شراكة إستراتيجية سعودية أميركية وقمتان مرتقبتان

شراكة إستراتيجية سعودية أميركية وقمتان مرتقبتان


وقع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي دونالد ترمب إعلان رؤية إستراتيجية سعودية أميركية مشتركة، وذلك خلال زيارة ترمب للرياض في أول جولة خارجية له، بينما يُنتظر أن تعقد الأحد قمة أميركية خليجية، وأخرى أميركية إسلامية.
وقد نص إعلان الرؤية الإستراتيجية المشتركة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية على “رسم مسار مجدد نحو شرق أوسط ينعم بالسلام وبسمات العمل الإقليمي والعالمي في القرن الحادي والعشرين”.
ورحب البلدان بما سمياها الحقبة الجديدة من شراكتهما الإستراتيجية المبنية على تحقيق مصالحهما المشتركة.
وينوي البلدان تشكيل مجموعة إستراتيجية تشاورية مشتركة يستضيفها الملك السعودي والرئيس الأميركي أو من ينوب عنهما، كما تجتمع تلك المجموعة بالتناوب بين البلدين لمراجعة مجالات التعاون مرة واحدة على الأقل خلال العام.
وأكد الإعلان رغبة البلدين في التصدي لتهديدات مصالح أمنهما المشتركة وتعطيل تمويل الإرهاب وتعزيز التعاون الدفاعي بينهما، كما أكد نية السعودية والولايات المتحدة توسيع رقعة عملهما مع بلدان أخرى في المنطقة خلال الأعوام القادمة.
كما شهدت القمة السعودية الأميركية توقيع عدة اتفاقيات تعاون عسكري ودفاعي وتجاري بقيمة إجمالية تبلغ 460 مليار دولار.

الجبير وتيلرسون أكدا على مكافحة الإرهاب والتعاون الدفاعي المشترك (الأوروبية)
مكافحة الإرهاب
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي في الرياض، حذر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من تداعيات دعم إيران للعديد من التنظيمات الإرهابية، وقال إن “طهران خلقت أكبر منظمة إرهابية في العالم وهي حزب الله اللبناني”، وإنها تواصل التدخل في سوريا واليمن والعراق.
وقال الجبير إن هذه الاتفاقيات ستدعم جهود البلدين في مكافحة الإرهاب، وتطور القدرات الدفاعية والتعاون الدفاعي المشترك، مشيرا إلى إن إعلان الرؤية المشتركة سيشمل كذلك دعم التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم ومجالات أخرى مختلفة، بما يجعل زيارة الرئيس ترمب غير مسبوقة بالفعل.
وأوضح أن الاتفاقيات التجارية تشمل مشاريع في البنية التحتية والتكنولوجية، وستوفر مئات آلاف الوظائف في البلدين وتدعم اقتصاديهما. وقال الجبير إن القمة تناولت الوضع في سوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في اليمن، مشيرا إلى أن الملك سلمان ثمّن جهود ترمب لإيجاد مخرج سياسي وسلمي لهذه الأزمات.
وأضاف الجبير أن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال هذه القمة ستمكّن من تحقيق قفزة جديدة في العلاقات الأميركية مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، ومع العالمين العربي والإسلامي بشكل عام.
من جانبه، تحدث وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن تنسيق الجهود مع المملكة العربية السعودية وحلفاء واشنطن لمواجهة تهديدات إيران، ولا سيما دعمها المليشيات المتطرفة في عدة دول بالمنطقة، مشيرا إلى أن البلدين يركزان على إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.
ومن المنتظر أن يشهد اليوم الثاني من زيارة ترمب للرياض -الأحد- عقد قمة أميركية خليجية، وأخرى أميركية إسلامية، ستكونان مناسبتين لإثارة مشاغل وملفات إقليمية ودولية مشتركة. ويأتي هذا في إطار زيارة توصف بالتاريخية يجريها الرئيس الأميركي إلى المملكة العربية السعودية.

المصدر : الجزيرة