مركز مكافحة تمويل الإرهاب.. وضع الدول أمام مسؤولياتها

مركز مكافحة تمويل الإرهاب.. وضع الدول أمام مسؤولياتها

الرياض – وضعت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية دولا عدة أمام مسؤولياتها في مواجهة تمويل جماعات متشددة تقاتل لفرض أجندات أيديولوجية متطرفة، عبر إنشاء مركز مشترك لتجفيف مصادر التمويل، يضم الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الست.

وسيعمل هذا المركز على إنهاء سنوات طويلة من تدفق الأموال عبر مؤسسات حكومية وخاصة وأفراد في المنطقة، كما سيضيق الخناق على تدفق الأموال الإيرانية إلى ميليشيات حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، وميليشيات شيعية تتطلع للعب دور حاسم نحو التحكم بمفاتيح نظام المحاصصة الطائفية في العراق.

وقعت دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة في الرياض الأحد مذكرة تفاهم لإنشاء مركز لمكافحة “تمويل الإرهاب”، إذ مثل ولي عهد السعودية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز دول الخليج، بينما مثل الولايات المتحدة وزير خارجيتها ريكس تيلرسون.

وسرعان ما رد حزب الله على مذكرة التفاهم، التي من المرجح أن تشكل خطرا مستقبليا عليه. ووصف القيادي في الحزب هاشم صفي الدين، الذي أدرج من قبل واشنطن والرياض على أول “قائمة مشتركة للإرهاب” بين البلدين، الإدارة الأميركية بـ”المجنونة”، مؤكدا أنها لن تتمكن من هزيمة حزبه.

وسيطرح المركز الجديد نقاشا موسعا عن نوع التمويل، كما سيصنفه إلى درجات من حيث النوع والكم والقنوات التي يصل من خلالها إلى مناطق الصراع، بالإضافة إلى الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.

ويتشعب التمويل ما بين أموال مباشرة تصل إلى أيدي قادة التنظيمات المتشددة في سوريا وليبيا واليمن ولبنان، أو في صورة أسلحة ومواد طبية ومعدات لوجيستية، ويصل الأمر إلى الفدى المالية التي لا تجد دول عربية حرجا في تسديدها لخاطفين ينتمون إلى تنظيمات أو ميليشيات متطرفة.

ويحظى تنظيم هيئة فتح الشام، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا الذي كان يعرف سابقا بـ”جبهة النصرة” بمساعدات مالية ودعم إعلامي غير مسبوق من شبكات إخبارية وصحف.

وسيكون من مهام المركز الجديد تقديم توصيات لمعاقبة الدول الداعمة للمتطرفين، كما سيسعى إلى تحميل هذه الدول مسؤولية مواطنيها المتهمين بإشعال مناطق الصراع من خلال تدفق الأموال عليها.

وفي أول رد فعل أميركي على فوزه بولاية ثانية، دعا تيلرسون روحاني إلى “تفكيك شبكة إيران الإرهابية ووقف تمويلها”، ووقف اختبارات الصواريخ البالستية.

واتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من جهته إيران ببناء “أكبر منظمة إرهابية في العالم” هي حزب الله اللبناني، وبدعم المتمردين الحوثيين في اليمن، واصفا هؤلاء بأنهم “ميليشيا متطرفة تملك صواريخ بالستية وقوة جوية”.

العرب اللندنية