استقالة الشيخ أحمد الفهد تطيح بمستقبله السياسي في الكويت

استقالة الشيخ أحمد الفهد تطيح بمستقبله السياسي في الكويت


الكويت – توقعت مصادر سياسية كويتية أن تكون لاستقالة الشيخ أحمد الفهد من مناصبه الكروية انعكاسات على الصعيدين الداخلي والإقليمي تتجاوز قضية متعلّقة بالرياضة الكويتية. وسبق لأحمد الفهد أن شغل سابقا مناصب وزارية في الكويت، ومن بين المواقع التي كان فيها وزارتا النفط والإعلام، وقد أظهر طموحا إلى أن يكون لاعبا أساسيا في البلد في مرحلة ما بعد الشيخ صُباح الأحمد.

وقالت هذه المصادر إن أحمد الفهد سيجد نفسه مجبرا في مرحلة مقبلة على الاستقالة من منصبه في المجلس الأولمبي الآسيوي، نظرا إلى أن رئيس اتحاد كرة القدم في جزيرة غوام “مقاطعة أميركية في المحيط الهادئ” ريتشارد لاي اعترف بأن رشوة وصلته من المجلس الآسيوي.

وأشار لاي إلى أن هذه الرشوة وصلته من أحمد الفهد ومن مساعد له يدعى حسين مسلم.

ونقلت هذه المصادر عن أحمد الفهد قوله أمام قريبين منه إن الإنكليز والأميركيين الذين يحققون في قضية الرشاوى التي تلقاها مسؤولون كرويون في مرحلة جرى فيها اختيار روسيا وقطر لتنظيم دورتي كأس العالم لكرة القدم للسنتين 2018 و2022 ليسوا مهتمين به بشكل خاص.

وأشار إلى أن اهتمام الأميركيين والإنكليز منصبّ على كيفية اختيار قطر لاستضافة كأس العالم 2022 وأن كشف دوره في مجال الرشاوى التي قدمها الاتحاد الآسيوي لاتحادات كروية جاء على هامش هذه القضية التي تستهدف كشف الظروف التي أدت إلى جمع قطر كلّ هذه الأصوات التي مهّدت لتكليفها بتنظيم دورة كأس العالم لكرة القدم.

راكان النصف: الكويت تستضيف المجلس الأولمبي الآسيوي، الذي بات محل شبهات فساد
وأنعشت الضربة التي تلقّاها أحمد الفهد حكومة الشيخ جابر المبارك التي تتعرّض لحملة من أجل دفعها إلى الاستقالة بعد نجاح مجموعة من النواب التابعين لأحمد الفهد بإخراج الشيخ سلمان الحمود الصباح من الحكومة.

وكان سلمان الحمود يتولّى حقيبة الشباب والرياضة في حكومة جابر المبارك، إلى جانب الإعلام والثقافة. ولعب دورا أساسيا في مواجهة أحمد الفهد في مرحلة تعرّضت فيها الرياضة الكويتية لوقف نشاطها الخارجي، بما في ذلك المشاركة في الدورة الأولمبية الأخيرة، تحت علم الكويت.

وقبل انكشاف الفضيحة التي أجبرت أحمد الفهد على الاستقالة من مناصبه الكروية، كانت أسهم الوزير السابق ارتفعت بالنسبة إلى احتمال العودة إلى لعب دور سياسي بعد انتخابات أدت إلى وصول أربعة من أنصاره إلى مجلس الأمّة. والأربعة هم محمّد المطير وعبدالوهاب البابطين ووليد الطبطبائي وصالح عاشور.

ورغم أن بعض وسائل الإعلام الكويتية تعاملت بحذر مع خبر استقالة الشيخ أحمد الفهد في تغطيتها للفضيحة، إلا أن نوابا في مجلس الأمة الكويتي طالبوا بفتح تحقيق معه خصوصا أن الاتهامات تمس الأزمة الرياضية الكويتية وما ترتب عليها من أبعاد سياسية.

وقال النائب راكان النصف “إن دور الكويت يتمثل في التحقيق في مدى ارتباط تلك الفضائح والرشاوى بإيقاف النشاط الرياضي دوليا”.

وشدد على أن الكويت تستضيف المبنى الرئيسي للمجلس الأولمبي الآسيوي، وهو المقر الذي بات اليوم محل شبهات فساد وتقديم رشاوى وتلاعب في القرارات الرياضية في آسيا وأثرها على القرارات الرياضية الدولية.

ويرى ريتشارد كونواي مراسل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في استقالة الفهد من الفيفا عاملا يساعد الكيان الكروي على تقليل حجم الضرر الذي نجم عن التلميحات بدفع رشى.

وقال “الفيفا سيشعر بالامتنان لرحيل أحد أبرز أعضائه الكبار بهذه البساطة خاصة في ظل محاولاته تغيير سمعته التي لطخت بعدد من الفضائح المالية خلال السنوات الماضية”.

ورغم ذلك ربما يكون هناك المزيد من المشكلات حيث أن القضية المنظورة أمام المحكمة الأميركية والتي دفعت الشيخ أحمد الصباح للرحيل تشير إلى إمكانية إجراء تحقيقات مستقبلا في الادعاءات بوجود ممارسات فاسدة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

العرب اللندنية