عمليات التهجير تتسارع في سوريا رغم الهزات الأمنية

عمليات التهجير تتسارع في سوريا رغم الهزات الأمنية


دمشق – يتواصل تنفيذ اتفاقيات المصالحة في سوريا وسط مخاوف متزايدة من أن يكون الهدف الأساس منها خلق واقع سوري جديد ينتهي بالتقسيم.

واستؤنفت الأربعاء عملية إخلاء مناطق سورية محاصرة بعد أربعة أيام من توقفها إثر تفجير دموي تسبب في مقتل 126 شخصا، بينهم عدد كبير من الأطفال الذين تم إجلاؤهم من بلدتين مواليتين للنظام.

وكان اتفاق أبرم بين جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) وحزب الله اللبناني برعاية قطرية إيرانية، يقضي بإخراج أهالي الفوعة وكفريا (الموالين للنظام السوري) إلى ريف دمشق في مقابل إخراج سكان مضايا والزبداني إلى إدلب (شمال غرب سوريا).

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أنه تمّ “إجلاء ثلاثة آلاف شخص بينهم 700 مقاتل من الفوعة وكفريا على متن 45 حافلة، مقابل خروج 300 شخص على متن 11 حافلة، غالبيتهم الساحقة من مقاتلي الفصائل من الزبداني بشكل رئيسي، إضافة إلى مقاتلين من منطقتي سرغايا والجبل الشرقي المجاورتين في ريف دمشق”.

وخلال انتظار الحافلات في منطقة الراشدين غرب حلب (تسيطر عليها فصائل المعارضة)، أعرب أبوأحمد (85 عاما) عن حزنه لمغادرة بلدته الفوعة بعدما خرجت زوجته وأبناؤه الخمسة في الدفعة الأولى الأسبوع الماضي. وقال بحسرة “الموت أسهل علينا بكثير من هذا الذل”، مضيفا “لا نعرف إذا كانوا سيعيدوننا أم لا؟”.

وبدأت عملية إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة ومدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام وحزب الله قرب دمشق الجمعة.

وتوقف تنفيذ الاتفاق السبت إثر تفجير سيارة مفخخة استهدف الحافلات التي خرجت من الفوعة وكفريا لدى توقفها في الراشدين. وتسبب بمقتل 126 شخصا معظمهم من المدنيين وبينهم 68 طفلا، في اعتداء يعد الأكثر دموية منذ اندلاع النزاع السوري.

وجرت عملية الإخلاء الأربعاء وسط إجراءات مشددة، حيث تولى العشرات من مقاتلي الفصائل حراسة الحافلات التي توقفت في باحة عند مدخل منطقة الراشدين التي استخدمت كنقطة عبور في عملية الإجلاء الأولى.

وليست هذه عملية المصالحة الوحيدة الجارية في سوريا، فقد وصلت الثلاثاء، الدفعة الخامسة من مهجري حي الوعر المحاصر من قبل النظام في مدينة حمص (وسط) إلى مدينة جرابلس بمحافظة حلب.

وبلغ عدد الذين تم إجلاؤهم من الوعر في إطار الاتفاقية التي بدأت في مارس الماضي، 10 آلاف و600 شخص، ومن المنتظر أن يتم إجلاء 4 آلاف و300 آخرين في وقت لاحق.

ويرى مراقبون أن ما يجري على الأرض من عمليات مصالحة هو في واقع الأمر تهجير ممنهج يتم بمباركة دولية، رغم التصريحات الرنانة عن ضرورة “بقاء سوريا موحدة”.

العرب اللندنية