‘منصة موسكو’ تنسف جهود تشكيل جبهة موحدة للمعارضة السورية

‘منصة موسكو’ تنسف جهود تشكيل جبهة موحدة للمعارضة السورية


الرياض – كشفت مفاوضات وفود للمعارضة السورية الثلاث، التي التأمت على مدار يومين في الرياض أنها لا توحي بأي تقدم ملموس في ما بينها في الوقت الحاضر سوى الاتفاق على مواصلة العمل لتشكيل وفد موحد لمفاوضات جنيف المقررة في أكتوبر المقبل.

وجاءت المباحثات استجابة لدعوة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لتقريب وجهات النظر بين فصائل المعارضة، وفي خطوة تسبق موعد محادثات السلام السورية في جنيف.

وعقدت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة المدعومة من السعودية اجتماعا استمر ساعات مع وفود من معسكرين معارضين معتدلين هما منصتا القاهرة وموسكو.

ومثلت الخلافات بين وفدي المعارضة في الرياض والقاهرة من جهة ووفد موسكو من جهة أخرى، حول التغييرات في مرحلة ما قبل وضع الدستور الجديد ومصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، العقدتين اللتين حالتا دون التوصل لاتفاق وإصدار بيان مشترك.

وذكرت مصادر قريبة من المباحثات أن الهيئة العليا للمفاوضات التي تتخذ من الرياض مقرا لها ووفد القاهرة اتهما المعارضة السورية في موسكو بتعطيل التوافق وتأجيل الحل.

وقالت الهيئة العليا في بيان بعد انتهاء المفاوضات الثلاثاء، إن “ممثلي منصة موسكو رفضوا الإقرار بأي نص في الاتفاق يشير إلى مطلب رحيل بشار الأسد وألا يكون له أي دور في السلطة الانتقالية”.

وأفاد المكتب الإعلامي للهيئة بأن وفد المعارضة في موسكو طالب بالإبقاء على دستور العام 2012 مع بعض التعديلات.

ورغم أن “هناك قدرا مهما من التفاهم” بين وفدي الرياض والقاهرة، وفق المكتب الإعلامي، إلا أن تشدد مندوبي وفد موسكو أعاق الاستمرار في الجهود لضم ممثلين عن المنصتين إلى وفد المفاوضات.

وأشارت عدة مصادر إلى أنه من المرجح أن تتجه الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتا القاهرة وموسكو إلى جنيف بوفد واحد مع التسليم بعدم إمكانية الاتفاق على رؤية موحدة.

فراس الخالدي: مصير الأسد ليس متعلقا بنتائج حوار المعارضة بل بيد قوى دولية
وبرر أعضاء المعارضة السورية في موسكو موقفهم في بيان حيث قالوا “لقد جرى التركيز على نقاط الخلاف في محاولة لحلها وتشكيل وفد واحد، لكن قسما أساسيا من الخلافات يعود إلى إصرار وفد الرياض على طرح شروط مسبقة تتعلق برحيل الرئيس الأسد”.

وتصر منصة موسكو بشدة على عدم اشتراط ترك الأسد السلطة في المرحلة الانتقالية، بينما تطالب الهيئة العليا ومنصة القاهرة بتحقيق انتقال سياسي خلال مرحلة انتقالية دون رئيس النظام السوري.

وكان أحمد رمضان، أحد قادة المعارضة السورية، قد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية قبل المفاوضات قائلا إن “الهدف من الاجتماع التوصل إلى اتفاق حول برنامج سياسي يشكل أساسا للمفاوضات في مقدمته مصير الأسد”.

كما صرح فراس الخالدي، رئيس وفد منصة القاهرة للمعارضة السورية قبل المفاوضات بأن موضوع بقاء أو رحيل الأسد خلال المرحلة الانتقالية لم يجر بحثه بعد.

وقال خلال مؤتمر صحافي “لم نصل لهذا النقاش ووثائق القاهرة واضحة وننطلق منها”، مشيرا إلى أن هذه المسألة ستكون “نتاج النقاش بين وفود المعارضة وهذا الموقف سيكون نتاجا للنقاش وسنعلنه”.

واعتبر أن “مصير الأسد ليس متعلقا بنتائج الحوار بين منصات المعارضة السورية بل بيد قوى دولية”، في إشارة إلى روسيا والولايات المتحدة بشكل رئيسي.

ويقول مراقبون إن هذا الإصرار تقف خلفه روسيا نظرا للدعم الكبير الذي تقدمة للأسد منذ أن بدأت في مساندة موقفه على حساب إيجاد مخرج للأزمة، الأمر الذي من شأنه أن يطيل أمد الحرب.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا في وقت سابق المعارضة إلى توحيد وفدها لوضع إستراتيجية تفاوض أكثر براغماتية بعدما رعى سبع جولات من المحادثات التي لم تحقق نجاحا، وشكل مصير الرئيس السوري عقبة أساسية فيها.

وأعرب عن أمله في إجراء محادثات سلام “حقيقية وجوهرية” بين الحكومة والمعارضة السورية غير الموحدة في جنيف.

وتوقع المبعوث الأممي إلى سوريا الأسبوع الماضي حسما في سوريا خلال شهرين، مشيرا إلى أنه ستتاح فرصة مهمة للمعارضة من أجل إعادة تنظيم صفوفها، من أجل الوصول إلى مقاربة شاملة.

وخسر مقاتلو المعارضة الكثير من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها منذ بدء محادثات السلام لإنهاء العنف في سوريا، بما فيها حلب التي استعادتها قوات النظام السوري بعد أن كانت معقلا للمعارضة.

ومع تراجع وضع مسلحي المعارضة، يقول خبراء عسكريون ومحللون إن النظام لا يواجه ضغوطا لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات خصوصا بالنسبة لمسألة مستقبل الأسد.

وأكد دي ميستورا أنه قد يواصل محاولة تنظيم جولة “تحضيرية” أخرى من المحادثات في جنيف الشهر المقبل كما كان مخططا في السابق، إلا أنه أشار إلى أن مكتبه “سيركز على الأجندة الحقيقية لإجراء محادثات حقيقية جوهرية نأمل في أن تجرى في أكتوبر”.

العرب اللندنية