بيونغ يانغ ترد على دعوات سول للحوار بصاروخ باليستي جديد

بيونغ يانغ ترد على دعوات سول للحوار بصاروخ باليستي جديد


واشنطن – أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا الأحد في تحد للدعوات المنادية بوقف بيونغ يانغ لبرنامجها النووي، وذلك بعد أيام من تنصيب رئيس جديد في كوريا الجنوبية تعهّد بالحوار مع الشمال.

وحلق الصاروخ على مسافة 700 كيلومتر ووصل إلى ارتفاع أكثر من ألفي كيلومتر، وهو ما يتجاوز قدرات صاروخ متوسط المدى اختبرته بيونغ يانغ بنجاح في فبراير بمنطقة كوسونج أيضا.

وتعتبر هذه التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية الثانية في 15 يوما والأولى منذ تولي الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن مهامه. ويعتقد على نطاق واسع أن بيونغ يانغ تطور صاروخا عابرا للقارات يحمل رأسا نوويا ويمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة. وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بألا يحدث ذلك.

وقال خبراء إن اختبار الأحد يُظهر مدى أطول بكثير من الصواريخ التي اختبرتها كوريا الشمالية في الماضي، وهو ما يعني أنها على الأرجح طورت برنامجها الصاروخي منذ اختبار فبراير.

وطالب الرئيس الأميركي الأحد بتشديد العقوبات على بيونغ يانغ، وقال البيت الأبيض في بيان إن “هذا العمل الاستفزازي الأخير يجب أن يدعو كل الأمم إلى فرض عقوبات أقوى على كوريا الشمالية”.

وأضاف أن الصاروخ سقط “في موقع قريب جدا من الأراضي الروسية (..) والرئيس لا يمكن أن يتصور أن روسيا مرتاحة” لذلك. لكن وزارة الدفاع الروسية أوضحت أن الصاروخ الذي سقط على بعد 500 كلم من حدودها لم يشكل “أي خطر على روسيا”.

ومن جهته ندّد الاتحاد الأوروبي بإطلاق الصاروخ، معتبرا أن الأمر “يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين ويفاقم بشكل أكبر التوتر في المنطقة في مرحلة لا بد فيها من نزع فتيل التوتر”.

وأدانت أوانا لونغيسكو، المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي، “الانتهاك الجديد والصارخ لسلسلة قرارات مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين”. وأضافت في بيان “نحن في مرحلة لا بد فيها من نزع فتيل التوتر وليس القيام باستفزاز”.

وقالت الخارجية الصينية إن “الصين تعترض على انتهاك جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لقرارات مجلس الأمن الدولي”. وأضافت أن “على كل الأطراف ضبط النفس والامتناع عن تصعيد التوتر في المنطقة”. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ تطرقا إلى الملف الكوري الشمالي خلال لقائهما في بكين و”أعرب الجانبان عن قلقهما حيال تصاعد التوتر”.

ولم تثن العقوبات المتكررة كوريا الشمالية عن عزمها التزود بصواريخ باليستية من شأنها أن توصل الخطر النووي إلى الأراضي الأميركية. وقبل التجربة الصاروخية الجديدة، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها تدرس “كل السبل المتوافرة لديها” لقطع مصادر التمويل الدولي لبيونغ يانغ.

ومن جانبه، ندد الرئيس الكوري الجنوبي الجديد بما اعتبره “استفزازا غير مسؤول”، وفق المتحدث باسمه يون يونغ-شان.

وبخلاف سلفه، يؤيد مون إجراء حوار مع كوريا الشمالية لتهدئة التوتر في شبه الجزيرة، لكنه حذر الأحد من أن حوارا كهذا سيكون ممكنا “فقط إذا غيّر الشمال موقفه”.

وخلال أدائه اليمين، أبدى الرئيس المنتمي إلى الحزب الديمقراطي استعداده للتوجه “إلى بيونغ يانغ إذا توافرت الظروف”.

وكان الوضع توتر في شبه الجزيرة بسبب تسارع وتيرة البرنامجين الباليستي لكوريا الشمالية التي أجرت منذ بداية 2016 تجربتين نوويتين وأطلقت العشرات من الصواريخ.

وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة جراء حرب كلامية مع إدارة ترامب الذي أبدى استعداده لأن يحل بمفرده الأزمة وبالقوة إذا احتاج الأمر.

العرب اللندنية