ميركل تستطلع أجندة ترامب في الخليج

ميركل تستطلع أجندة ترامب في الخليج

برلين – تبحث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في السعودية والإمارات عن فرص سياسية واقتصادية كبرى، قبيل زيارة محتملة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية، الذي دخل سباقا مع أوروبا على تحقيق أكبر قدر من المكاسب في الشرق الأوسط، منذ إعلان بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.

واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ميركل، ووقع البلدان في جدة الأحد مذكرات تفاهم ومشاريع اتفاقيات تعاون صناعي وتقني وأمني.

ومن المتوقع أن تلتقي ميركل اليوم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال زيارتها للإمارات.

وتستبق ميركل في جدة زيارة من المزمع أن يقوم بها ترامب إلى الرياض هذا الشهر. وتسعى المستشارة الألمانية إلى تعزيز القواعد الأساسية لعلاقات برلين مع دول مجلس التعاون الخليجي.

ويرى مسؤولون خليجيون في تعزيز العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي فضاء مواتيا لتعزيز أولوياتهم الاقتصادية والعسكرية والأمنية.

وتحولت دول مجلس التعاون الخليجي إلى بوابة المنطقة، في ظل صراع أوروبي هادئ مع ترامب، الذي دعا مرارا دولا أوروبية إلى الخروج من الاتحاد.

وتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع دول الخليج هو مقدمة لخلق توازن استراتيجي في منطقة تموج بالصراعات.

وتسعى ميركل، عبر محادثات تم الإعلان عن جانبها الاقتصادي، للتحضير لاجتماع قمة مجموعة العشرين القادم الذي يضم قادة دول صناعية وناشئة كبرى في العالم برئاسة ميركل في مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا خلال شهر يوليو المقبل.

وتبحث ميركل في الرياض وأبوظبي تعزيز دور ألمانيا والاتحاد الأوروبي في العالم عبر تقديم ما يمكن لبرلين ولأوروبا أن تبذله من جهود تتسق مع مصالح دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال مسؤولون في برلين إن وفدا من كبار رجال الأعمال في ألمانيا يرافق ميركل في زيارتها للسعودية والإمارات، لكنهم أكدوا أن المحادثات ستتطرق أيضا إلى الأزمة اليمنية، إذ تدعم ميركل دعوة الأمم المتحدة إلى التوصل لهدنة تقود إلى حل سياسي للحرب المستمرة لأكثر من عامين في اليمن.

وقال مسؤول ألماني إن ميركل ستناقش مع المسؤولين في الخليج الملف السوري حيث تملك دول خليجية “تأثيرا كبيرا” على المعارضة. وأكد أن ألمانيا ودول الخليج تتبنى الرؤية ذاتها في مجال “مكافحة الإرهاب”، مشيرا إلى أن برلين ترى أن “بإمكان كل الأطراف تقديم أكثر” في ما يتعلق باستقبال اللاجئين.

ووافقت برلين على عقد صفقات أسلحة أبرمت مع الرياض رغم جدل ومعارضة صاخبة أطلقتهما وسائل إعلام ألمانية. ويعكس القرار عزم الحكومة الألمانية على المساهمة المباشرة في تعزيز الأمن الخليجي والوقوف إلى جانب موقفي السعودية والإمارات في التصدي للأخطار التي يمثلها التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، لا سيما في اليمن.

ورغم ذلك ذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية أن السعودية لا تعتزم طلب المزيد من الأسلحة من ألمانيا في المستقبل.

وقال نائب وزير الاقتصاد السعودي محمد التويجري في تصريحات للمجلة قبل بدء زيارة ميركل إلى السعودية “نقبل التحفظ الألماني المتعلق بصادرات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، ونعرف الخلفيات السياسية”.

وأضاف أنه لن يتم التسبب للحكومة الألمانية في المزيد من المشكلات “من خلال تطلعات جديدة للحصول على أسلحة”.

وقال التويجري “لن نكون متصلبين في رأينا بشأن صفقات الأسلحة، ولن نصارع ضد التحفظات الألمانية”، موضحا سبب قرار بلاده بالرغبة في تعاون وثيق مع ألمانيا.

وأضاف “العلاقات مع ألمانيا أهم كثيرا بالنسبة لنا من النزاع حول صادرات الأسلحة”، مؤكدا أن السعودية ترغب في جعل ألمانيا أحد أهم شركائها الاقتصاديين.

العرب اللندنية