ترامب ينهي حقبة الصبر الاستراتيجي حيال بيونغ يانغ

ترامب ينهي حقبة الصبر الاستراتيجي حيال بيونغ يانغ


سول – يسير الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو إنهاء حقبة الصبر الاستراتيجي تجاه استفزازات كوريا الشمالية من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات التي تريث الرؤساء الأميركيون السابقون قبل الإقدام عليها.

وتبدو الإدارة الأميركية الجديدة على استعداد تام لتسوية ملف بيونغ يانغ بشكل منفرد، للرد على التهديدات التي يمثلها النظام الشيوعي على أمن الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

وأكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الإثنين أن حقبة “الصبر الاستراتيجي” الذي اتبعته بلاده على مدى عقدين من الزمن في تعاطيها مع كوريا الشمالية قد انتهت. واتهم كوريا الشمالية “بالرد على مبادرات انفتاحنا عليها بخداع متعمد، ووعود لم يتم الإيفاء بها واختبارات نووية وصاروخية”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة التي تنشر 28500 جندي في كوريا الجنوبية “ستهزم أي هجوم وسنرد بشكل ساحق وفعال على أي استخدام لأسلحة تقليدية أو نووية”.

وأكدت زيارة بنس الرمزية إلى المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين على التغيير في سياسة واشنطن تجاه الدولة المعزولة.

وتأتي الزيارة بعد عرض عسكري ضخم عرضت بيونغ يانغ خلاله ما يبدو أنه صواريخ باليستية عابرة للقارات، كما تأتي غداة فشل تجربة صاروخية لكوريا الشمالية.
مايك بنس: من الأفضل لكوريا الشمالية أن لا تختبر حزم ترامب أو قوة الجيش الأميركي

وقال بنس في قرية بانمونجوم الحدودية الواقعة في المنطقة الفاصلة إن علاقة الولايات المتحدة بكوريا الجنوبية “صلبة وثابتة”.

ولم يستبعد المسؤولون الأميركيون أيا من الخيارات الممكن اتباعها للتعامل مع تهديدات بيون يانغ بما فيها إمكانية توجيه ضربات عسكرية، وقد أثبتت الإدارة الجديدة بالفعل جديتها في التعامل مع التهديدات من خلال الضربة الموجهة ضد النظام السوري أو الغارة على معاقل داعش في أفغانستان.

وحذر بنس الإثنين بيونغ يانغ من اختبار “حزم” الرئيس ترامب أو قوة الجيش الأميركي بشأن المسألة النووية، مؤكدا أن “جميع الخيارات مطروحة” في التعاطي مع ملفيها الباليستي والنووي.

وقال “خلال الأسبوعين الماضيين وحدهما، شهد العالم على قوة رئيسنا الجديد وحزمه من خلال عمليتين نفذتا في سوريا وأفغانستان”، في إشارة إلى الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري، وإلقاء أقوى قنبلة غير نووية على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان.

وتابع بنس “من الأفضل لكوريا الشمالية أن لا تختبر حزمه أو قوة الجيش الأميركي في هذه المنطقة”. غير أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعرب عن “الأمل في ألا تكون هناك خطوات أحادية كالتي شهدناها مؤخرا في سوريا”.

وحذر “لا نقبل بمغامرات بيونغ يانغ النووية والباليستية المخالفة لقرارات الأمم المتحدة، لكن ذلك لا يعني أنه من الممكن انطلاقا من هنا انتهاك القانون الدولي باستخدام القوة” ضدها.

وقال لافروف معقبا على تهديدات بنس “إن كان يترتب تفسير هذا التصريح على أنه تهديد باستخدام القوة بشكل أحادي (…) عندها سيكون هذا حتما طريقا خطيرا”.

وأعرب عن أمله في أن تلتزم واشنطن “بالخط الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب مرارا خلال الحملة الانتخابية”.

من جهته، دعا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف جميع الأطراف إلى “ضبط النفس” من أجل “تجنب أي عمل يمكن اعتباره استفزازا”. كما دعا إلى “مواصلة الجهود الدولية” لتسوية الأزمة. وفي تحد واضح للضغوطات الدولية عليها، أجرت كوريا الشمالية الأحد تجربة صاروخية جديدة فيما تنامت المخاوف من أنها قد تكون تعد لاختبارها النووي السادس، فيما تشهد المنطقة توترا شديدا.

وأكد ترامب الخميس أن كوريا الشمالية تطرح “مشكلة ستتم معالجتها”، بعد أن كان أعلن في وقت سابق إرسال حاملة الطائرات “كارل فينسون” إلى شبه الجزيرة الكورية بمواكبة ثلاث سفن قاذفة للصواريخ، ثم تكلم لاحقا عن “أسطول” يضم غواصات.

ورد المسؤول الثاني في نظام كوريا الشمالية السبت أن بلاده مستعدة “للرد على حرب شاملة بحرب شاملة” وعلى “أي هجوم نووي بهجوم نووي على طريقتنا”.

وتصاعد التوتر بين بيونغ يانغ وواشنطن خلال الأسابيع الماضية، وأكد ترامب أنه لن يسمح لبيونغ يانغ بتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على بلوغ أميركا.

وتزامن تحذير نائب الرئيس الأميركي مع إعلان رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هوانغ كيو-اهن في مؤتمر صحافي مشترك الإثنين مع بنس، أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر مبكر لمنظومة “ثاد” فيما عبر بنس عن “قلق” واشنطن إزاء إجراءات صينية ضد سيول على خلفية نشر الدرع الأميركية المتطورة المضادة للصواريخ. وقال بنس في قرية بانمونجوم الحدودية الواقعة في المنطقة الفاصلة إن علاقة الولايات المتحدة بكوريا الجنوبية “صلبة وثابتة”.

وتصر بيونغ يانغ على أنها تحتاج إلى سلاح نووي لتواجه مخاطر اجتياح أميركي.

وكان مستشار كبير في البيت الأبيض آخر مسؤول من إدارة ترامب يحذر من أن التحرك العسكري موجود على الطاولة رغم أن الدبلوماسية هي خيار واشنطن المفضل. أما بنس فقد حض المجتمع الدولي على المشاركة في مطالبة كوريا الشمالية بوقف برنامجيها النووي والباليستي.

وقال إنه “من المشجع رؤية الصين تلتزم بهذه الإجراءات (ضد بيونغ يانغ)”. ولكن الولايات المتحدة قلقة من انتقام الصين اقتصاديا من كوريا الجنوبية بسبب اتخاذها خطوات مناسبة للدفاع عن نفسها” في إشارة إلى نشر منظومة “ثاد”.

وقدمت وزارة الخارجية الصينية توضيحا بشأن تعليق رحلات شركة الطيران الوطنية الصينية رحلاتها اعتبارا من الإثنين بين بكين وبيونغ يانغ، مؤكدة أن هذا الإجراء لا طابع سياسيا له بل يعود لاعتبارات “تجارية”.

وقال هوانغ من جهته في المؤتمر الصحافي “اتفقنا على تعزيز جاهزية التحالف بين جمهورية كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بما يتناسب مع التهديدات التي تمثلها كوريا الشمالية عبر نشر سريع لمنظومة ثاد”.

وزيارة بنس هي الأولى لكوريا الجنوبية وتأتي ضمن جولة آسيوية تشمل اليابان وإندونيسيا إضافة إلى أستراليا.

العرب اللندنية