قمة ترامب في الرياض ستمهّد لحلف «ناتو» عربيّ

قمة ترامب في الرياض ستمهّد لحلف «ناتو» عربيّ


لندن ـ «القدس العربي»: حسب صحيفة «واشنطن بوست» أمس فإن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية قريباً ستعمل على إنشاء حلف «ناتو» تشارك فيه قوات مسلحة عربيّة، فيما تقوم واشنطن بمهام الدعم والتنظيم. وترى الصحيفة أن الأساس الذي سيقوم عليه الحلف هو صفقة أمريكية عسكرية للرياض قد تصل أرقامها النهائية إلى حدود 350 مليار دولار، ما يجعلها أكبر صفقة عسكرية في التاريخ. وبحسب الصحيفة فإن الدول المرشحة لدخول الحلف ستكون السعودية والإمارات والأردن ومصر.
في هذه الأثناء حامت أمس الشكوك حول عدد الحضور، ومواقف الزعماء المدعوين من الاجتماع، والأجندة التي ترغب كل دولة في طرحها.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إنه سيستغل زيارته المقبلة للسعودية لحث زعماء الدول الإسلامية على «مكافحة الكراهية والتطرف»، و»الأصولية الإسلامية»، في الوقت الذي يسعون فيه إلى مستقبل سلمي لدينهم.
إلى ذلك، كشف مصدر دبلوماسي مصري أنه من المرجح عدم تلبية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدعوة العاهل السعودي لحضور القمة. ويرجع مراقبون ذلك لخيبة أمل مصرية من نتائج زيارة الرئيس المصري الأخيرة إلى الرياض، حيث لم يعد الدعم الاقتصادي السعودي لمصر كما كان، ويبدو أن لمصر بعض الاعتراضات حول ما رشح عن نية تشكيل تحالف عربي إسلامي أمريكي جديد، او تفعيل «التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب»، الذي تمثل فيه السعودية محور القيادة، فيما يذكر مراقبون أن السيسي لا يرغب في لقاء الرئيس السوداني على خلفية التصعيد الأخير بين البلدين بشأن مثلث حلايب.
وذكرت صحيفة «الأهرام» المصرية الناطقة بلسان الحكومة، أن السيسي لن يحضر على الأرجح القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، بسبب الانشغالات الداخلية، وأن وزير الخارجية سامح شكري سيمثل مصر في القمة، وأن السيسي سيحمل الملك عبد الله رسائل يطرحها في القمة العربية أبرزها القضية الفلسطينية، وحل الدولتين.
وعلى الرغم من وجود تصريحات من مسؤولين مصريين بعدم حضور السيسي، إلا انه لا يوجد تأكيد رسمي بعدم حضور الرئيس المصري للقمة.
من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، أمس الأربعاء، إن الرئيس عمر البشير سيحضر اجتماعا في السعودية يوم السبت، وهو اليوم نفسه الذي سيزور فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المملكة، لكن لم يتضح ما إذا كان البشير سيلتقي بالرئيس الأمريكي، فيما تضاربت الأنباء من الجانب الأمريكي حول موافقة الرئيس الأمريكي على حضور البشير، على الرغم من التقارب الأمريكي السوداني في الشهور الأخيرة.
وتستضيف السعودية قادة من مختلف دول العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية للاجتماع في 20 -21 أيار/ مايو 2017، برؤية واحدة، هي «سوية نحقق النجاح»، من خلال عقد ثلاثة مؤتمرات، وهي قمم رئيسية: قمة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، قمة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية. وسيتم خلال زيارة ترامب للمملكة التوقيع على اتفاقيات اقتصادية وأمنية كبيرة.
على الصعيد الأمريكي تعاني إدارة ترامب من صعوبات كبيرة بعد الإعلان عن طلبه من رئيس «إف بي آي» المقال جيمس كومي وقف التحقيق في علاقة أحد مساعديه بروسيا، وإفشائه أسرارا أمنية لموسكو أثناء لقائه بوزير خارجيتها سيرغي لافروف.
واشتكى ترامب، خلال لقائه خريجي أكاديمية خفر السواحل الأمريكية أمس، من كونه يعامل بشكل غير منصف، قائلا: «لم يعامل أي سياسي في التاريخ على نحو أسوأ أو أكثر ظلما مني». وأكد أن الشعب الأمريكي لم ينتخبه لخدمة وسائل الإعلام في واشنطن أو مؤسسات النخبة.
وتسعى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي للحصول على وثائق من المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي حول اجتماع قيل إن الرئيس الأمريكي ضغط عليه خلاله لإنهاء تحقيقه في علاقات حملته بروسيا.
ومع ظهور أصوات برفع الحصانة عنه وإمكان اتهامه بعرقلة العدالة وما نجم عن ذلك من اضطراب سياسي تراجع سعر الدولار، وشهدت الأسهم الأوروبية أسوأ جلسة منذ أيلول/ سبتمبر الماضي.

القدس العربي