عين الحلوة.. حكاية العنف المزمن والموت المتجدد

عين الحلوة.. حكاية العنف المزمن والموت المتجدد

مثل سابقاتها، حصدت موجة العنف الجديدة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين عددا من القتلى والجرحى، وخلفت أضرارا مادية جسيمة في المنازل والمحلات التجارية، وتسببت في نزوح عائلات إلى أحياء أكثر أمنا.

وقد شهد المخيم الواقع في مدينة صيدا جنوبي لبنان اشتباكات متقطعة بدأت الثلاثاء وتجددت الخميس، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح آخرين.

واندلعت الاشتباكات إثر اقتحام مجموعة موالية للناشط الإسلامي بلال بدر مركزا للقوة الأمنية المشتركة، وردتحركة فتح بمهاجمة مواقعه في حي الطيري.

وتسارعت الاتصالات بين القوى والفصائل الفلسطنية، وتم الإعلان مرات عديدة عن اتفاقات لوقف إطلاق النار جرى خرقها.

ولاحقا توصلت القوى الفلسطينية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أعقبه انتشار القوة الأمنية المشتركة في مراكز بدر الذي انسحب من حي الطيري، على أن يتم استكمال الانتشار في كامل الحي.

ويقول القيادي في القوى الإسلامية الفلسطينية أبو إسحق المقدح إن وقف اطلاق النار يسير دون خروقات، مشيرا إلى أن الأسس التي تم الاتفاق عليها هي انتشار القوة الأمنية في حي الطيري والشارع “الفوقاني”، وسحب المسلحين والمضي في التهدئة، على أن يُستكمل بحث النقاط العالقة ولاسيما مسألة تعزيز القوة الأمنية.

استمرار الخروقات
وعن سبب خرق وقف إطلاق النار مرات عديدة، يقول أبو إسحق للجزيرة نت إن المسلحين المنتشرين في عين الحلوة ليسوا جيوشا نظامية تلتزم بالأوامر بدقة، معتبرا أنه لا يوجد حل نهائي للمشكلات التي يعاني منها المخيم، لكنه شدد على ضرورة معالجة أي إشكال بالحوار.

ونفى أي وجود لتنظيم الدولة الإسلامية أو هيئة تحرير الشام بالمعنى التنظيمي داخل المخيم، ولكنه لفت إلى إمكانية وجود بعض الأفراد من الجماعتين، رافضا التعامل معهم بالطرق العسكرية “لأنها أثبتت فشلها”.

ورأى أبو إسحق أن اعتقال أي شخص متهم بالإرهاب يجب أن يتم من خلال عمل أمني محدد، لا عبر استخدام القذائف والسلاح بشكل مفرط، دون أن يستبعد وجود جهات خارجية تحرك الأحداث في المخيم.

بدوره، قال عضو القيادة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية غسان أيوب إن العمل جار على تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه.

واعتبر أيوب في حديث للجزيرة نت أن المطلوب هو إنهاء الظاهرة المتمثلة في ما سماها الجماعات المتشددة في مخيم عين الحلوة، التي تتسبب بسلوكياتها في إشعال الاشتباكات.

أياد خارجية
ورأى أيوب أن ما يجري في المخيم بين الحين والآخر يؤكد وجود أياد خارجية تريد العبث بأمنه، معتبرا أن الجماعات المتطرفة تكون دائما سببا في إشعال الاشتباكات.

واعتبر أن سبب جولة العنف الأخيرة دخول مجموعة موالية لبلال بدر إلى مقر القوة الأمنية وتصفية أحد الضباط بدم بارد، وإطلاق النار على عناصر أخرى وتجريدهم من سلاحهم.

وقال إن هذا التصرف دليل على وجود أجندة خاصة لدى هذه الجماعات نظرا لتزامنها أيضا مع قرب الانتهاء منتنظيم الدولة في سوريا والعراق وقيام الجيش اللبناني بعملية ضد التنظيم على الحدود الشرقية.

ودعا أيوب إلى وجود إرادة واضحة لدى الجميع باجتثاث من وصفها بالمجموعات المتشددة من مخيم عين الحلوة، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ موقف حاسم من منظمة التحرير والأمن الوطني الفلسطيني للقضاء على هذه الجماعات أو تسليمها إلى السلطات اللبنانية، بينما انتقد موقف القوى الإسلامية في المخيم واصفا إياه بأنه غير واضح.

وسيم الزهيري

الجزيرة