البشير يعتذر عن حضور قمة ترامب تفاديا لإحراج السعودية

البشير يعتذر عن حضور قمة ترامب تفاديا لإحراج السعودية


الخرطوم – أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، الجمعة، أنه لن يحضر القمة العربية الإسلامية الأميركية التي ستعقد في الرياض غدا الأحد.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن رئاسة الجمهورية أن الرئيس البشير قدم “اعتذاره لشقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز” لأنه لن يحضر القمة “لأسباب خاصة”.

ويرجح مراقبون أن السبب الأساسي الذي دفع البشير إلى عدم حضور القمة، هو تجنب إحراج الرياض خاصة وأن واشنطن رفضت مشاركته باعتبار أنه لا يزال مطلوبا للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وكان وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور قد أعلن الأربعاء أن البشير سيحضر القمة وأنه تلقى دعوة للمشاركة عبر مبعوث خاص للملك سلمان بن عبدالعزيز. لتسارع السفارة الأميركية في الخرطوم بنشر بيان مفاده “نحن نعارض الدعوات أو تسهيلات السفر لأي شخص مطلوب بموجب مذكرات توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، بمن في ذلك الرئيس البشير”.

وأوضحت الرئاسة السودانية أن البشير كلف مدير مكتبه وزير الدولة لرئاسة الجمهورية الفريق طه الحسين بـ”تمثيله في القمة والمشاركة في كافة فعالياتها”.

في أول جولة خارجية له منذ تسلمه منصبه في البيت الأبيض، يزور ترامب يومي السبت والأحد السعودية حيث يحضر “القمة العربية الإسلامية الأميركية”، ويشارك في اجتماع مع قادة دول الخليج الست، ويعقد لقاء ثنائيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وتعمل الرياض على إعادة مصالحة النظام السوداني مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عموما، خاصة وأنه أبدى انفتاحا على القيام بإصلاحات داخلية وأظهر رغبة جدية في إنهاء النزاعات التي تعصف ببعض الأقاليم السودانية، وأخيرا وليس آخرا فإنه أعرب عن استعداد كبير للمشاركة في مكافحة الإرهاب وحل الصراعات بالمنطقة وترجم ذلك في انخراطه في التحالف العربي ضد الانقلابيين في اليمن.

وقد لعبت السعودية دورا بارزا في اتخاذ الإدارة الأميركية السابقة قرارا بتخفيف جزئي للعقوبات المفروضة على السودان، بانتظار أن ترفع نهائيا في يوليو المقبل.

وتأتي دعوة الرياض إلى الرئيس عمر البشير لحضور القمة المرتقبة في هذا السياق، ولكن الإدارة الأميركية وإن كانت قد أبدت مؤشرات قوية على رغبتها في فتح صفحة جديدة مع السودان، إلا أنها لا تريد الدخول في أزمة جديدة لجهة أن الرئيس السوداني لا يزال مطلوبا دوليا.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة توقيف دولية بحق البشير في 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور الذي يشهد منذ 2003 حربا أهلية أسفرت عن أكثر من 300 ألف قتيل، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

العرب اللندنية