فضيحة يونايتد إيرلاينز تكشف أبعاد النزاع مع الشركات الخليجية

فضيحة يونايتد إيرلاينز تكشف أبعاد النزاع مع الشركات الخليجية


أبوظبي – اغتنمت شركات الطيران الخليجية فرصة فضيحة جر راكب على طائرة لشركة يونايتد إيرلاينز الأميركية لتأكيد موقفها من النزاع مع أكبر 3 شركات طيران أميركية هي دلتا وأميركان ويونايتد إيرلاينز.

وتتهم الشركات الأميركية نظيراتها الخليجية وهي طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية بالحصول على دعم حكومي يمكنها من انتزاع حصص كبيرة في سوق الطيران العالمية.

وتنفي الشركات الخليجية تلك الاتهامات وتؤكد أن خدماتها المتطورة هي سبب نجاحاتها مقارنة بتراجع خدمات الشركات الأميركية الذي أدى إلى عزوف المسافرين عنها.

وأثارت حادثة جر راكب زائد عن العدد من مقصورة الركاب في إحدى رحلات يونايتد إيرلاينز عاصفة من الغضب والانتقادات، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي.

ولا يزال التنافس بين شركات الطيران الخليجية وشركات الطيران الأميركية يؤجج تصريحات عدائية بين الطرفين، خصوصا بعد حظر حمل الأجهزة الإلكترونية على الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة.

ووقعت شركات طيران الخليجية الشهر الماضي تحت الحظر الأميركي، بمنع حمل الأجهزة اللوحية والكمبيوترات المحمولة على متن الرحلات المتجهة إلى أراضيها.
الخطوط الجوية القطرية نشرت صورة لتطبيقها الخاص تقول فيه إنه “لا يدعم السحل والإسقاط”

وتكافح يونايتد إيرلاينز لاحتواء آثار فيديو الواقعة، الذي كبدها خسائر من قيمتها السوقية في البورصة بلغت نحو 770 مليون دولار بنهاية تداولات في الأسبوع الماضي.

ونأت شركات الطيران الخليجية عن استغلال الفضيحة في الهجوم الإعلامي المباشر، لكن طيران الإمارات نشرت فيديو تسخر فيه بصورة غير مباشرة من شعار “يونايتد” الذي يركز على الود في التعامل مع الركاب، داعية الناس للسفر على متن طائراتها والحصول على معاملة ودودة.

وجاء في الفيديو الخاص بطيران الإمارات “قلت إن شركات الطيران الخليجية ليست حقيقية. حسنا سيد مونوز (رئيس يونايتد). وفقا لموقع تريب أدفايزر، أكبر موقع سفر في العالم، نحن لسنا فقط شركة طيران حقيقية، بل نحن أفضل شركة طيران”.

وكان الرئيس التنفيذي ليونايتد إيرلاينز وجه انتقادات حادة لشركات الطيران الخليجية، واصفا إياها بأنها “ليست شركات طيران حقيقية” بسبب مزاعم تلقيها لدعم حكومي.

وأضافت الشركة الإماراتية أنها “أفضل شركة طيران في العالم لعام 2017، وأفضل درجة سياحية في 2017، وأفضل درجة أولى خلال 2017”.

واختتمت طيران الإمارات الفيديو الذي جذب أكثر من 1.5 مليون مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي، بجملة تسخر من الشعار التجاري الشهير للناقلة الأميركية، قائلة “سافروا في أجواء من الود.. ولكن هذه المرة بالفعل!”.

وأشارت الخطوط الملكية إلى الحادثة في تغريدة عبر حسابها الرسمي على تويتر تظهر صورة علامة ممنوع التدخين مكتوب تحتها “نود أن نذكركم بأن السحل على متن رحلاتنا محظور على الركاب والطاقم على حد سواء”.

ونقلت الخطوط الجوية القطرية صورة عن تطبيقها الخاص الذي قالت إنه “لا يدعم السحل والإسقاط”.

وأذكى قرار حظر حمل أي أجهزة إلكترونية الجدل بشأن النزاع بين الشركات الأميركية والخليجية، والذي ينص على حظر حمل الأجهزة التي يكون حجمها أكبر من حجم الهاتف النقال، وإجبار المسافر على وضعها في حقائب الشحن في الرحلات المباشرة إلى الولايات المتحدة من كل من السعودية والإمارات وقطر ومصر وتركيا والأردن والمغرب.

ولم تجد عشرات التحليلات أي هدف يمكن أن يحققه القرار، لأن المسافرين المستهدفين يمكن أن ينطلقوا إلى الولايات المتحدة مع أجهزتهم من عشرات المطارات في أنحاء العالم دون أن يشملهم الحظر.
طيران الإمارات تسخر من الشعار التجاري الشهير ليونايتد إيرلاينز وتدعو المسافرين للخدمات الأفضل

ولم يجد المحللون أي جدوى منطقية للقرار، الأمر الذي أنعش نظريات “مؤامرة” بحثا عن الدوافع الاقتصادية، رغم أن التحاق بريطانيا بالقرار الأميركي زاد من خلط الأوراق والدوافع.

وقفز النزاع بين شركات الطيران الأميركية ونظيراتها الخليجية إلى صدارة المبررات، لأنها المجال الوحيد الذي سوف تنعكس عليه آثار القرار.

وتشير البيانات إلى أن شركات الطيران الأميركية الدولية ليست لديها رحلات مباشرة من مطارات الدول المستهدفة في القرار إلى الولايات المتحدة، وبالتالي ستكون خارج دائرة الحظر.

وفي المقابل تنفرد شركات طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية إضافة إلى الخطوط التركية، بتسيير رحلات مباشرة إلى الولايات المتحدة من بين شركات طيران الدول المشمولة بالقرار.

وأثارت فضيحة يونايتد إيرلاينز عاصفة من الغضب ضد الشركة وصلت إلى فيتنام حيث ولد الراكب، وكانت هناك دعوات شعبية لمقاطعة الشركة الأميركية، رغم أنها لا تعمل هناك.

وفي محاولة لاحتواء الموقف، أعلنت إدارة الطيران في شيكاغو عن رفع اسمي ضابطي الأمن المتورطين في الواقعة من جدول العمل والمناوبة ومنحهما “عطلة”.

العرب اللندنية