اللقاء الأول بين ترامب وبوتين لا يمهد لزواج كاثوليكي

اللقاء الأول بين ترامب وبوتين لا يمهد لزواج كاثوليكي

موسكو – اعتبرت مراجع دبلوماسية دولية أن لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات ضروريا لوضع حد لحالة اللبس التي تشوب العلاقات الروسية الأميركية.

وأعلن الكرملين، الثلاثاء، أن بوتين سيلتقي نظيره الأميركي، الجمعة، على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية.

واللقاء بين بوتين وترامب سيكون الأول من نوعه بين الزعيمين منذ تولي الأخير منصبه في الـ20 من يناير الماضي.

وترى هذه الأوساط الدبلوماسية أن تبادل موسكو وواشنطن رسائل مشفرة في شؤون العلاقات الدولية أحدث حالة اضطراب في مواقف كافة دول العالم، وأن التوتر الروسي الأوروبي المتعلق بمسألة أوكرانيا والنزاع حول شبه جزيرة القرم لا يمكن أن يزول دون حد أدنى من الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا أو من خلال تظهير المواقف حتى لو كانت متناقضة حتى يجري ترتيب المشهد الدولي حولها.

ويلفت خبراء أميركيون في شؤون الشرق الأوسط إلى أن حالة التنسيق العسكري الجارية بين البلدين في شأن مكافحة تنظيم داعش وتنظيم تحرك قواتهما في سوريا، لم تعد كافية للدخول في تسويات كبرى لإطفاء براكين المنطقة كافة في سوريا واليمن والعراق وليبيا، وأنه بات مطلوبا تحديد خارطة طريق مشتركة تكون واضحة لكافة الأطراف المعنية بهذه الصراعات، وأن عدم وجود أرضية سياسية بين ترامب وبوتين يقف وراء الكثير من الفوضى والعبث في معالجة أزمات المنطقة.

غير أن مصادر روسية مطلعة تقول إن روسيا لا تعوّل كثيرا على لقاء الزعيمين في إزالة الكثير من سوء الفهم بين البلدين، وأن موسكو تدرك الحرج الكبير الذي يشعر به الرئيس الأميركي جراء التحقيقات المتعلقة بمزاعم ضلوع روسيا في التأثير في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح المرشح دونالد ترامب، كما تدرك أن الوعود الانتخابية لترامب بفتح صفحة جديدة من التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، قوبلت بمقاومة شرسة من قِبل “الدولة العميقة” الأميركية، وخصوصا مؤسساتها العسكرية والأمنية.

وتعتبر هذه المصادر أن الرئيس بوتين سيحاول القيام بخطوات باتجاه نظيره الأميركي لتمهيد الطريق نحو تعايش قد يرقى إلى مستوى التعاون في ميادين عديدة، إضافة إلى ميادين الاقتصاد والأمن في العالم.

ويقول باحثون في شؤون الشرق الأوسط إن عودة الولايات المتحدة الأميركية للعب دور أساسي ميداني في مكافحة الإرهاب في العراق، جعلت من واشنطن منافسا لما اعتقدت روسيا أنه احتكار لها لا سيما في سوريا.

ورأى هؤلاء أنه فيما أن لموسكو استراتيجية سياسية واضحة في الشأن السوري عمادها دعم النظام السوري بالتحالف مع إيران، فإن الولايات المتحدة، ورغم تواجد قواتها العسكرية داخل الأراضي السورية، لا سيما في الشمال بالتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية على تخوم الرقة وفي الجنوب مع قوات المعارضة السورية على الحدود الجنوبية السورية العراقية والأردنية، لم تفرج بشكل واضح عن خيارات بشأن التسوية السورية، متذرّعة دوما بأن أولويتها تتركز على القضاء على تنظيم داعش.

ونُقل عن مصادر معارضة سورية أن لقاء بوتين-ترامب بات مهما للسوريين أيا كانت نتيجة هذا اللقاء، ذلك أن حالة المراوحة العسكرية والجمود السياسي باتا أمرا غير مقبول، وأن فرقاء النزاع يحتاجون إلى خارطة من الاصطفافات يتموضعون حولها في المرحلة المقبلة.

العرب اللندنية