نيران الحوثيين تقترب من صالح

نيران الحوثيين تقترب من صالح

تصاعد الخلاف بين مليشيا الحوثيين الانقلابية وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وتجاوز مرحلة الخطابات والاتهامات الإعلامية ليصل إلى التصعيد الميداني والتحشيد والاشتباكات المسلحة التي طالت مقربين من صالح وربما تطاله مستقبلا.

وشهدت العاصمة صنعاء السبت الماضي أول اشتباك مسلح بين حلفاء الانقلاب والحرب على الشرعية، حيث سقط قتلى وجرحى من الطرفين، في وقت أكد موالون لصالح أن ما جرى كان عملية قتل متعمدة من الحوثيين لأحد أبرز القياديين العسكريين القريبين من صالح وهو العميد خالد الرضي.

وتحدثت مصادر محلية عن أن المليشيا الحوثية استحدثت نقطة تفتيش بالقرب من منزل أحمد نجل صالح الأكبر المقيم حاليا في أبو ظبي، وفي شوارع محيطة بميدان السبعين ودار الرئاسة، وربما وضعوا كمينا لموكب صلاح نجل صالح الأوسط إلا أنه أفلت منهم عقب اشتباك مع القوة المرافقة له، وسقط العميد الرضي قتيلا برصاص الحوثيين.

وعقب اتفاق وقعه الحوثيون وحزب صالح المؤتمر الشعبي العام لإنهاء التوتر الأمني بين الطرفين تعرض أمس الثلاثاء المستشار القانوني محمد المسوري محامي صالح لاعتداء بالضرب المبرح بأحد شوارع صنعاء أسعف على إثره للمستشفى حيث أصيب بكسور في يديه ورجليه.

واتهم الصحفي الموالي لصالح كامل الخوداني من سماهم “العصابة”، في إشارة إلى الحوثيين بارتكاب جريمة الاعتداء على المسوري، وتحدث نشطاء بحزب المؤتمر الشعبي عن أن الحوثيين يبعثون رسائل عنف لصالح من خلال استهداف أقرب المقربين منه.

سيناريوهات متوقعة
ورأى مراقبون أن الحوثيين صعدوا ميدانيا وحشدوا مسلحيهم إلى صنعاء خلال إقامة صالح مهرجانا لحزبه بمناسبه مرور 35 عاما على تأسيسه الخميس الماضي، واعتبروا أن صالح يسعى لعقد صفقة مع التحالف العربي ويتواصل تحديدا مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

واستباقا لمساعي صالح التي قد تخرجهم من المشهد السياسي وتنهي انقلابهم صعد الحوثيون ميدانيا تجاه صالح وأنصاره وعملوا على تضييق الخناق عليه، ووضعه تحت رحمة فوهات بنادق مليشياتهم المنتشرة في صنعاء، وفرض نوع من الإقامة الجبرية ومنع تحركاته وتحركات أبنائه والقادة المقربين منه.

وعقب اشتباك السبت الماضي عزز الحوثيون وجودهم بشوارع صنعاء وأقاموا عشرات نقاط التفتيش في عملية أشبه بإعلان الطوارئ وهو ما يطالبون به، في وقت يعتبر صالح وأنصاره في حزب المؤتمر أن الحوثيين يعملون على تطويقهم وعزلهم وربما الإجهاز عليهم عسكريا لاحقا.

وقال الكاتب اليمني والناشط الحقوقي صالح الصريمي إن ثمة سيناريوهين متوقعين لأحداث الخلاف بين صالح والحوثيين، الأول احتمال اشتعال الحرب بين طرفي الانقلاب وستكون صنعاء وكل المحافظات الخاضعة لسيطرتهما مسرحا لهذه الحرب.

وأضاف الصريمي في حديث للجزيرة نت أن السيناريو الثاني المتوقع أن يقوم صالح بسحب قواته وأنصار حزبه من جبهات القتال، خصوصا في منطقة نهم شرقي العاصمة، وترك جماعة الحوثي بمفردها تواجه الجيش الوطني والمقاومة الشعبيةالموالية لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.

رأس صالح
ويعتقد الصريمي أن رأس صالح بات مطلوبا لدى الحوثيين ولن يهدأ لهم بال حتى يصفوا حسابهم معه، فالقضية مسألة وقت ليس إلا، وهناك مطالب بالثأر لمقتل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل في سبتمبر/أيلول 2004 خلال أول معارك صعدة بين مليشيا الحوثي وقوات الجيش اليمني.

ورأى أن “التحالف العربي يعول على الخلاف والصراع بين المخلوع والحوثيين”، ولم يستبعد أن يكون “هناك تفاهم إقليمي وتحديدا بين دولة الإمارات وصالح للتخلي عن مليشيا الحوثيين وتركها بمفردها تواجه مصيرها”.

وأشار إلى أن خطابات الحوثيين تؤكد أن صالح قد عقد صفقة مع الإمارات وحتى التحالف العربي، وهو يخطط لما سموهما “الخيانة” و”الاستسلام” حتى إن أعلن عبر خطاباته وإعلام حزبه أنه لا يزال متحالفا معهم ضد “العدوان”.

ويؤكد محللون يمنيون أن انفجار الحرب بين الحوثيين وصالح بات وشيكا في صنعاء، ولذلك عمد الحوثيون إلى استباق الأحداث وبدؤوا يستعدون للتخلص من صالح وإحكام قبضتهم العسكرية الكاملة على العاصمة.

وتوقع الإعلامي اليمني عبد الله دوبلة أن يقوم الحوثيون بقتل صالح ربما عبر عملية اغتيال أو اشتباك مسلح معه والقوات التي تحميه من الحرس الجمهوري الموالية له.

ورأى دوبلة في حديث للجزيرة نت أن الحوثيين سيطروا تماما على صنعاء وشوارعها ومنافذها، وثبت عسكريا أن العاصمة بيدهم، كما ظهر أن صالح أعجز من أن تكون له كلمة الفصل في صنعاء رغم أن له جماهير كبيرة مؤيدة له.

الجزيرة