جبّار اللعيبي بين أدارة الثروة النفطية والاداء الدبلوماسي المُميز

جبّار اللعيبي بين أدارة الثروة النفطية والاداء الدبلوماسي المُميز

مؤيد الجابري
وأنا أُراقب وأرصد بتتبع لأداء الخبير النفطي السيد جبّار اللعيبي ومنذ أستيزاره لوزارة النفط للمدة الماضية والتي لا تتجاوز سنة وبعيدا عن المقارنة بينه وبين أسلافه من الوزراء السابقين كما وبعيداً عن المنهج الاداري والفني والرؤية في أدارة ملف النفط ، فهُنا سأتحدث وأنا لستُ واقفاً تحت سقف وزارة النفط بل سأخرج عن المحيط الداخلي لالحظ ما قام به الوزير من فتح بوابة العراق النفطية امام المحيط الخارجي وذلك من خلال توجهه على تشابك المصالح وزج سلاح النفط ليجعل منه الوسيلة في خلق التوازنات السياسية والاقتصادية ،
أن الفترة الماضية قد شهدت زيارات متكررة لرئيس منظمة الدول المصدرة للبترول ( أوبك ) وذلك للاعتقاد واليقين الراسخ بأن العراق قد عاد الى سابق عهده كعضو مؤسس وفاعل في رسم سياسة المنظمة وإعادة الذهن الى ذكرى التأسيس والولادة ( حيث تأسست في بغداد بمبادرة من العراق والسعودية والكويت وأيران وفنزويلا عام ١٩٦٠) .
كما هناك زيارات أخرى لوزير الطاقة الاردني لبحث الملفات المشتركة وأهمها مشروع خط الانبوب الاستراتيجي الذي سيغير مسار التصدير من الرميلة الى ميناء العقبة ، كما رافق ذلك زيارات أخرى متكررة لوزراء الطاقة والبترول المصري والجزائري والايراني واختتامها بزيارة وزير البترول والطاقة السعودي وهي خطوة مهمة وحراك كبير لبحث وحل بعض الملفات المشتركة بين البلدين وتشكيل لجان تنسيقية عُليا على غرار ما معمول به مع دول جوار العراق النفطي كأيران والكويت ، ممكن أن يتم تفعيل خط الانبوب الاستراتيجي العراقي المار عبر الاراضي السعودية والذي تم انشاءُه آبان الحرب العراقية – الايرانية وهو يربط العراق بميناء ينبُع والذي يعتبر وجهة النفط الخام العراقي عبر البحر الأحمر .
الدبلوماسية العالية التي يمارسها اللعيبي تصب وتلتقي مع سياسة الحكومة العراقية للانفتاح مع دول جوار العراق كما تعكس توجه الدولة في الذهاب لخيارات الأستثمار وبدل من أستنزاف ثروة العراق النفطية كما حصل في العهود السابقة للأدارات الماضية .
أعلانه مجموعة من المصافي بطاقات أنتاجية متفاوتة وحسب طبيعة المحافظات وبهذا أصبح العراق طموحاً لبعض البلدان المهتمة وأكبر الشركات المتخصصة وذلك من أجل عدم الذهاب لأستيراد المحروقات بل جعل العراق مصدر لانتاجها ومصّدر لها والوصول الى حالة من الاكتفاء وهذا ما سيعكس مكانة العراق الاقتصادية أمام المنظمات العالمية والدولية كصندوق النقد الدولي وغيرها .
يرافق ذلك أرادة ملحّة من الوزير لأستثمار الغاز المحترق وحسم الحقول النفطية المشتركة ، وعكوفه المستمر على أنشاء مشروع الجنوب المتكامل بطريقة الاستثمار وبصيغة وحلّة جديدة ناظرة الى مصلحة العراق على المدى البعيد والذي يضم تطوير حقلي بن عمر والطوبة وبناء خزانات ومستودعات عملاقة تسد حاجة البلد الخزنية والذهاب بأتجاه مشروع ماء البحر الكبير الذي كان في أدراج الوزارة منذُ سنوات والذي سيسهم بشكل فاعل في زيادة الانتاج بأقل الكلف .
لو لم يكُن الا أختيار السيد اللعيبي على رأس وزارة النفط لكان للحراك الشعبي والجماهيري ودعوات الاصلاح والتغيير أن تقطف ثمارها اليوم ،
فأقول وبكل صدق شكراً لسماحة السيد الحكيم على ترشيحه وشكراً للسيد العبادي على قبوله وتسميته وزيرا للنفط .