قمة الأمن الإقليمي بين محمد بن زايد والسيسي

قمة الأمن الإقليمي بين محمد بن زايد والسيسي


أبوظبي – جاءت القمة التي جمعت الأربعاء الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في سياق حراك هادف إلى ترتيب البيت العربي من الداخل، وخلق توافق أوسع حول ملفات الأمن الإقليمي التي تحتاج إلى مقاربة جماعية.

وقال مراقبون سياسيون إن زيارة الرئيس المصري للإمارات تحمل رسائل إقليمية مهمة، فهي تسعى إلى بلورة موقف مصري خليجي مشترك لمواجهة الإرهاب والمخاطر الإيرانية، فضلا عن إنضاج موقف مشترك من المبادرات التي تعرض كأرضية لحلول سياسية في ملفات إقليمية مثل سوريا.

ونجحت العلاقات المصرية الخليجية في تجاوز حالة من الإرباك في السنتين الأخيرتين بسبب اختلاف في تقييم بعض الملفات وخاصة الملف السوري، لكن المشاورات والزيارات المتبادلة واستمرار الدعم الخليجي لمصر واقتصادها، كلها عوامل فتحت الطريق أمام تحالف مصري خليجي متين في مختلف القضايا، وخاصة في تطويق الدور الإيراني بالمنطقة ومواجهة الحركات الإرهابية بمختلف أسمائها وتلويناتها.

ويسود اعتقاد خليجي مصري بأن تطويق إيران وإضعاف المجموعات الطائفية المرتبطة بها في المنطقة لا يمكن أن يمنعا استمرار الحرب على الإرهاب بل يزيداها قوة وشرعية سياسية، ذلك أن المجموعات الإرهابية لا تقل خطرا عن التأثير الإيراني بسبب مسعاها الدائم لتخريب البيت العربي من الداخل وتقديم خدمات مجانية لأعداء العرب، فضلا عن تحالف أطياف منها مع تركيا وإيران.

وأكد محمد عبدالمقصود الخبير العسكري المصري، أن القاهرة وأبوظبي تسعيان إلى بلورة تحالف عربي لمواجهة هذه النوعية من التحديات، لافتا إلى أن إيران والإرهاب هما الأخطر حاليا على أمن المنطقة.

وأضاف عبدالمقصود في تصريح لـ”العرب” أنه جرت بشأن هاتين القضيتين نقاشات واسعة خلال الأعوام الماضية دون أن تنتهي إلى نتائج إيجابية محددة، وبالتالي فالزيارة الحالية يمكن أن يكون لها دور في التوصل إلى تفاهمات حاسمة، مشيرا إلى أن هناك أفكارا أميركية جديدة تولي أهمية للاعتماد على التحالف المصري الخليجي لإطفاء بعض النيران المشتعلة في المنطقة، وبينها الحد من تزايد نفوذ طهران.

وتأتي زيارة السيسي بعد أسبوعين من زيارة مهمة قام بها للرياض التقى خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو ما فسره البعض من المراقبين بوجود رغبة مشتركة لتحصين تحالف الطرفين (مصر والخليج) من مظاهر الخلاف التي رددتها بعض المصادر الإعلامية في الفترة الماضية.

وحظيت زيارة الرئيس المصري باهتمام رسمي كبير في الإمارات، وكان في استقباله بالمطار الشيخ محمد بن زايد.

ورافق الرئيس المصري وفد يضم سامح شكري وزير الخارجية وسحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، ومصطفى مدبولي وزير الإسكان وعددا من المسؤولين.

العرب اللندنية