صفاقس تدشن مرحلة المشاريع الجديدة في صناعة السيارات

صفاقس تدشن مرحلة المشاريع الجديدة في صناعة السيارات

قال اقتصاديون إن تواتر دخول الاستثمارات لتونس في الفترة الأخيرة يعكس ثقة المستثمرين الأجانب والصينيين تحديدا في مناخ الأعمال التونسي الذي بدأ يأخذ طريقه نحو التعافي بعد سنوات من الركود، كما يأتي ضمن استراتيجية بكين المتعلقة بمشروع طريق الحرير.

وأبرمت مجموعة كاكتو غروب التونسية شراكة مع مجموعة تشاينا تريونف إنترناشيونال أنجنيريغ، أكبر شركة صينية مختصة في الصناعة لإنشاء مصنعين، أحدهما لصناعة زجاج السيارات والثاني للمحركات، بمدينتي الصخيرة والغريبة التابعتين لولاية صفاقس جنوب البلاد.

وتراهن تونس على أن تصبح قطبا صناعيا في مجال صناعة مكونات السيارات في شمال أفريقيا نظرا لفرص الاستثمار الواعدة مدفوعة بالدعم الكبير من شركائها بعد أن تسارعت وتيرة هذه الصناعة وشهدت تزايدا في الطلبات عليها حول العالم.

وقال فيصل عبدالله العكلة، الرئيس التنفيذي لكاتكو غروب، إن “المشروع خطوة أولى ضمن استراتيجية ترمي من خلالها المجموعة إلى إنشاء مصنع لصناعة السيارات في منطقة الغريبة من ولاية صفاقس في مرحلة لاحقة”.

وأوضح العكلة، وهو رجل أعمال سوري، أن صناعة الزجاج كجزء أساسي من صناعة السيارات، وسيتم إنجاز المصنع بنسبة 80 بالمئة بيد عاملة تونسية، في انتظار إقامة مصنع لصناعة المحركات ضمن صناعة الجيل الأول من سيارات كاتكو المزمع تصنيعها في تونس.

وان هي: نسعى لتطوير استثماراتنا في تونس بفضل توفر البنية التحتية التي نحتاجها
ومن المتوقع أن يبدأ المصنع الإنتاج بحلول عام 2019 حيث ستنطلق المجموعة التونسية في إتمام الإجراءات الإدارية والقانونية، بينما تهتم المجموعة الصينية بالجوانب التقنية للمشروع الذي استكملت دراساته الفنية.

وقال العكلة إن “مناخ الأعمال في تونس ملائم للاستثمار بعد أن وجدنا تعاونا لا متناهيا من وزارة الطاقة والمناجم ومختلف الفاعلين الاقتصاديين بالبلاد”.

وتقدر تكلفة المشروع الذي سيقام على مساحة 100 هكتار، بنحو 45 مليون دولار، وسيوفر حوالي 530 فرصة عمل.

وتبلغ طاقة إنتاج المصنع نحو 500 طن يوميا قابلة للتطوير، بحسب وان هي، نائب المدير التنفيذي للمجموعة الصينية.

وقال وان هي، إن المجموعة الصينية “متفائلة بالاستثمار في صفاقس بالنظر لما توفره من ميزات تفاضلية من الناحية الجغرافية والبيئية وما يتوفر بها من مقومات ضرورية مثل الميناء والمواصلات ومصادر للطاقة من غاز طبيعي وكهرباء وغير ذلك”.

وتدرس المجموعتان إقامة مشاريع مشتركة أخرى في كل من ولايات صفاقس والقيروان وقفصة. ومن بين تلك المشاريع التي تستقطب اهتمامهما مشروع المدينة الرياضية بصفاقس ومشروع تبرورة الذي قدّمتا بشأنه تصورا شاملا لإقامته.

وهناك اهتمام من كاكتو غروب بمعية شركائها للاستثمار أيضا في مجالي الطاقة البديلة والسياحة وغيرهما من المجالات الاستثمارية الواعدة.

وتلقت تحركات تونس لإصلاح اقتصادها المنهك زخما كبيرا مطلع الشهر الجاري بانطلاق رحلة الشراكة مع الصين بتوقيع 3 اتفاقيات استثمارية بنحو نصف مليار دولار.

ويرجح محللون أن تمهد تلك الاتفاقيات الطريق أمام دخول المزيد من المستثمرين الصينيين إلى تونس بفضل مناخ الأعمال الذي يسير نحو التعافي.

530 فرصة عمل سيوفرها المشروع الأول الذي سيقام على مساحة تقدر بنحو 100 هكتار
وتحاول تونس تعزيز صادراتها من قطاع صناعة السيارات لردم الفجوة الهائلة في الميزان التجاري التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.

وأشعل عملاق صناعة السيارات الألمانية فولكسفاغن المنافسة بين دول شمال أفريقيا حينما كشفت المجموعة قبل أشهر عن نواياها في بناء مصنع لتركيب سياراتها في تونس، ليكون ثالث مصنع لها في المنطقة بعد مصنعها في المغرب والمصنع الذي ستشيّده في الجزائر.

وتعتبر تونس الوجهة الثالثة للشركة الألمانية في شمال أفريقيا حيث تقيم مصنعا لتركيب سياراتها في مدينة طنجة بالمغرب، كما أنها أبرمت اتفاقا قبل فترة مع الجزائر لإقامة مصنع بمحافظة غليزان غرب الجزائر.

وستكون فولكسفاغن، ثاني شركة أوروبية لصناعة السيارات، تدخل تونس بعد شركة بيجو الفرنسية التي تقيم مصنعا لتركيب سياراتها، والتي تعدّ من أبرز العلامات التجارية في السوق التونسية.

وقال وزير الصناعة والتجارة زياد العذاري في وقت سابق العام الجاري إن “عددا من المصنعين الآسيويين الناشطين في صناعة السيارات أبدوا رغبتهم في إقامة وحدات لتصنيع السيارات بتونس إلى جانب تواصل المشاورات مع مصنعين كبار في صناعة السيارات”.

وكانت بيجو قد أعلنت في المؤتمر الدولي للاستثمار (تونس 2020) الذي أقيم في نوفمبر الماضي، أنها ستعيد الروح مجددا إلى سيارة “بيجو 404 بيك آب”، وقررت إعادة تصنيعها في تونس.

وتخوض تونس معركة اقتصادية في مواجهة الضغوط على التوازنات المالية ونقص التمويلات لتغطية ميزانية 2018 التي تضاعفت مرتين خلال السنوات الست الماضية حيث بلغت نحو 63 مليار دينار (26 مليار دولار) في ظل شبه توقف لمحركات النمو.

القدس العربي