الجيش اللبناني يفصل مساره في ‘فجر الجرود’ عن حزب الله

الجيش اللبناني يفصل مساره في ‘فجر الجرود’ عن حزب الله


بيروت – حرص مدير التوجيه في الجيش اللبناني العميد قانصو على تأكيد أن “لا تنسيق لا مع حزب الله ولا مع الجيش السوري” في المعركة التي أطلقها الجيش فجر السبت ضد تنظيم داعش وأطلق عليها “فجر الجرود”، في رسالة واضحة هدفها التأكيد على أن الجيش يتحرك بمعزل عن حسابات حزب الله والجيش السوري.

وقال مصدر أمني لبناني إن عملية الجيش اللبناني بدأت في الخامسة صباحا مستهدفة مواقع تنظيم داعش قرب بلدة رأس بعلبك بالصواريخ والمدفعية وطائرات الهليكوبتر. والمنطقة هي آخر جزء من الحدود اللبنانية السورية يسيطر عليه التنظيم المتشدد.

وقدّر العميد قانصو بنحو 600 عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شرق لبنان.

وبالتزامن مع عملية الجيش، أعلن حزب الله اللبناني في نفس التوقيت عن بدء معركة ضد داعش بالتعاون مع الجيش السوري على الجهة السورية من الحدود أيضا أطلق عليها اسم “وإن عدتم عدنا”.

لكن العميد قانصو أكد للصحافيين أن “لا تنسيق لا مع حزب الله ولا مع الجيش السوري” في هذه المعركة.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أعلن بداية الشهر الحالي أن توقيت إطلاق العملية ضد داعش في المنطقة الحدودية سيكون بيد الجيش اللبناني، مشيرا إلى أن الأخير سيقاتل من الجانب اللبناني فيما سيفتح حزب الله والجيش السوري الجبهة السورية. ويرى متابعون للشأن اللبناني أن إصرار الجيش على تأكيد وجود فصل في مسار المعركة عن تلك التي يديرها حزب الله، يحمل رسائل إلى الخارج أكثر منها إلى الداخل اللبناني.

وقال المتابعون إن قيادة الجيش اللبناني تعرف أن أيّ عملية مشتركة مع حزب الله ستكون حساسة من الناحية السياسية في لبنان وقد تعرّض للخطر المساعدات العسكرية التي يتلقاها لبنان من الولايات المتحدة التي تصنف الحزب الشيعي المدعوم من إيران منظمة إرهابية. كما أنها قد توقف الجهود التي يقودها الجيش لتأكيد حياده بغية إقناع السعودية بإطلاق الهبة التي سبق أن وعدت بها لتسليح الجيش بالتعاون مع فرنسا.

وعلقت السعودية مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوة الأمن الداخلي بما قيمته 4 مليارات دولار، نظرا لما أسمته “المواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات بين البلدين”، في إشارة إلى انحياز الموقف الرسمي اللبناني لإيران وحزب الله بدل الانحياز للمصالح اللبنانية.

وتشير أوساط لبنانية إلى أن قيادة الجيش تحاول أن تأخذ مسافة ولو قصيرة عن حزب الله في الملف السوري بالذات، وهي تعرف أن مواقف لبنان الحالية ستحدد طرق التعامل معه إقليميا في المستقبل خاصة من قبل السعودية التي تبدي يوما عن آخر إصرارها على تطويق النشاط الإيراني في المنطقة، وأنها ستربط تعاملاتها الاقتصادية بالموقف من طهران.

ومشكلة دول الخليج مع حزب الله لا تقف عند ولائه لإيران أو لدوره الداعم للرئيس السوري بشار الأسد، فقد كشفت تحقيقات مختلفة وقوفه وراء انتداب وتدريب خلايا لإحداث الشغب في دول مثل البحرين والكويت وآخرها اتهامات كويتية صريحة له بالمساعدة في تهريب عناصر خلية العبدلي.

العرب اللندنية