ضغوط في مسقط لدفع الحوثيين إلى القبول بمبادرة ولد الشيخ بشأن الحديدة

ضغوط في مسقط لدفع الحوثيين إلى القبول بمبادرة ولد الشيخ بشأن الحديدة

صنعاء – أكدت مصادر سياسية لـ”العرب” احتضان العاصمة العمانية مسقط لسلسلة من اللقاءات التي تهدف إلى إحياء المسار السياسي، كاشفة عن أن الأولوية ستكون لدراسة وضع الحديدة، وأن ضغوطا تمارس على الحوثيين من جهات مختلفة للقبول بالمبادرة الأممية، في الوقت الذي تلوح فيه الحكومة اليمنية بالتدخل عسكريا في المدينة لكسر جمود المفاوضات.

وبدأ المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد جولته الجديدة للمنطقة من مسقط حيث التقى بوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في ذات الوقت الذي ذكرت فيه مصادر خاصة تواجد وفد التفاوض الحوثي في سلطنة عمان.

وكشفت مصادر خاصة لـ”العرب” عن قيام مسقط بمحاولة إقناع الحوثيين وممثلي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بضرورة الانفتاح على مقترح ولد الشيخ الخاص بالتوافق على إدارة ميناء الحديدة وتجنيب المدينة الساحلية أي مواجهات قد تحدث فيها بسبب إصرار التحالف العربي والحكومة الشرعية على استعادتها ووقف تهريب الأسلحة عبر مينائها.

ولم تستبعد المصادر نجاح مسقط بالتنسيق مع المبعوث الأممي في أن تجعل العنوان الوحيد للمشاورات تحديد مصير ميناء الحديدة وبحث الجوانب الإنسانية الأخرى المتعلقة بدفع الرواتب واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية.

وقال مصدر في الرئاسة اليمنية، السبت، إن قوات الجيش تعد خطة لمعركة عسكرية فاصلة تستعيد بموجبها مدينة وميناء الحديدة إذا استمر رفض الحوثيين لخطة ولد الشيخ.

وصرح بأن جميع الخطط العسكرية جاهزة للتحرك صوب الحديدة، خاصة بعد أن تمت السيطرة على معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي غرب مدينة تعز، كاشفا عن أن النية كانت التوجه إلى الحديدة قبل رمضان الماضي، غير أن ولد الشيخ نجح في إقناع الحكومة وقوات التحالف بالعدول عن الخطة لإتاحة الفرصة للجهود السياسية لتسليم المدينة ومينائها سلميا.

خطة ولد الشيخ تقضي بتسليم ميناء الحديدة إلى طرف ثالث من قوات يمنية محايدة كما تقضي بتشكيل هيئة من رجال الأعمال لإدارة الميناء والإشراف على عمليات التصدير والتوريد وجباية الأموال الضريبية والجمركية
وشدد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر في كلمة له السبت في جامعة عدن على استمرار الشرعية في مقاومة الحوثي وصالح حتى يقبلا بالعودة إلى طاولة الحوار.

وتقضي خطة ولد الشيخ بتسليم ميناء الحديدة إلى طرف ثالث من قوات يمنية محايدة كما تقضي بتشكيل هيئة من رجال الأعمال لإدارة الميناء والإشراف على عمليات التصدير والتوريد وجباية الأموال الضريبية والجمركية، وتوريدها إلى بنك مستقل لغرض تسليم مرتبات موظفي الدولة الذين لم يتسلموا مرتباتهم منذ 10 أشهر.

وفي تطور لافت يعكس رغبتها في لعب دور أكبر في الملف اليمني استقبلت العاصمة الروسية موسكو وفدا من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني، الذي دعا روسيا إلى تفعيل مساعي السلام في اليمن مع بقية الشركاء الدوليين في مجلس الأمن والتحالف العربي.

ويشير محللون سياسيون إلى إمكانية لعب كل من موسكو ومسقط دورا مهما في تحريك الجمود السياسي في اليمن من خلال لعب دور الوسيط والضامن لمعسكر الانقلاب، وهي الجهود التي يبدو أنها بحاجة إلى انتصار عسكري حاسم على الساحل الغربي حتى تؤتي ثمارها.

ويرى العديد من المراقبين أن تجدد جهود إنعاش العملية السياسية في اليمن يتزامن في كل مرة مع أي انتصارات يحققها الجيش الموالي للشرعية على الأرض، في ظل تقارير تحدثت عن إرجاء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لأكثر من مرة لخطط عسكرية تهدف إلى تحرير ميناء الحديدة الذي تقول الحكومة اليمنية والتحالف العربي إن المتمردين يستخدمونه في تمويل عملياتهم واستقبال شحنات السلاح القادمة من الموانئ الإيرانية عبر سواحل القرن الأفريقي.

وفي اتجاه آخر قالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يعمل على سحب آخر أوراق الشرعية التي ما تزال في أيدي الانقلابيين في صنعاء، حيث تجري استعدادات مكثفة لعقد جلسة لمجلس النواب اليمني في العاصمة المؤقتة عدن وانتخاب هيئة رئاسة جديدة للمجلس.

ولفتت المصادر إلى أن الحكومة الشرعية تسعى لحشد أكبر عدد من النواب، بغية اكتمال النصاب القانوني للجلسة التي من المفترض أن تطيح بأكبر عوامل قوة الرئيس السابق الذي تسيطر كتلته البرلمانية على قرارات مجلس النواب.

وأضافت أن القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام ورئيس كتلة الحزب المناهض للحوثيين سلطان البركاني أحد أبرز المرشحين لتولي منصب رئيس البرلمان القادم.

العرب اللندنية