الاستقالات وتوقف الخدمات يهددان مستقبل أوبر

الاستقالات وتوقف الخدمات يهددان مستقبل أوبر

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – اتسع نطـاق الأزمـات التي ضـربت شـركة أوبـر لخدمات الأجرة والتي تهدد بقـاءها، فبعد استقـالة كبار موظفيها أظهرت بيانات أن الشركة الأميركية تكبّدت خسائر العام الماضي بنحو 2.8 مليار دولار رغم نمو نشاطها.

وشركة أوبر، التي يبلغ رقم معاملاتها 6.8 مليار دولار، ليست مدرجة في البورصة وبالتالي هي ليست مرغمة على نشر بيانات عن حساباتها المالية دوريا.

وذكرت الشركة، التي تتخذ مدينة سان فرانسيسكو مقرا لها في بيان، أن عدد الرحلات عبر خدمتها سجل ازديادا بواقع أكثر من الضعف مقارنة مع 2015 ليصل إلى 20 مليار دولار دون احتساب الصين، حيث باعت أوبر عملياتها هناك وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت رايتشل هولت، المسؤولة عن أنشطة أوبر في أميركا الشمالية، “نحن سعداء لأن لدينا نشاطا سليما في طور التوسع ما يعطينا هامش المناورة المطلوب لإنجاز التغييرات التي نعتبرها ضرورية على صعيد الإدارة والحوكمة وفيما يتعلق بثقافتنا وعلاقاتنا مع سائقينا”.

ويرى محللون أن نشاط الشركة المتزايد لا يحجب المشكلات التي تمر بها منذ فترة خاصة بعد أن أظهرت بيانات عن أن شهر مارس الماضي كان الأسوأ في تاريخ الشركة، في ظل منافسة قوية من شركة لايف التي تحاول زيادة أرباحها لتصل إلى نصف مليار دولار.

وتصطدم أوبر، إحدى أنشط الشركات الناشئة المتخصصة في حجز سيارات الأجرة عبر تطبيق إلكتروني، بعراقيل في طريق توسعها في العالم نتيجة عدة عوامل منها بروز منافسين لها في البلدان التي تنشط فيها أو استقالة كبار المسؤولين فيها أو لأسباب أخرى.

2.8 مليار دولار خسائر أوبر في عام 2016، وفق بيانات رسمية للشركة الأميركية

وتسعى أوبر، التي تقرب قيمتها في السوق من حاجز 70 مليار دولار، إلى تعيين نائب للمدير لمساندة المدير التنفيذي للشركة ترافيس كالانيك بعد استقالة نائب رئيس الشركة للعلاقات العامة والاتصالات راشيل ويتستون الأسبوع الماضي.

ولم يتضح سبب استقالة ويتستون، التي انضمت إلى الشركة في عام 2015، إلى الآن رغم أنها تأتي عقب أشهر من الاضطرابات في أوبر.

واضطرت الشركة الأميركية إلى توكيل شركة قانونية أخرى وهي بيركينز كوا بعدما رفعت سوزان فاولر ريجيتي دعوى قضائية ضدها تقول فيها إن أوبر وجهت لها اللوم لقيام العملاء بحذف حساباتهم الخاصة حينما كانت على رأس عملها في أوبر.

ولم تقف سلسلة الأزمات عند ذلك الحد، فقد انتشر فيديو مسرّب عن سياراتها ذاتية القيادة التي لا يمكنها أن تسير ذاتيا، كما قامت الشركة بتعليق برنامجها التجريبي للسيارات ذاتية القيادة بعدما اصطدمت إحدى سياراتها على الطريق في أريزونا.

وأقرت أوبر بأنها تشترك في برنامج جري بال العالمي لخداع السلطات في الأسواق التي تمنعها من ممارسة أنشطتها.

ويستخدم هذا البرنامج عادة في تحديد المسؤولين الذين يحاولون تضييق الخناق على الشركة لذلك لجأت الشركة إلى استخدام هذه التقنية في ولايتي بوسطن ولاس فيغاس وفي بعض الدول كفرنسا والصين وأستراليا وكوريا الجنوبية.

وبرّر الرئيس التنفيذي لأوبر تصرفه، خلال مشادة كلامية جدّت بينه وبين أحد الموظفين العرب في الشركة وثقها فيديو انتشر بسرعة على الشبكات الاجتماعية، بأنه بحاجة إلى المساعدة لتعلم أمور القيادة وبحاجة إلى أن ينضج.

وجاء تعيين كالانيك إثر استقالة رئيس أوبر السابق جيف جونز الشهر الماضي بعد سبعة أشهر من توليه مهامه، وهي خطوة ضاعفت من الأزمات التي تمر بها الشركة.

وطفت على السطح في فبراير الماضي مشكلة للشركة في قطر، إذ رفض سائقو أوبر العمل احتجاجا على تخفيض رسوم الأجرة وسط منافسة متنامية من شركات محلية.

العرب اللندنية