تنديد دولي وكابل تتهم إسلام آباد بالتفجير الدامي

تنديد دولي وكابل تتهم إسلام آباد بالتفجير الدامي


اتهمت المخابرات الأفغانية نظيرتها الباكستانية وشبكة حقاني بتدبير الهجوم الدامي في كابل أمس الأربعاء الذي أوقع تسعين قتيلا على الأقل ومئات الجرحى. وبينما نفت حركة طالبان مسؤولية مسلحيها عن التفجير، توالت ردود الفعل المنددة به.
وقالت المخابرات الأفغانية في بيان لها أمس إنها ستواصل تحقيقاتها وتنتقم لدماء شعبها، على حد وصفها.
من جانبه اعتبر الرئيس الأفغاني أشرف غني الهجوم جريمة حرب، ووصفه بأنه “جبان نفذ في شهر رمضان واستهدف مدنيين أبرياء”، بينما كتب رئيس الوزراء الأفغاني عبد الله عبد الله على تويتر “إننا مع السلام، لكن الذين يقتلوننا خلال شهر رمضان المبارك لا يستحقون أن ندعوهم إلى صنع السلام.. ينبغي تدميرهم”.
وقد أدان مجلس الأمن الدولي بأقوى العبارات الهجوم “الإرهابي البشع والجبان” في العاصمة الأفغانية، وأكد في بيان أن “الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية لا يمكن تبريرها، بغض النظر عن دوافعها، وفي أي زمان أو مكان وقعت، وأيا كان مرتكبوها”.
كما ندد الأمين العام للأمم المتحدة بهجوم كابل، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن الأمين العام يؤكد أن الهجمات العشوائية ضد المدنيين تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ولا يمكن تبريرها أبدا.
كما نددت واشنطن بالهجوم “الشنيع”، وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن “وقوع هذا الهجوم في شهر رمضان المبارك يظهر الطبيعة الهمجية له”.
واستنكرت منظمة العفو الدولية “عمل العنف الفظيع المتعمد”، وأكدت أنه يثبت أن “النزاع في أفغانستان لا يضعف بل يتسع بصورة خطيرة وبطريقة يفترض أن تثير فزع الأسرة الدولية”، بينما وصف البابا فرانشيسكو الهجوم بأنه “دنيء”.
وأفادت عدة سفارات أجنبية بوقوع أضرار مادية، بينها سفارات فرنسا وألمانيا واليابان وتركيا والإمارات العربية المتحدة ومصر والهند وبلغاريا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وأكدت حركة طالبان أنها “غير ضالعة في اعتداء كابل وتدينه بحزم”، بينما لم يصدر أي موقف من تنظيم الدولة الإسلامية الذي نفذ عدة اعتداءات دامية في الأشهر الماضية في كابل.
Play Video
أعنف الانفجارات
وشهدت كابل أمس الأربعاء واحدا من أعنف الانفجارات، وقد نفذ بشاحنة مفخخة واستهدف الحي الدبلوماسي الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة ويضم العديد من السفارات المتحصنة خلف أسوار عالية.
وقال مصدر غربي إن الانفجار نجم عن صهريج مياه كان محملا بأكثر من 1.5 طن من المتفجرات، وتسبب في حفرة بعمق سبعة أمتار وألحق أضرارا جسيمة بالمباني المحيطة بموقع الانفجار.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح إن عدد الضحايا بلغ “90 شهيدا ونحو 400 جريح بينهم العديد من النساء والأطفال”، محذرا من أن الأعداد مرشحة للارتفاع مع استمرار انتشال الجثث.

وبين القتلى حارس أفغاني في السفارة الألمانية وسائق أفغاني من شبكة “بي.بي.سي” وصحفي في شبكة تولو الأفغانية، كما جرح موظفون من سفارتي الولايات المتحدة وألمانيا وحارس بسفارة مصر وأربعة صحفيين من البي.بي.سي.
وأوضح مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن 11 أميركيا يعملون في كابل، هم بين الجرحى.

ووقع التفجير في فترة من الغموض الشديد بالنسبة لأفغانستان، في حين يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترمب إرسال تعزيزات تضم آلاف العسكريين للخروج من الطريق المسدود في هذا البلد.

وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قد حذر مؤخرا من “سنة صعبة جديدة” للقوات الأجنبية والأفغانية في أفغانستان.

وينتشر حاليا 8400 عسكري أميركي في أفغانستان إلى جانب خمسة آلاف جندي من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهم يقدمون المشورة والتدريب للقوات الأفغانية، بعدما وصل حجم الانتشار الأميركي في هذا البلد إلى أكثر من مئة ألف عسكري قبل ست سنوات بعد غزو قادته الولايات المتحدة أواخر العام 2001 وأطاح بحكومة طالبان في كابل.

المصدر : الجزيرة + وكالات