تنسيق إماراتي سعودي عالي المستوى عند منعطف الحسم في اليمن

تنسيق إماراتي سعودي عالي المستوى عند منعطف الحسم في اليمن

أبوظبي – اطّلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، لدى استقباله الإثنين الأمير اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد العمليات الخاصة المشتركة لدول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية دعما للشرعية اليمنية، على الأوضاع الميدانية في اليمن، حيث تشارك دولة الإمارات بفعالية ضمن التحالف المذكور في عملية استعادة مناطق البلد من المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران والمتحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

واعتبر مراقبون أنّ اللقاء الذي جرى بقصر الشاطئ في العاصمة الإماراتية أبوظبي كشف مجدّدا مدى تماسك التحالف العربي وارتفاع مستوى التنسيق بين مكوّنيه الأساسيين؛ دولة الإمارات والمملكة السعودية في ما يتعلّق بالملف اليمني، لا سيما عملية تحريره من المتمرّدين.

وقال هؤلاء إنّ استقبال ولي عهد أبوظبي الذي يتولّى أيضا منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية للأمير فهد بن تركي، في هذا التوقيت بالذات، يتضمّن ردّا قويا على الآلة الدعائية التي روّجت لوجود خلافات داخل التحالف.

وكانت دوائر إعلامية، محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، قد شنّت خلال الأسابيع الماضية حملة منسّقة استهدفت بشكل خاص الدور الإماراتي في اليمن، محاولة فصله عن الدور السعودي.

وتزامن ذلك مع التقدّم النوعي لعملية تحرير المناطق اليمنية، وبلوغ تلك العملية منعطفا حاسما بتحرير مناطق ذات أهمية استراتيجية في الساحل الغربي باليمن، بينما يجري الإعداد بشكل حثيث لاستكمال تحرير ما تبقى من ذلك الشريط وخصوصا محافظة الحديدة مع مينائها الاستراتيجي.

ويخشى الإخوان الذين تجاوزتهم أحداث تحرير اليمن من فقدان فرصة تولّي دور قيادي في البلد في مرحلة ما بعد التحرير الذين مثّلوا عامل تعطيل له بإثارة الخلافات حوله.

الإمارات مؤهلة بمقدراتها المالية وخبراتها التنموية للعب دور هام في إعادة إعمار اليمن بعد مشاركتها الفاعلة في تحريره

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” إنّ الشيخ محمد بن زايد اطّلع من الأمير فهد بن تركي “على تطورات الأوضاع الميدانية لعملية إعادة الأمل، وسير العمليات الجارية وما يحرزه الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية بمساندة قوات التحالف من تقدم لاستعادة الشرعية في اليمن من الميليشيات الانقلابية ومساعدة الشعب اليمني في تحقيق عودة الاستقرار والأمان لوطنه، ودعم المؤسسات الوطنية لخدمة التنمية الشاملة في اليمن إضافة إلى تأمين الحاجات الإنسانية للشعب اليمني في كافة المناطق اليمنية”.

وجرى اللقاء، على وجه الخصوص، بحضور الفريق الركن عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، واللواء الركن صالح محمد صالح بن مجرن العامري قائد القوات البرية.

ولعبت دولة الإمارات دورا كبيرا في اليمن لم يقتصر على مشاركة المملكة العربية السعودية في جهود استعادة مناطق البلد من أيدي المتمرّدين، بل ألقت بثقلها المالي وبخبراتها التقنية وراء هدف إعادة مظاهر الدولة إلى المناطق المحرّرة وتطبيع الحياة فيها.

وكان للإمارات دور مفصلي في فرض الأمن والتصدّي للجماعات الإرهابية التي حاولت استغلال واقع الحرب في البلد لبسط سيطرتها على عدد من مناطقه.

وساهم خبراؤها في تخريج دفعات من القوات التي شكّلت نواة لإعادة بناء القوات المسلّحة اليمنية التي تتولّى حاليا مسك المناطق المحرّرة وتشارك في جهود تحرير باقي المناطق.

وفي ربيع العام الماضي كان الدور الإماراتي مفصليا في استعادة مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت من تنظيم القاعدة، بعد أن سيطر عليها لمدة تقارب السنّة وحاول أن يجعل منها نواة لـ”إمارة” له في اليمن.

كما تقوم الإمارات بدور فعّال في تخفيف آثار الحرب عن اليمنيين من خلال عمل إغاثي لم ينقطع وشمل إعادة الخدمات الأساسية ومدّ السكان بحاجاتهم العاجلة من أغذية وأدوية.

وأعلنت هيئة الهلال الأحمر الاماراتي، الإثنين، عن تقديمها مساعدات غذائية عاجلة لأهالي منطقة عرقة النائية بمحافظة شبوة التي تعاني أوضاعا صعبة بسبب الحرب. وتعهدت الهيئة على لسان أحد كبار مسؤوليها بالمزيد من المساعدات لتلك المحافظة حتى انتهاء الأزمة واستقرار الأوضاع فيها.

ويتوقع اليمنيون أن يكون لدولة الإمارات دور كبير في عملية إعادة إعمار اليمن في مرحلة ما بعد التحرير، نظرا لما تمتلكه هذه الدولة الخليجية الغنية من مقدّرات مالية، وأيضا من خبرات في مجال التنمية والإعمار تستمدّها من تجربتها الداخلية الثرية التي تحوّلت بفضلها إلى إحدى أكثر بلدان العالم تطورا في البنى التحتية والتنظيمات الإدارية والخدمات الحكومية.

وبدأ الحديث عن إعادة إعمار اليمن يتزايد مع تقدّم عملية تحرير مناطق البلاد وتزايد الآمال بأن يكون تحرير محافظة الحديدة بغرب البلاد حاسما في إنهاء الحرب، حيث تتراكم المؤشرات على قرب إطلاق حملة عسكرية كبرى بقيادة التحالف العربي لانتزاع ما بقي من مناطق الساحل الغربي اليمني بأيدي المتمرّدين.

العرب اللندنية