دعوات أميركية لنقل قاعدة العديد من قطر

دعوات أميركية لنقل قاعدة العديد من قطر


واشنطن – لا يبدو أن الضغوط الأميركية على قطر ستنجلي بسرعة هذه المرة في ضوء تزايد الدعوات لمحاسبة الدوحة على دعمها لحركات إسلامية متشددة، وأنها قد تنتقل إلى خطوات عملية مثل التلويح بنقل قاعدة “العديد”.

وحثت شخصيات أميركية بارزة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نقل قاعدة “العديد” من قطر إلى دولة أخرى مجاورة، في رسالة تحمل دلالات قوية على أن واشنطن يمكن أن تضحي جذريا بالتحالف مع الدوحة إذا لم تراجع الأخيرة سياستها تجاه التيارات المتشددة وإيران بما يتوافق مع التوجه الأميركي في الحرب على الإرهاب.

وعقد المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي “JINSA” مؤتمرا صحافيا في إحدى قاعات الكونغرس ضم كلا من دينس روس المبعوث الأميركي السابق في الشرق الأوسط والمستشار في معهد واشنطن، وبراد شيرمان عضو الكونغرس، والجنرال تشارلز والد نائب القائد السابق للقيادة الأوروبية الأميركية، ومايكل ميكافيسكي رئيس المعهد.

وخصص المؤتمر لمناقشة تقييم العلاقات الأميركية القطرية من وجهة نظر سياسية وعسكرية لدعمها جهات متطرفة وجماعة الإخوان المسلمين إضافة إلى دور قناة الجزيرة التحريضي.

وأشار تشارلز والد إلى أن واشنطن تملك خيار نقل قاعدة “العديد” العسكرية من قطر لدول حليفة مثل الإمارات “قاعدة الظفرة” أو للسعودية “قاعدة الأمير سلطان”.

ويرى براد شيرمان أنه يجب توجيه رسالة للدوحة بأن تصرفاتها الحالية في دعمها للإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة خطر عليها.

وتحدث دينس روس عن دور قناة الجزيرة كمنصة لبث الآراء المتطرفة، وأشار إلى أن قطر تريد بقاء قاعدة “العديد” لحمايتها وأنّ عليها أن تختار بين حلفائها أو الجماعات التي تدعمها.

وسبق للجنرال تشارلز والد أن أكد أن “قطر دولة تبعث على الريبة. إذا وضعنا في الاعتبار سياسة الرئيس ترامب في محاربة المتشددين الإسلاميين، إذن حان الوقت لطرح سؤال ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لنقل كل إمكاناتها العسكرية من أراضي دولة تدعم التطرف”.

وأضاف في مقال مشترك مع مايكل ميكافيسكي المسؤول السابق في البنتاغون، إن “لم تعدل قطر من سلوكها، فعلى الولايات المتحدة أن ترحل من هناك”.

ولم تكن هذه التصريحات مفاجئة، ولا تعبر عن توجه محدود في إدارة ترامب تجاه قطر. فقد أعرب سياسيون وعسكريون بارزون في واشنطن عن عدم رضاهم عن التوجهات القطرية وحذروا الدوحة من تبعات سياستها في سوريا على وجه الخصوص سواء علاقاتها المثيرة للشكوك بمجموعات إسلامية متشددة.

وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قد حذر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائهما السبت قبل الماضي، من استمرار بلاده بدعم جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات المرتبطة بها.

وأدى ماتيس خلال وجوده بالدوحة زيارة إلى قاعدة “العديد” التي تستضيف حوالي 10 آلاف جندي أميركي. وكانت تقارير قد تحدثت عن انزعاج أميركي من تقارب قطر مع إيران مع ما قد يجلبه من مخاطر على وجود القوات الأميركية في “العديد”.

وثار نفس الانزعاج الأميركي بعد قرار قطر باستضافة قاعدة عسكرية تركية يتمركز فيها ثلاثة آلاف جندي من القوات البرية التركية.

وقال محللون سياسيون إن قطر تتعامل بنوع من الاستخفاف مع التوازنات الأمنية في المنطقة، ودون مراعاة مصالح شركائها في مجلس التعاون الخليجي، معتقدين أن إدارة ترامب تحتاج إلى وضوح أكبر لوقف لعب الدوحة على الحبال المتعددة.

وعبر كريستوفر دافيدسون أستاذ علم السياسة في الشرق الأوسط بجامعة دورهام في بريطانيا عن اعتقاده بأن دفع الدوحة لأموال مقابل إطلاق سراح المختطفين القطريين في العراق يدفع إلى ليّ ذراع قطر لقطع تمويلاتها وإمداداتها لتلك الجماعات، مؤكدا أن عملية الاختطاف للقطريين في العراق لا تتعلق بالمال فقط.

العرب اللندنية