر الجيلاني، ومقام عمر بن حفص السهروردي.

ومن أشهر مساجدها مسجد الشهيد المبني على الطراز الأندلسي وهو من أحدث مساجدها، ومسجد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في حي الأعظمية المسمى باسمه، ومسجد الشيخ معروف الكرخي، ومسجد الخلفاء العباسيين المعروف قديما بجامع القصر أو جامع الخليفة، وجامع الحيدر خانة وهو من أتقن جوامع بغداد صنعة وإحكاما.

ويوجد في المدينة متحف تعرض فيه الآثار المختلفة من جواهر وعملات وهياكل بشرية وتماثيل من عصور ما قبل التاريخ حتى القرن السابع عشر الميلادي.

ومن الآثار العربية فيها بقايا سور بغداد ودار الخلافة والمدرسة المستنصرية ومقر المعتصم ومسجده الشهير، والقصر العباسي والمشهد الكاظمي وجامع المنصور وجامع المهدي وجامع الرصافة والمدرسة الشرفية والمدرسة السلجوقية والمدرسة المستنصرية.

الجزيرة