السياحة التونسية تبدأ رحلة الخروج من نفق الأزمة

السياحة التونسية تبدأ رحلة الخروج من نفق الأزمة


سوسة (تونس) – أكد خبراء أن هناك دلائل ملموسة تشير إلى بداية نهاية أزمة القطاع السياحي التونسي الذي ضربه الركود منذ هجوم باردو في مارس 2015، وسط تفاؤل العاملين في القطاع بانتعاشة تجارتهم.

وتنتظر السياحة في تونس انتعاشة مرتقبة بعد عامين أعجفين تراجعت خلالهما أعداد السياح والإيرادات بشكل كبير جراء الهجمات الإرهابية.

وقال حمودة البلهوان رئيس الجامعة الوطنية التونسية لوكالات الأسفار بالساحل والوسط إن “خبراء القطاع متفائلون بالموسم السياحي الحالي”، متوقعا انتعاشة مرتقبة للقطاع خاصة مع تحسن الوضع الأمني.

وأوضح أن وكالات الأسفار عملت بجدية في الفترة الماضية لاستعادة الحركة السياحية كما كانت عليه قبل العملية الإرهابية في سوسة.

وقال البلهوان “نحن متفائلون بعودة الأسواق التقليدية ولا سيما فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي تدعم إيراداتها الاقتصاد الوطني بشكل كبير”.
سلمى اللومي: ضمان أمن وسلامة الوفود السياحية من أهم أولوياتنا في الوقت الراهن

وتتوقع تونس نمو عدد السياح الأجانب بنحو 30 بالمئة في نهاية العام الحالي مقارنة بالعام الماضي مع استقرار الأوضاع الأمنية وارتفاع الحجوزات، وفق تصريحات رضا السعيدي المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء التونسي.

وتشهد السياحة هذه الأيام انتعاشا ملحوظا، وهو ما يعزز ارتفاع نسبة الوافدين الأجانب على المنتجعات التونسية خاصة الساحل التونسي الذي يضم محافظات سوسة والمنستير والمهدية حيث الشواطئ الرملية الممتدة والبنية التحتية الكبيرة من المرافق السياحية والتنشيطية.

وقال المندوب الجهوي للسياحة بسوسة فؤاد الواد إن “عدد الليالي التي قضاها السياح حتى 10 مارس الماضي شهد ارتفاعا بنسبة تفوق 40 بالمئة عن العام الماضي”.

وتوقع زيادة في عدد السياح الألمان القادمين إلى بلاده بنسبة 20 بالمئة، ثم يأتي التشيكيون بعدما سجلوا حجوزات بنحو 60 ألف تذكرة إلى تونس.

ويقول ربيع تليتلي، وهو سائح جزائري، إنه يزور سوسة للمرة الثالثة وإن قرب الجزائر من تونس “يشجعنا على القدوم إلى هنا كثيرا”.

وتقول السائحة البلجيكية وتدعى ماري إن رفع الحظر الجزئي عن تونس كان فرصة لأن يعود البلجيكيون إلى سوسة مجددا و”سعدنا للاستقبال الذي حظينا به عند وصولنا إلى المطار”.

وتقول الحكومة التةنسية إنها تسعى من خلال استراتيجية جديدة لدعم السياحة، إلى استقطاب 10 ملايين سائح حتى 2020 مقارنة بنحو 5.7 مليون سائح في 2016، ومضاعفة إيرادات القطـاع التي بلغـت 2.3 مليـار دينار (1 مليار دولار) في 2016.

وتدفق السياح إلى تونس مع بداية الشهر الحالي مع حلول أولى الرحلات القادمة من العاصمة البلجيكية بروكسل وتضم 351 سائحا، بعد رفع الحظر الجزئي في فبراير الماضي من قبل السلطات البلجيكية منذ الهجمات الإرهابية قبل نحو عامين.

كما وصلت طائرة روسية مطلع هذا الشهر تقل 338 سائحا وتضم 42 وكيلا للسفر إلى مطار المنستير الدولي لتكون أول رحلة قادمة من موسكو للموسم الحالي.
رضا السعيدي: نتوقع ارتفاع عدد السياح بنحو 30 بالمئة في 2017 مقارنة بالعام الماضي

ونقلت وكالة الأنباء التونسية، عن صالح النمري، مندوب الوكالة السياحية “أناكس تور” في تونس التي نظمت الرحلة، قوله إنه يتوقع أن تجلب الشركة حوالي 30 ألف سائح نحو الساحل التونسي هذا الموسم.

وكانت الجمعية الروسية لمنظمي الرحلات السياحية، قد أعلنت في وقت سابق أن التدفق السياحي من روسيا إلى تونس خلال العام الماضي، تضاعف ثلاث مرات مقارنة بالعام 2014.

وزار تونس العام الماضي نحو 620 ألف سائح روسي من بين أكثر من خمسة ملايين سائح أجنبي، بحسب بيانات وزارة السياحة التي قالت إنه “رقم قياسي”.

وأكدت وزيرة السياحة التونسية، سلمى اللومي في تصريحات سابقة إن من أولويات بلادها في الوقت الراهن ضمان أمن وسلامة الوفود السياحية وتعميق العلاقات الثنائية مع موسكو في مجال السياحة والاستثمار والثقافة والرياضة.

ويرجع خبراء التصاعد المفاجئ في أعداد السياح الروس القادمين إلى تونس لتوتر العلاقات السياسية في المنطقة، بين روسيا وتركيا ومصر.

وتبذل وكالات الأسفار التونسية بالتنسيق مع الحكومة جهودا مضنية من أجل إعادة استقطاب عدة أسواق أوروبية مازالت تضرب حظرا على الرحلات إلى تونس.

وأكد عبدالستار البدري مدير عام الشركة التونسية للأسفار والخدمات “توماس كوك” إنه يعمل على إعادة السوق الهولندية وكذلك البريطانية، مشددا على ضرورة السعي إلى جذب السياح من خلال التركيز على تقديم الخدمات الجيدة.

وكان السياح الأوربيون يشكلون قبل الأزمة في عام 2011 نحو 53 بالمئة من إجمالي السياح، وبقية الحصة لسياح دول الجوار.

العرب اللندنية