إخماد تظاهرات إيرانية في المسجد الحرام

إخماد تظاهرات إيرانية في المسجد الحرام

الرياض – أوضحت السلطات السعودية بشكل قاطع أنها ما زالت متمسكة بسياسة السهر على جعل موسم الحج مناسبة تعبّد وصلاة وإخراجه من الحسابات السياسية لنظام المرشد في إيران.

واعتبر المراقبون أن تصريحات مستشار العاهل السعودي الأمير خالد الفيصل في شأن إخماد أي تظاهرات من الممكن أن يقوم بها الحجاج الإيرانيون أثناء تأديتهم لمناسك الحج، بمثابة تأكيد بأن التفاهمات التي جرت بين الجانبين السعودي والإيراني لترتيب استقبال الحجاج الإيرانيين هذا العام، لم تلحظ أبدا قبول الرياض بأي مظاهرات قد يقوم بها الحجاج الإيرانيون أو إطلاق أي شعارات هدفها خدمة الأجندات الإيرانية.

وأعلن الأمير خالد رفضه لأن يقوم الحجاج الإيرانيون برفع شعارات طائفية وسياسية في المسجد الحرام في مكة المكرمة، مشيرا إلى أن مثل هذه الأمور تخمد في وقتها.

وحول قيام بعض الحجاج الإيرانيين برفع شعارات طائفية وسياسية في المسجد الحرام، أكد رئيس لجنة الحج المركزية “أن المملكة لا تسمح بالقيام بمثل هذه الأمور، ولكن هناك بعض الأشخاص يقومون بها، وتخمد في وقتها”.

وقال الأمير خالد مستشار العاهل السعودي وأمير منطقة مكة رئيس لجنة الحج المركزية خلال المؤتمر الصحافي الختامي لحج هذا العام الذي عقده بمشعر منى، الأحد، ردا على سؤال عن الإجراءات التي اتخذتها الرياض تجاه الحجاج الإيرانيين ودعوتهم بتسييس الحج “إن الإيرانيين مسلمون وهذه البلاد مفتوحة لجميع المسلمين لأداء الحج وأداء المناسك، ولم نمنع الإيرانيين ولم نمنع أحدا من أي جهة كانت في العالم عن أداء مناسكهم أو زيارة الأراضي المقدسة ومكة المكرمة”.

واعتادت إيران منذ قيام الجمهورية الإسلامية، استغلال موسم الحج من أجل القيام بمظاهرات هدفها السعي للترويج للسياسات الإيرانية داخل صفوف الحجاج المسلمين.

ولقيت هذه المظاهرات، التي تتميز بشعاراتها المذهبية، باستهجان الحجاج المسلمين عاما بعد عام، فيما استطاعت أجهزة الأمن السعودية المكلفة بحماية موسم الحج على مدى السنين السابقة منع واحتواء أي تجمعات تنظم في صفوف الحجاج الإيرانيين.

وأكد الأمير خالد “أن المملكة لم تمنع الإيرانيين أو غيرهم (من أداء المناسك) ولكن تشترط عليهم أن تكون الزيارة للعبادة فقط وليست للسياسة، لأن الحج ليس للسياسة فلا تسييس في الحج، والمملكة ترفض أي استخدام لهذا الوقت، في هذا المكان لأمر آخر غير العبادة”.

ووصف مراقبون سير موسم الحجّ الحالي بالمثالي لجهة سلاسة سيره وارتفاع نسبة الأمان فيه وندرة الحوادث المؤثرة في سيره العادي قياسا بمواسم سابقة، مرجعين ذلك إلى دقة عالية في التنظيم رفدتها إرادة سياسية سعودية حازمة في النأي بهذه المناسبة الدينية الأهم لدى المسلمين عن محاولات التسييس والاستغلال لأغراض غير دينية.

ومن جهته وصف الأمير خالد الفيصل، الأحد، نجاح موسم الحج لهذا العام 2017، بالاستثنائي “في كل الأمور من الخدمات والطرق التي اتخذت في الخدمة والإدارة وتنفيذ الأوامر والتعليمات والثقافة حيث أن ثقافة الحج تطورت”، ومؤكّدا “أن هناك روح تسامح وروحا إسلامية صحيحة وروح محبة وإخلاص”. وأضاف أن “أكثر من مليوني حاج مدّوا من مكة المكرمة يد السلام والأخوّة للعام”، مشيرا إلى أن نسبة زيادة الحجاج هذا العام بلغت 30 بالمئة.

العرب اللندنية