الآلاف يشيعون جثامين شهداء عملية الأقصى في أم الفحم

الآلاف يشيعون جثامين شهداء عملية الأقصى في أم الفحم

بعد 13 يوما من الترقب والتوتر والغضب، شيّع الآلاف من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني، فجر اليوم الخميس، انطلاقا من مسجد الملساء في حي الجبارين، جثامين شهداء عملية الأقصى، محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، ومحمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما)، ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما)، والذين سقطوا قبل 13 يوما في باحات المسجد الأقصى بنيران شرطة الاحتلال خلال اشتباك مسلح أسفر أيضا عن مصرع اثنين من عناصر شرطة الاحتلال.

وتجمع الآلاف من أهالي المدنية منذ ساعات وسط هتافات بالروح بالدم نفديك يا شهيد.

وقد وصلت جثامين الشهداء الثلاثة، عند الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل، بعد أن احتجزتها سلطات الاحتلال منذ 13 يوما، وأضطرت إلى تسليمها اليوم، على أثر قرار من المحكمة الإسرائيلية العليا بعد التماس قدمه أهالي الشهداء عبر مركز عدالة للمحكمة، التي أصدرت قرارها النهائي بتحرير جثامين الشهداء لدفنها مساء أمس، مانحة الشرطة الإسرائيلية مهلة 30 ساعة، مع تخويلها وضع شروط لتسيير الجنازات.

لكن الشرطة التي ماطلت حتى انتهاء الفترة المحددة لها، حاولت فرض شروط على أهالي الشهداء فيما كانت شوارع وأزقة أم الفحم تمتلئ منذ ساعات مساء أمس بالمشيعين وسط غضب عارم في صفوف الأهالي على مماطلة السلطات الإسرائيلي.

وقال أحد المحامين لـ”العربي الجديد” إن الشرطة حاولت أن تفرض شروطا مقيدة على أهالي الشهداء، لكن لن يكون بمقدورها أن تفرض إرادتها على آلاف المشيعين من أم الفحم.

وقال عدد من أهالي أم الفحم، أن المدينة ستخرج عن بكرة أبيها لتشييع الشهداء، خاصة بعد أن قام الاحتلال باحتجاز الجثامين محاولا ابتزاز الأهالي.

وقال أحمد محاميد، ويعمل مدرسا في المدينة، للعربي الجديد، إن مدينة أم الفحم المعروفة بتاريخها النضالي، لن تتوانى عن القيام بواجبها الوطني والديني تجاه الشهداء الذين بذلوا دمائهم في سبيل قضية الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها محاولات الاحتلال العبث بالمسجد الأقصى المبارك.

وقد تجمهر الآلاف في حي الجبارين، وفي الطرقات والشوارع المحيطة ببيوت أهالي الشهداء، واطلقت الحناجر تردد هتافات بالروح بالدم نفديك يا شهيد، وتصلها بهتافات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عالأقصى رايحين شهداء بالملايين.

وعاشت مدينة أم الفحم منذ سقوط الشهداء الثلاثة حالة من الغضب المتصاعد والتوتر الشديدين مع احتجاز جثامين الشهداء، لكن هذا لم يمنع المئات من أهالي المدنية من الوصول إلى القدس المحتلة والمشاركة في الرباط أمام المسجد الأقصى وعند بواباته ضمن الاستجابة العامة لدعوات المرجعيات الدينية في القدس المحتلة بالرباط في القدس.

العربي الجديد