خطة المحاصيل المحلية تعزز الأمن الغذائي في أبوظبي

خطة المحاصيل المحلية تعزز الأمن الغذائي في أبوظبي


أبوظبي – أطلقت حكومة أبوظبي خطة زراعية متكاملة للموسم الحالي، في خطوة تهدف منها إلى تحقيق الاستدامة في القطاع الزراعي ودعم الأمن الغذائي في الإمارة مستقبلا.

وقال ناصر محمد الجنيبي، الرئيس التنفيذي لمركز خدمات المزارعين بالإنابة إن “الخطة الزراعية الجديدة من أكثر الممارسات فعالية ونجاحا وتقود إلى وضع إطار زمني ونوعي منظم لأصحاب المزارع”.

وأشار إلى أن الخطة تعزز من دور “المركز الفعال في تحقيق الاستدامة في قطاع الزراعة ودعم الأمن الغذائي في إمارة أبو ظبي كما أنها تساعد المزارع في إعطاء أطول فترة زمنية ممكنة خلال العام لإنتاج المحصول”.

وتبدأ الخطة بالإعلان عن الإطار الزمني وصولا إلى تزويد الأسواق بأطنان من المنتجات المحلية عالية الجودة التي لامست بشكل مباشر احتياجات المستهلكين في السنوات الأخيرة.

24 ألف مزرعة في أبوظبي، يتوقع أن تنتج 21 محصولا تشمل 38 صنفا من الخضروات في الموسم الحالي
ويقول خبراء القطاع إن الزراعة في أبوظبي قادرة على مواجهة تزايد الطلب المحلي بفضل الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة للتأقلم أكثر مع التطورات التنموية المتسارعة والمتمثلة في الزيادة السكانية المطردة وتغير استخدامات الأراضي وأنماط المعيشة.

وتجسد خطة الإنتاج الزراعي التي ينفذها المركز سنويا جهود تحقيق الاستدامة في قطاع الزراعة ودعم مظلة الأمن الغذائي في إمارة أبوظبي وتحقيق دخل جيد لأصحاب المزارع من خلال عقد توريد متميز يبرمه مع المركز.

ويحرص المركز من خلال الخطة الزراعية السنوية على تلبية احتياجات المستهلكين من المحاصيل والمنتجات المحلية التي أضحت تشكل أولوية شرائية لهم نظرا لأسعارها المتميزة وجودتها العالية.

ويستهدف المركز من خلال الخطة الزراعية للعام 2017 – 2018 زراعة 21 محصولا تشمل نحو 38 صنفا من الخضروات في أكثر من 24 ألف مزرعة تضمها الإمارة.

وأوضح الجنيبي في وقت سابق أن استخدام تقنيات زراعة الهيدروبونيك أسهمت في زراعة 4 أصناف رئيسية من الخضروات على مدار العام وهي الخيار والطماطم والفلفل بأنواعه إضافة إلى الورقيات.

وتراعي الخطة الزراعية السنوية توقيت الزراعة والحصاد بالإضافة إلى دراسة واقع السوق وعملية العرض والطلب على المنتجات التي يمكن زراعتها في التربة المحلية وتتوافق مع الظروف المناخية للدولة.

ويبدأ تنفيذ الخطة الزراعية في منتصف أغسطس في حين يبدأ موسم جني المحصول في بداية شهر أكتوبر بإجمالي نحو 47 أسبوعا، منها 15 أسبوعا تعد فترة ذروة الإنتاج.

ناصر محمد الجنيبي: الخطة الزراعية الجديدة من أكثر الممارسات فعالية ونجاحا في أبوظبي
واستبق المركز الإعلان عن الخطة بإجراء دراسات مسحية للأسواق من أجل معرفة احتياجات المستهلكين، ما يحقق منفعة مزدوجة من خلال اكتساب رضا المستهلكين وتحقيق أعلى عائد ممكن لأصحاب المزارع.

وتعد الخطة الزراعية خطوة عملية لتنظيم عمل المزارع واستمرارية الإنتاج لأطول فترة ممكنة من العام.

وتعتمد الخطة على دراسة كل منطقة في الإمارة على حدة وتحدد أنواع المحاصيل المناسبة لها مع محاولة التوفيق بين إنتاج المزارع المكشوفة والبيوت البلاستيكية ومن ثم يتم إخطار كل مزرعة بالأصناف المتوافقة مع ظروفها ومتطلبات السوق في ذات الوقت.

ويحرص مركز خدمات المزارعين في أبوظبي على التعاقد مع أصحاب المزارع لتسويق منتجاتهم وفق نظام يضمن حصول صاحب المزرعة على أكبر عائد ممكن.

وتمنح عقود التوريد للمزارعين العديد من المزايا التي تتضمن تسويق منتجاتهم الطازجة بسهولة وجودة حيث يوفر المركز نقاطا ومراكز استلام للمحاصيل والمنتجات بالقرب من المزارع ومن ثم نقلها إلى مراكز التعبئة والتغليف لتتم عملية فرزها وتصنيفها وأخيرا توريدها إلى الأسواق.

ويحرص خبراء الزراعة العاملين بالمركز على تقديم الإرشاد لأصحاب المزارع وتقديم المشورة حسب ظروف كل مزرعة على حدة. وإلى جـانب ذلـك، ينظـم المـركـز دورات تـدريبية على مدار العـام لفـائدة أصحاب المزارع وعمال المزرعة بهدف زيادة معارفهم وصقل مهاراتهم حول أفضل الممارسات الزراعية.

وتخول عضوية المزارع في المركز الاستفادة من الدعم الحكومي وبرنامج تحسين دخل المزارعين كما تتيح العضوية الحصول على البذور والأسمدة ومعظم مستلزمات الزراعة الأخرى بأسعار تنافسية.

وفتح المركز باب تسجيل المزارعين المهتمين بزراعة الخضروات وفق خطة الموسم الزراعي للمرة الأولى من خلال إرسال رسالة نصية لأصحاب المزارع مرفق بها رابط إلكتروني.

ويتيح لهـم الموقع الوصول إلى النمـوذج بحسب اختصاصاتهم ومن ثم تعبئة الاستمارة بكـل سهـولة، كمـا يمكـن للمـزارع الحصول على النموذج من خلال التوجه إلى المراكـز الإرشـادية المنتشـرة في إمـارة أبوظبي.

وبلغ حجم إنتاج الموسم الزراعي الشتوي للخضروات، 47 ألف طن، مسجلا زيادة بنحو 28 بالمئة، بمقارنة سنوية، حيث بلغ إجمالي الإنتاج في العام الماضي نحو 33 ألف طن، بحسب بيانات مركز خدمات المزارعين.

ويجري المركز تجارب لاختيار أفضل الطرق لتقليل كمية المياه المستخدمة في الزراعة، حيث يعمل مع شركات عالمية لإدخال تقنيات جديدة تقلل هدر المياه.

العرب اللندنية