رئيس كوريا الجنوبية يدعو للاستقلال عن واشنطن وللحوار مع الشمال

رئيس كوريا الجنوبية يدعو للاستقلال عن واشنطن وللحوار مع الشمال


سول – حقق مرشح الحزب الديمقراطي أبرز أحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية مون جاي- إن، فوزا ساحقا بحصوله على 41.4 بالمئة من الأصوات وفق الاستطلاع الذي أجرته محطات التلفزيون، متقدما بـ18 نقطة عن منافسه المحافظ.

ويأمل مون المحامي المدافع عن حقوق الإنسان في استئناف الحوار مع بيونغ يانغ ويعتقد أنه بإمكانه أن يتمتع بقرار مستقل عن واشنطن.

وحظي مون بشعبية كبيرة نظرا إلى مشاركته في تظاهرات 2016 العارمة ضد الرئيسة المعزولة بارك غوين- هاي التي ستحاكم قريبا بتهمة الفساد وإساءة استغلال السلطة في الفضيحة التي تورطت فيها صديقتها التي ابتزت العشرات من ملايين الدولارات من كبرى شركات البلاد.

ومون البالغ من العمر 64 عاما محسوب على اليسار وكان صديقا للرئيس رو مو- هيون ومدير مكتبه قبل أن ينتحر عام 2009 بعد فتح تحقيق في قضية فساد استهدفت مقربين منه وأقرباء له.

ويقول روبرت كيلي، من جامعة بوسان الوطنية إن “الفساد يطغى على المشهد السياسي في كوريا الجنوبية. فكل الرؤساء تورطوا سواء من قريب أو من بعيد في قضايا فساد أو رشى”.

حتى أن الرئيسين السابقين تشون دون-هوان ورو تاي-وو أمضوا عقوبات بالسجن في قضايا مماثلة في تسعينات القرن الماضي.

لكن مون يتمتع بسمعة رجل نزيه وفق كيم نونغ-غو من موقع “بولينيوز” الذي يضيف أنه “ركب موجة التظاهرات المعادية لبارك”.

وولد مون خلال الحرب الكورية بجزيرة جوجي في جنوب البلاد في عائلة فقيرة من اللاجئين الذين فروا من الشمال. ويقول في كتاب سيرته الذاتية إن أمه كانت تبيع البيض في مرفأ بوسان وهي تحمله على ظهرها.

وبدأ دراسة الحقوق عام 1972 لكنه أوقف وأبعد من الكلية بعد أن قاد تظاهرة طلابية ضد نظام بارك تشونغ- هي الدكتاتوري، والد الرئيسة المعزولة.

وربطته علاقة صداقة عام 1982 مع الرئيس رو وفتحا في بوسان مكتب محاماة مختصا بقضايا حقوق الإنسان والحقوق المدنية وأصبحا شخصيتين رئيسيتين في الحركة المؤيدة للديمقراطية التي غيرت وجه البلاد وقادت إلى تنظيم أول انتخابات حرة في كوريا الجنوبية.

وانخرط بعدها رو في السياسة وواصل مون عمله في المحاماة.

وعندما فاز رو بشكل مفاجئ في انتخابات 2002، انضم إليه مون كمستشار ومن ثم كرئيس لمكتبه وشارك في تنظيم القمة الثانية لقادة الشمال والجنوب بين رو وكيم جونغ- إيل عام 2007.

ووعد مون بتقليص سطوة كبرى الشركات العائلية على الاقتصاد التي يطلق عليها اسم “تشايبول” والتي أعادت فضيحة بارك تسليط الضوء على علاقاتها بالسلطة.

ولكن معارضيه يتهمونه بأنه محدود وضيق الأفق ويحيط نفسه بمستشارين أسهمت طموحاتهم في شق صفوف المعارضة.

ويتهم مون خصوصا بأنه يتعامل بليونة مع بيونغ يانغ في فترة يسودها التوتر بسبب طموحات كوريا الشمالية النووية.

ويدعو مون إلى الحوار والمصالحة مع الشمال لتهدئة الوضع وإعادة بيونغ يانغ إلى طاولة المفاوضات.

وأكد في ديسمبر، أنه بعد انتخابه سيزور كوريا الشمالية قبل الولايات المتحدة التي تعد حامية لكوريا الجنوبية.

العرب اللندنية