موسكو تهدد باستهداف أي «أجسام طائرة» فوق مناطق نفوذها وواشنطن ترد: نحتفظ بحق الدفاع عن النفس

موسكو تهدد باستهداف أي «أجسام طائرة» فوق مناطق نفوذها وواشنطن ترد: نحتفظ بحق الدفاع عن النفس


عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: قال البيت الأبيض أمس الاثنين إن قوات التحالف التي تحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا تحتفظ بحق الدفاع عن النفس وأضاف أن الولايات المتحدة ستعمل لإبقاء خطوط الاتصالات مفتوحة مع روسيا في ظل توترات جديدة.
وحذرت روسيا الولايات المتحدة أمس الاثنين من إنها ستتعامل مع أي طائرات تحلق غربي نهر الفرات على أنها أهداف بعد أن أسقط الجيش الأمريكي طائرة قرب الرقة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر للصحافيين في إفادة صحافية «من المهم أن نبقي خطوط الاتصالات مفتوحة لمنع الاشتباك في مجالات محتملة».
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، أمس الإثنين، تعليق قناة الاتصال التي أقامتها مع البنتاغون لمنع حوادث اصطدام جوية، بعد قيام طائرة أمريكية بإسقاط مقاتلة سورية الأحد.
وكانت موسكو اتهمت واشنطن بعدم «إبلاغ» الجيش الروسي بأنها ستسقط هذه المقاتلة، وطالبت بأن تقوم القيادة الأمريكية «بتحقيق معمق» في سلوك عسكرييها خلال هذا الحادث.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن بيان لوزارة الدفاع قولها، أمس الإثنين، إنها ستعتبر أي أجسام طائرة في مناطق عمل قواتها الجوية في سوريا أهدافا.
وأعلن الجيش الروسي الإثنين أنه «سيراقب مسار» كل طائرات التحالف الدولي التي تحلق غرب الفرات، وستعتبرها المضادات الجوية والطيران الروسي في سوريا «أهدافا».
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «ستتم مراقبة مسار الطائرات والطائرات المسيّرة التابعة للتحالف الدولي التي ترصد غرب الفرات، وستعتبرها المضادات والقوة الجوية أهدافا».
وتملك روسيا أنظمة دفاعات جوية من نوع «إس -300» و«إس – 400» منتشرة خصوصا في قاعدتها حميميم في سوريا، وكذلك عشرات المقاتلات والقاذفات المشاركة في التدخل الذي أطلق في نهاية أيلول/سبتمبر 2016 لدعم جيش الرئيس السوري بشار الاسد.
وعمليا فإن المضادات الجوية على الأرض ستستهدف لكن من دون إطلاق النار بالضرورة، الطائرات التي تحلق غرب خط الرقة – دير الزور. وستكون المقاتلات الروسية قادرة على التحرك لاعتراض طائرات وطائرات مسيّرة تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وبالتزامن مع هذا التصعيد، أعلنت طهران الأحد، أنها أطلقت صواريخ باليستية من أراضيها ضد «قواعد الإرهابيين» في دير الزور.
وهي المرة الأولى التي تطلق فيها إيران صواريخ خارج حدوها منذ ثلاثين عاما، أي منذ الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988).
وقال الحرس الثوري الإيراني الإثنين إن الصواريخ دمرت «بنجاح» مواقع لتنظيم «الدولة» في دير الزور.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن هذا يأتي «ردا» على الاعتداءات التي تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» واستهدفت في السابع من حزيران/يونيو مجلس الشورى الإيراني وضريح الأمام الخميني في طهران موقعة 17 قتيلا.
وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين إيران من مغبة توجيه تهديدات إلى اسرائيل، بعد أن أطلقت طهران صواريخ بالستية من الأراضي الايرانية استهدفت محافظة دير الزور السورية.
وقال نتنياهو الاثنين «نحن نتابع تصرفاتهم وتصريحاتهم… عندي رسالة واحدة لإيران: لا تهددوا إسرائيل».
وصرح نتنياهو أمام عدد من كبار أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه «جيشنا وقواتنا الأمنية تراقب باستمرار نشاطات إيران في المنطقة».
ونقل بيان اصدره الحزب عن نتنياهو قوله ان «هذا النشاط يشمل كذلك محاولاتهم (الإيرانيين) لترسيخ وجودهم في سوريا وبالطبع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، وغير ذلك من العمليات».
وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن أعلن، مساء الأحد، أن مقاتلين موالين للنظام السوري هاجموا مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة جنوب غرب الرقة، ما أدى إلى إصابة عناصر من تلك القوات وخروجها من البلدة.
وسارعت طائرات التحالف إلى وقف تقدم قوات النظام في هذه المنطقة من محافظة الرقة. لكن بعد ساعتين عند حدود الساعة السابعة مساء (18:00 ت .غ) «ألقت مقاتلة للنظام السوري من طراز اس يو -22 قنابل بالقرب من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية جنوب الطبقة».
وتدخلت بعد ذلك طائرات التحالف ضد المقاتلة السورية، وفق التحالف الذي أوضح في بيانه «وفقا لقواعد الاشتباك والحق في الدفاع (…) تم إسقاطها على الفور من جانب مقاتلة أمريكية طراز أف/آي-18 إي سوبر هورنيت».
وجاء البيان بعد إعلان الجيش السوري أيضا أن طيران التحالف الدولي استهدف «إحدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة في ريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي (…) ما أدى إلى سقوط الطائرة وفقدان الطيار».

القدس العربي