فرنسا والمغرب يعيدان تعريف العلاقات الثنائية في محيط متغير

فرنسا والمغرب يعيدان تعريف العلاقات الثنائية في محيط متغير

الرباط – شكلت باريس المحطة الثالثة في جولة العاهل المغربي الملك محمد السادس بعد الولايات المتحدة وكوبا.

وكان استقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للعاهل المغربي، بقصر الإليزيه في 3 مايو، يحمل في طياته النموذج المتميز للعلاقات بين المملكة والجمهورية الفرنسية، ويعزز في الوقت ذاته نتائج الدبلوماسية الملكية وارتباطها بأجندات مختلفة تصبّ كلها في خانة الدفاع عن مصالح المغرب الاستراتيجية.

الواضح أن العنوان الرئيسي للزيارة الملكية لفرنسا يتلخص في البحث عما يقوي أدوات الدفاع عن المصلحة الوطنية، فالملك محمد السادس لا يُفوّت أيّ فرصة للمرافعة عن قضايا بلده وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية التي تشكل محركا مهما للدبلوماسية الملكية.

ودشّن المغرب الرؤية الاستراتيجية الجديدة التي يتبعها على مستوى علاقاته الخارجية بانفتاحه الذكي والبراغماتي على دول كانت في السابق تتفق مع توجه الخصوم، ومنها نيجيريا وكوبا. انفتاح الرباط على دول جديدة لم يمس بعلاقاتها الدبلوماسية والسياسية والتجارية مع حلفاء استراتيجيين كأميركا وفرنسا.

كل هذا الزخم الدبلوماسي والسياسي أكدته زيارة الملك محمد السادس للولايات المتحدة قبل جلسة تصويت مجلس الأمن على القرار رقم 2351 المتعلق بالصحراء المغربية.

ثقل المغرب سياسيا ودبلوماسيا كان حاضرا في 28 أبريل الماضي، في نيويورك، عندما أجبرت جبهة البوليساريو على الانسحاب من منطقة الكركرات وتبنّى مجلس الأمن قرارا غير متحيّز لأجندات مناهضة للمغرب ووحدته الترابية.

وكان استقبال هولاند للملك محمد السادس بقصر الإليزيه دليلا على وزن المغرب وتأكيدا على روابط قوية ومتعددة بين البلدين، حسب ما أكده الديوان الملكي.

والعلاقات الثنائية التي تربط فرنسا بالمغرب يميّزها حوار مكثف ومنتظم حتى في أوقات الأزمات التي تطفو من فترة إلى أخرى لأسباب متعددة لتبقى قنوات الحوار الرسمية وغير الرسمية متواصلة.

وكان الملف الاقتصادي والتعاون بين البلدين في العديد من المجالات وملف الصحراء المغربية ومحاربة الإرهاب من بين المواضيع التي تطرّق لها الملك محمد السادس وهولاند خلال محادثاتهما.

إن الحقائق الأساسية التي ترتكز عليها استراتيجية تحرك الدبلوماسية المغربية حاليا تتمحور حول ثلاث نقاط جوهرية هي: الواقعية والمصداقية وتنويع الشراكات.

وترسم أسس ارتكاز السياسة المغربية صورة أخرى لموقع المغرب الجديد وعلاقاته وتفاعله مع كل القضايا التي تهم الدول المؤثرة وتتقاطع معها في صنع القرار الدولي.

وتحظى الرباط بدعم باريس، ويظهر هذا التوجه في تفاعل فرنسا الإيجابي مع القرار الأممي حول الصحراء المغربية الذي صدر الأسبوع الماضي. وتدعم باريس خطة الحكم الذاتي التي قدّمها المغرب في العام 2007.

العرب اللندنبة