استعادة المدينة القديمة تنهي معارك داعش الكبرى في الموصل

استعادة المدينة القديمة تنهي معارك داعش الكبرى في الموصل

ا

لموصل (العراق) – تسعى القوات الحكومية العراقية إلى شطب “بلاد الرافدين” من مشروع “دولة الخلافة” الذي أعلنه زعيم داعش المعروف بـ”أبوبكر البغدادي”، وذلك من خلال استكمال استعادة مركز مدينة الموصل، المعقل الأبرز للتنظيم في العراق، ومقر قيادته.

وشرعت القوات العراقية منذ فجر الأحد في عملية للإطباق على ما تبقى من مواقع داعش في المدينة القديمة من الموصل، لكن التنظيم رد بشراسة، وفجر نحو 20 سيارة مفخخة لعرقلة التقدم العراقي.

ويعتقد المراقبون أن معركة “الموصل القديمة”، هي آخر المعارك الكبيرة التي يخوضها تنظيم داعش في العراق، بعدما خسر الحواضر الكبرى التي كان يسيطر عليها، مثل الرمادي وهيت والفلوجة وتكريت.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو مئة ألف مدني مازالوا محاصرين هناك في ظروف مروعة مع نقص الغذاء والماء والدواء وتضاؤل فرص الوصول إلى المستشفيات.

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية “سيكون هذا وقتا مروعا لنحو مئة ألف شخص مازالوا عالقين في مدينة الموصل القديمة… يواجهون الآن خطر أن يحاصرهم القتال الضاري المتوقع أن يجري في الشوارع”.

وفي حال خسر داعش مركز الموصل، لن تكون تحت سيطرته سوى مناطق ريفية أو نائية متفرقة في كركوك ونينوى والأنبار. وحتى مع أهمية هذه المناطق، لا سيما الحويجة في كركوك والقائم في الأنبار، فإنها ليست مناطق ذات كثافة سكانية.

وتقول القيادة العسكرية المسؤولة عن معركة الموصل، إنها تحاول إقناع من تبقى من عناصر تنظيم داعش في الموصل القديمة بإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم.

ويقول الفريق الركن عبدالغني الأسدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب، إنه تم تقسيم المدينة القديمة في أيمن الموصل إلى أربعة محاور لاستعادتها من سيطرة تنظيم داعش.

وحتى مساء الأحد، نجحت القوات العراقية في كسر الطوق الدفاعي الذي يستخدمه داعش لعرقلة التقدم، في منطقة واحدة على الأقل، إذ تمكنت من التوغل داخل منطقة حي الفاروق في المدينة القديمة، بعد مناورة نفذتها فرقة العمليات الخاصة الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب.

20 سيارة مفخخة فجرها داعش في المحاور التي اختارتها القوات العراقية
وبحسب بيان لوزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، فإن القوات الأمنية باشرت باقتحام المدينة القديمة من عدة محاور، وهي من الكورنيش إلى منطقة قضيب ألبان عرضا، ومن الجسر الخامس إلى جنوب المنطقة القديمة طولا.

وكانت الشرطة الاتحادية توغلت، السبت، في عمق الجانب الأيمن للموصل، حيث سيطرت على شارع في حي الشفاء وطوقت مستشفى الجمهوري.

وتضم المدينة القديمة المنارة الحدباء وجامع النوري الكبير الذي أعلن منه زعيم تنظيم داعش، أبوبكر البغدادي، خلافته المزعومة.

ويقول ضباط سابقون في الجيش العراقي، إن تنظيم داعش يسعى لكسب الوقت فحسب عبر تفجير السيارات المفخخة بهذه الكثافة، إذ بات مدركا لحقيقة هزيمته في مركز الموصل.

ودفع التنظيم الأحد بقرابة 20 سيارة مفخخة نحو المحاور التي اختارتها القوات العراقية لتنفيذ الاقتحام.

وقال مصدر في جهاز مكافحة الإرهاب لـ”العرب”، إن “مجال المناورة المحدود لعناصر داعش خفض فاعلية سياراتهم المفخخة، وبتنا نكتشف العجلة منذ تحركها من موقعها، ومعالجتها قبل أن تبلغ هدفها”، مشيرا إلى أن “عناصر داعش يتحركون في مساحات صغيرة جدا حاليا، لا تتجاوز 3 كيلومترات، وهذا ما يساعد على رصد تحركاتهم وإفشال خططهم”.

ويقول الخبير العسكري العراقي، علي الربيعي، إن “معركة الموصل القديمة صعبة وشاقة على القوات العراقية”، مشيرا إلى أن التنظيم سيحاول استخدام سكان المنطقة رهائن.

وأضاف “إن داعش يركز على السيارات المفخخة للدفاع عن الموصل القديمة، وهو تكتيك، حتى إذا انخفضت فاعليته، سيبقى مؤثرا إذا كان الهدف منه عرقلة تقدم القوات المحررة وكسب الوقت”.

وتابع أن “التقديرات تشير إلى أن تنظيم داعش أعد نحو 80 عجلة مفخخة للدفاع عن الموصل القديمة”، مشيرا إلى أن القوات العراقية ترد على هذا التكتيك، بتكتيك آخر، هو تقطيع الأوصال، لذلك تلتف على العديد من المناطق التي يسطير عليها داعش، وتتجاوز مناطق أخرى، لتجنب التعرض لخسائر كبيرة.

ومع اشتداد المعركة يكون المدنيون هم الحلقة الأضعف في الصراع، إذ تحذر الأمم المتحدة من بقاء نحو مئة ألف مدني محاصر في الموصل، وسط ظروف مروعة، مع نقص الغذاء والماء والدواء وتضاؤل فرص الوصول إلى المستشفيات.

وتؤكد النائبة في البرلمان عن لجنة الصحة والبيئة النيابية إقبال الغرابي، ازدياد معدلات انتشار الأمراض الوبائية في المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش.

وقالت الغرابي، إنه “بحسب التقارير التي ترد علينا بين الحين والآخر فإن هناك تزايدا في نسب انتشار الأمراض الوبائية في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الدواعش”، مشيرة إلى أن “داعش فرض حصارا على الأهالي فضلا عن وجود نقص في الأدوية والماء والغذاء ما تسبب في انتشار تلك الأمراض”.

العرب اللندنية