ماي في مرمى المعارضة قبل الانتخابات البريطانية

ماي في مرمى المعارضة قبل الانتخابات البريطانية


وضعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي نفسها في موقف صعب بغيابها أمس الأربعاء عن مناظرة انتخابية للأحزاب الرئيسية السبعة المشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي دعت إليها والمقررة يوم 8 يونيو/حزيران الجاري.
واستغلت الأحزاب المعارضة غياب ماي عن المناظرة في تكثيف هجومها عليها وعلى حزب المحافظين الذي تتزعمه، في وقت أظهرت استطلاعات الرأي احتمال خسارة المحافظين للانتخابات وظهور “برلمان معلق” لا يحظى فيه أي حزب بالأغلبية.
ورفضت ماي المشاركة في المناظرات المتلفزة بدعوى أنها تؤمن بالحديث المباشر مع الجمهور في الشارع، وأنابت وزيرة الداخلية آمبر راد عنها في المناظرة التي أقامتها هيئة الإذاعة البريطانية في مدينة كامبريدج أمس.
وسخر زعماء المعارضة البريطانية من ماي لرفضها الانضمام إلى المناظرة، واعتبر زعيم المعارضة العمالية جيرمي كوربن غيابها “إشارة ضعف”، بينما اعتبرته زعيمة الخضر كارولاين لوكاس “جبنا كبيرا”.

وسأل زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي تيم فارون “أين تيريزا ماي في اعتقادكم هذه الليلة؟”، وأجاب قائلا “ألق نظرة من نافذتك، قد تكون في الخارج تقيّم منزلك لدفع ثمن الرعاية الاجتماعية الخاصة بك”، مشيرا إلى إعلان ماي السماح للمسنين بدفع ثمن الرعاية الصحية الخاصة بهم بعد وفاتهم من عائدات ممتلكاتهم.
وقال فارون “لقد دعت إلى انتخابات مبكرة لمصلحتها الخاصة ومصلحة الحزب المحافظ، وهي تخشى خوض نقاش معنا إلى حد كبير”، ثم خاطب ماي متسائلا “كيف تجرؤين على الدعوة للانتخابات ثم تهربين من المناظرة؟”.

وتحدثت زعيمة حزب “بليد سيمرو” الوطني الويلزي لين وود بسخرية عن ماي قائلة “أعتقد أنه ينبغي على القادة أن يدعموا أقوالهم بالعمل ويكونوا على استعداد للدفاع عن سياساتهم”.

وكان زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربن قد أعلن في وقت سابق أنه سيحضر المناظرة، وتحدى ماي لمواجهته فيها لمنح الناخبين فرصة لتحديد الحزب الأصلح لقيادة البلاد.

المناظرة الانتخابية حظيت باهتمام كبير في بريطانيا (غيتي )
تراجع
وقالت ماي للصحفيين خلال حملتها الانتخابية في مدينة باث غرب لندن “أعتقد أن المناظرات التي يشتبك فيها السياسيون ويتجادلون فيما بينهم لا تفعل شيئا في عملية مساندة المرشحين”.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن حزب العمال ضيّق الفجوة التي تفصله عن المحافظين بقيادة ماي. وتشير التوقعات إلى أن المحافظين قد يفقدون مقاعد في الانتخابات الأسبوع القادم ويتركون البلاد ببرلمان معلق.

ودعت ماي في أبريل/نيسان الماضي إلى انتخابات مبكرة. وآنذاك كان المحافظون يتقدمون بنحو 20 نقطة على العماليين في استطلاعات الرأي، وكانوا بالتالي في موقع قوة لتعزيز غالبيتهم في مجلس النواب والتي تبلغ حاليا 17 مقعدا.

وكانت الفكرة تحقيق فوز مزدوج: من جهة إعطاء ماي تفويضا صريحا لخوض مفاوضات بريكست، ومن جهة ثانية القضاء على اليسار المتطرف في حزب العمال بزعامة كوربن.
غير أن الحملة شهدت عدة عثرات في المعسكر المحافظ بدأت بعرض برنامج الحزب، الذي أثار جدلا حول مشروع إصلاح المساعدات الاجتماعية للمسنين.

وتعرضت ماي مؤخرا للانتقاد حول الاقتطاعات التي أجرتها الحكومة المحافظة على صعيد الشرطة والخدمات العامة منذ العام 2010، حتى أن حزب يوكيب المعادي للاتحاد الأوروبي اتهمها بالمسؤولية جزئيا عن اعتداء مانشستر الذي أوقع 22 قتيلا يوم 22 مايو/أيار الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات